ناشدت اللجنة الدولية للصليب الاحمر قوات التحالف في العراق حماية المستشفيات وامدادات المياه من أعمال النهب التي عمت أنحاء العراق. وقالت اللجنة في بيان اصدرته من مقرها في جنيف ان "اللجنة الدولية للصليب الاحمر توجه نداء عاجلاً إلى قوات التحالف وجميع الاشخاص في موقع السلطة لبذل كل ما في وسعهم لحماية البنية التحتية الاساسية كالمستشفيات وامدادات المياه والصرف الصحي من عمليات النهب والتدمير". وقال الصليب الأحمر أنه "قلق جداً من الفوضى السائدة حالياً في بغداد ومناطق أخرى من العراق". وأشار الى ان قوات التحالف "لديها مسؤوليات محددة كونها قوة محتلة" بما في ذلك "اتخاذ كل التدابير لاستعادة النظام العام والامن والحفاظ عليه باسرع وقت ممكن، وذلك بوضع حد للنهب والعنف ضد المدنيين والمنشآت المدنية". وقال بلتازار ستاهلين، كبير موفدي الصليب الاحمر الى الشرق الاوسط للصحافيين: "المشكلة اليوم لا تكمن في الموارد البشرية، ليست مشكلة لوجستية، المشكلة الرئيسية التي نواجهها في بغداد ومناطق اخرى من العراق، هي ببساطة انعدام الامن في وقت نحن بأمس الحاجة اليه". وتردد نداء الصليب الاحمر على نطاق واسع حتى من جانب المعارضين لقيام الولاياتالمتحدة بالدور القيادي في اعادة اعمار العراق. وقال وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر في برلين: "يتعين أولاً تسليم المساعدات الانسانية الى الشعب في ظروف آمنة، ثم يمكننا الحديث عن المرحلة التالية". وأوضح رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر جاكوب كيلنبرغر انه توجه بندائه علناً في اعقاب اتصالات "رفيعة المستوى" مع قوات "التحالف" الاميركي - البريطاني. ووصف ستاهلين الوضع بانه "مأسوي" داخل بغداد، خصوصاً "الانهيار الفعلي" لنظام الصحة حيث تعرضت المستشفيات الاثنان والثلاثون لعمليات نهب، وتركت من دون مياه او كهرباء اضافة الى ان الاطباء والممرضات لا يمكنهم الوصول الى المرضى لخطورة الوضع. وقال ان "الجهاز الطبي لا يمكنه التعامل مع الوضع". وأضاف: "اننا نتحدث عن مدينة يسكنها خمسة ملايين شخص، حيث للاعتناء بانفسهم. ولكنني اشك في تقديم العناية الملائمة لجروح خطرة جدا أحياناً". وأعلن منسق الاممالمتحدة المكلف الشؤون الانسانية في العراق ان فريقاً دولياً تابعاً للامم المتحدة سيعود غداً الاثنين الى شمال العراق. وقال المنسق راميرو لوبيز دا سيلفا من عمان ان "موظفين دوليين سيعودون الاثنين الى محافظات دهوك واربيل والسليمانية" في شمال العراق، مضيفاً: "إننا نعتزم ارسال 13 موظفاً دولياً إلى كل محافظة على أن نزيد تدريجياً في ما بعد وجودنا في الجنوب. كما سنسجل حضوراً ابتداء من الاثنين في غرب العراق". في غضون ذلك، اعلن صندوق الاممالمتحدة للطفولة يونيسيف انه يعتزم ارسال سبع شاحنات محملة بمعدات امدادات المياه ومواد طبية ومعدات تعليمية الى شمال العراق. وقال ناطق باسم "اليونيسيف" ان الشاحنات وهي اكبر قافلة يرسلها الصندوق الى الشمال حتى الآن تحمل 89 طناً من المساعدات التي تقدر قيمتها بنحو 3.1 مليون دولار، وانها تنتظر التصريح الرسمي للعبور عند البوابة الحدودية في خابور. ودخلت نحو 70 شاحنة تابعة "لليونيسيف" العراق في الايام الاخيرة وغالبيتها آتية من الجنوب. وقال الناطق مايكل بوسيوركيو: "يقوم عمالنا في شمال العراق حالياً بتقويم الوضع الامني لارسال مواد الى كركوك والموصل. نأمل بارسال ما يصل الى ست شاحنات خلال الأيام السبعة المقبلة". وأضاف انه من المقرر ان تفتح المدارس ابوابها في شمال العراق في وقت لاحق من الاسبوع المقبل. وأعلنت الكويت اول من امس الجمعة ارسال مساعدة طبية الى العراقيين على متن طائرة شحن اميركية من طراز "سي- 130"، لمساعدة المستشفيات التي تعاني نقص الامدادات. وقال وزير الصحة الكويتي محمد الجار الله ان هذه المساعدة مؤلفة من "خمسة اطنان من الادوية والتجهيزات الطبية". واضاف انها أول مساعدة ترسل جواً "وستتبعها جواً ايضاً مساعدات اخرى في الايام المقبلة". كذلك تتضمن المساعدة عيادات طبية متنقلة وكميات من الانسولين وحليب الاطفال.