اعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر في جنيف امس انها تشك في انه يوجد مستشفى واحد في بغداد ما زال يعمل بسبب "الفوضى" التي تسود شوارع المدينة. وقالت الناطقة باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر ندى دوماني ان مسؤول اللجنة رولاند هوغينن بنجامين في العاصمة العراقية ابلغها أنه "ربما لم يعد هناك مستشفى واحد يعمل بسبب النهب ونقص افراد الهيئة الطبية وحال الذعر التي تسيطر على الناس". وذكر الصليب الاحمر القوات الاميركية بأنها ملزمة، بمقتضى معاهدة جنيف التي تحكم قواعد الحرب، باقرار النظام في المناطق التي تسيطر عليها. وقالت دوماني ان فريقا تابعا للجنة الدولية للصليب الاحمر غامر بالخروج الى الشوارع لكنه لم يتمكن من زيارة كل مستشفيات المدينة. وتوجه الفريق الى المدينة الطبية التي تضم 650 سريرا غير انهم لم يجدوا سوى عدد قليل من الاشخاص. وقالت دوماني: "غرف العمليات لم تعد تعمل. لم تعد توجد ادوات على أي حال". واعلنت اللجنة ان المستشفى الكندي في وسط بغداد هوجم من قبل لصوص مسلحين جردوه من كل الاجهزة الكهربائية والمعدات الطبية. وأضافت دوماني ان المستشفى الكندي كان خالياً امس. وتابعت ان هناك مخاطر من انتشار أوبئة لان المدينة تفتقر ايضاً للمياه النقية والكهرباء. وأعلن منسق الشؤون الطبية في لجنة الصليب الاحمر في العراق بيتر ترابولا ان "الوضع فوضوي وكارثي" داخل المستشفى الكندي الذي تعرض للنهب، وهو احد اهم مستشفيات العاصمة العراقيةبغداد. وانتقد مسؤولو وكالات الاغاثة الدولية القوات الاميركية والبريطانية لعجزها عن كبح اعمال النهب التي تهدد بتفاقم الأزمة الانسانية والصحية في العراق. وقالت الناطقة باسم مكتب الاممالمتحدة لتنسيق الاعمال الانسانية في العراق فيرونيك تافو: "الصورة بالغة القتامة. لا يوجد أمن في الشارع على الاطلاق". واضافت: "هناك اعمال نهب واسعة النطاق طاولت معظم المكاتب التابعة للامم المتحدة. المساعدات الانسانية ستتضرر". وأضافت: "قوات التحالف تبدو عاجزة تماما عن كبح الناهبين او فرض اي نوع من السيطرة على العصابات التي تحكم الشوارع حالياً. هذا التغاضي من جانب قوات الاحتلال يمثل انتهاكا لاتفاقات جنيف". وقالت الناطقة باسم مكتب الاممالمتحدة لرعاية الطفولة يونيسيف ويفينا بلمونت ان مكاتب "اليونيسيف" في بغداد نهبت ما يعرقل اي جهود مستقبلية للمساعدات. واضافت بلمونت: "اعمال النهب والفوضى واسعة النطاق وصلت الى مكتب اليونيسيف بهواتفه ومقاعده... كل شيء اساسا تعرض للنهب". وتابعت: "حالة الفوضى المستمرة في بغداد تثير الانزعاج وبشكل عام نرى صورة جلية لاسر تعيش في خوف وقلق". وحذر بيتر كيسلر الناطق باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين من ان غياب القانون قد يتسبب في نزوح للسكان. واضاف: "من المهم جداً ان تمنع قوات الاحتلال الفوضى وتوفر مناخا امنا. انه امر مستهجن الا يكون هناك حراس خارج وكالات الاممالمتحدة حتى يمكن السيطرة على ممتلكاتها". وتابع كيسلر: "الوضع الراهن حرج وفرص تلقي المساعدات تتبدد مع تفشي الفوضى واعمال النهب". وقال كيسلر ان جهود الاغاثة تعاني انتكاسة مع امتداد اعمال النهب لتشمل السيارات التابعة للامم المتحدة وامدادات المكاتب. واضاف: "وكالات الاممالمتحدة ليست متأكدة حتى من المعدات الموجودة في مكاتبها او سياراتها وكي نباشر توزيع المساعدات الانسانية لا بد ان يكون لدينا تجهيزات ومعدات اخرى جاهزة للاستخدام". في غضون ذلك، قررت خمسون شركة كندية للمواد الطبية ارسال ادوية الى العراق بقيمة 800 الف دولار كندي اي ما يعادل 550 الف دولار اميركي. وستتضمن العملية التي تترأسها هيئة الشركاء الكنديين للصحة الدولية، ارسال مضادات حيوية ولقاحات ومعدات طبية اخرى وفيتامينات. وسترسل هذه المعدات الى المستشفيات العراقية عبر جمعيات محلية. وقال جنرال في الجيش الاميركي ان وزارة الدفاع الاميركية بنتاغون ارسلت 69 منفياً عراقياً دربتهم القوات الاميركية في المجر للمساعدة في تنسيق الجهود الانسانية في العراق وهو ما يقل بكثير عن العدد الذي كان متصورا من قبل. واضاف ان هؤلاء الرجال يجري ارسالهم الى مناطق مختلفة من العراق مع القوات الاميركية كمتخصصين في الشؤون المدنية للعمل كمترجمين والمساعدة في تقويم الاحتياجات المحلية بما في ذلك الطعام والماء والكهرباء. وافادت وزارة الخارجية الاميركية من جهتها ان سورية اكدت للولايات المتحدة انها اغلقت حدودها مع العراق الا امام حركة نقل المساعدات الانسانية. واوضح الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية ريتشارد باوتشر "تبلغنا ان سورية اغلقت حدودها الا امام الحركة الانسانية". واضاف ان هذه الضمانات نقلتها السلطات السورية الى السفير الاميركي في دمشق ثيودور قطوف، موضحاً: "هذا ما قيل لنا ونأمل بأن يكون صحيحاً".