حذر خبراء أميركيون من ان شبكة الخدمات الصحية في العراق على شفا الانهيار، ولفتوا الى ان بعض الادوية شحيح كما ان غياب الامن يعوق الوصول الى المرضى. وانتقدوا واشنطن لوضعها عمليات الاغاثة الصحية في العراق تحت امرة قائد عسكري اميركي ما يعرقل جهود الاغاثة. وقال مسؤولون أميركيون في الوكالة الدولية للتنمية ووزارة الصحة الاميركية في مؤتمر استشاري عن النظام الصحي في العراق ان وزارة الصحة في بغداد في حاجة الى أن تستأنف عملها بشكل فاعل في أقرب وقت ممكن. وذكر أندرو كليمنتس، المستشار الصحي للوكالة، ان الخدمات الصحية تعطلت بسبب الحرب، كما نهبت المعدات والادوية، مشيراً الى عدم حصول تفش كبير لامراض معدية حتى الآن. وأضاف "لكن أحداً لا يستطيع الركون الى هذا في الوقت الحالي، لان الاحتمال ما زال قائماً بسبب توقف نظام الصحة العامة وبرنامج التطعيم ضد الامراض". وابلغ أطباء في مدينة البصرة في جنوبالعراق عن 11 حالة بمرض الكوليرا، وحذروا من احتمال وجود عشرات الاصابات الاخرى بسبب تلوث امدادات المياه وتردي سبل الحفاظ على الصحة العامة. ولفت كليمنتس الى النقص في امدادات الأدوية وعلاج بعض الامراض المزمنة مثل داء البول السكري وأمراض القلب، فضلاً عن استمرار انقطاع امدادات المياه في بعض المناطق. وأضاف أن احدى أكثر القضايا الحاحاً غياب الامن، مما يحد من وصول المرضى الى مراكز الرعاية الصحية والادوية. وذكر موظف في شركة للاجهزة الطبية ان نحو ثلث المعدات التي اشتراها العراق عبر برنامج "النفط للغذاء" التابع للامم المتحدة دمرت أو نهبت. وأبلغت روث والكوب، التي تعمل في مكتب شؤون الصحة العالمية في وزارة الصحة والخدمات الانسانية الاميركية، ان منظمة الصحة العالمية قلقة من احتمال انهيار النظام الصحي العراقي قريبا.ً الى ذلك، انتقد خبراء اميركيون ودوليون في مجال الصحة والمساعدات واشنطن لوضعها عمليات الاغاثة الصحية في العراق تحت امرة قائد عسكري اميركي ما يعرقل جهود الاغاثة. ولفت ريتشارد بيرنان، مدير الصحة في اللجنة الدولية للاغاثة الى ان وكالات الاغاثة التي ترفع تقاريرها عادة الى وزارة الخارجية الاميركية اضطرت الى رفع تقريرها الى وزارة الدفاع الاميركية، موضحاً ان البنتاغون لا يمتلك الخبرة اللازمة للتكيف مع الوضع الانساني بعد الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة. وقال: "البنتاغون ووزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد انتزع بشكل اساسي الانشطة الانسانية من الوكالة الدولية للتنمية". وذكر بيرنان ان منظمات الاغاثة قلقة من احتمال ان يفرض البنتاغون شروطاً على المساعدات، مثل فرض قيود للوصول الى بلدات او مناطق معينة او تحديد مصادر وانواع المساعدات التي يمكن توفيرها. وأضاف بيرنان، على هامش المؤتمر العالمي في شأن الكوارث وطب الطوارىء في مدينة ملبورن الاسترالية: "كان من الافضل بشكل كبير لو قامت الاممالمتحدة بتنسيق المساعدات الانسانية".