وصلت منسقة الشؤون الإنسانية في الأممالمتحدة فاليري آموس إلى سورية امس، في مستهل جولة إقليمية تستمر ثلاثة أيام لمناقشة المساعدات الإنسانية للمدنيين السوريين المحاصرين أو النازحين بسبب الصراع. وعقدت آموس، التي دخلت سورية ضمن قافلة برية من لبنان، اجتماعا مع فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري، ومن المقرر أن تلتقي مسؤولين سوريين آخرين ومسؤولين في الهلال الأحمر العربي السوري. وقال ديبلوماسيون دوليون إن اموس ستناقش سبل زيادة المعونات الطارئة للمدنيين، إلا أن القتال يجب أن ينحسر قبل أن يكون هناك أي أمل حقيقي في إمكانية الوصول إلى مناطق الصراع. وتدهور الوضع الإنساني خلال الأسابيع القليلة الماضية. وقال بيان للامم المتحدة ان آموس ستزور خلال رحلتها عائلات سورية فرت من العنف وتجري محادثات بشأن توفير الدعم للعدد المتزايد من اللاجئين. وقال بيان الاممالمتحدة: «يقدر الآن ان مليونين تضرروا من الازمة وأكثر من مليون نزحوا داخلياً بسببها». وقال ينز ليركه الناطق باسم اموس لرويترز في جنيف إن قافلة اموس عبرت الحدود من لبنان وكان في استقبالها مسؤولون من وزارة الخارجية السورية. وأضاف: «ذهبت الى هناك للتعبير عن قلقها العميق من الموقف. ستتفقد الموقف على الارض وتناقش مع الحكومة والشركاء في المجال الانساني» سبل التعامل مع الموقف بصورة أكثر ايجابية. وقال ليركه: «انهم اناس نزحوا من حيث يعيشون بعد تعرض مناطقهم للقصف او اناس تضرروا من ارتفاع الاسعار وندرة الطعام في بعض المناطق أو اطفال لم يعد بامكانهم الذهاب الى المدرسة اما بسبب انعدام الامن او لان نازحين يقيمون في مدارسهم او انهم طلبة لا يستطيعون الذهاب الى مدينتهم الجامعية التي امتلأت بالنازحين». وقال ليركه ان شبكات توزيع المساعدات التابعة للمنظمة الدولية تعمل لكن حتى الان لم يصل الى الاممالمتحدة سوى 40 في المئة من الاموال التي طلبتها للشؤون الانسانية في سورية هذا العام وقدرها 180 مليون دولار. وقالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين ان اللاجئين السوريين يتدفقون على العراق والاردن ولبنان وتركيا وكان من بينهم عشرة الاف وصلوا الى تركيا خلال الاربعة ايام الماضية مما رفع عدد اللاجئين السوريين هناك الى نحو 60 الفا. وقال ادريان ادواردز الناطق باسم المفوضية للصحافيين ان الوكالة التابعة للامم المتحدة سجلت أسماء 157577 لاجئاً سورياً لكن العدد الحقيقي أكبر بكثير لان الالاف لم يتمكنوا من تسجيل اسمائهم بينما يخشى البعض من الثأر لدى عودتهم الى سورية. وأضاف: «الموقف الامني للاجئين في المناطق الحدودية الشمالية من لبنان آخذ في التدهور. الاجزاء الشمالية من منطقة وادي خالد حيث يعيش المئات من أسر اللاجئين مستهدفة بالقصف من الجانب السوري من الحدود مرتين او ثلاث مرات في الاسبوع». وذكر ان الاردن شهد انخفاضاً ملحوظاً في عدد السوريين الذين يعبرون الحدود حيث عبر 283 شخصاً فقط ليل السبت مقارنة بمتوسط ثابت بلغ نحو 400 شخص كل ليلة في شهر تموز(يوليو). وأضاف: «قال لاجئون انهم تعرضوا لنيران المدفعية والاسلحة الصغيرة اثناء توجههم الى الحدود». وكانت آخر مرة زارت فيها آموس سورية في آذار (مارس) لطلب السماح لموظفي الاغاثة بالوصول من دون قيود الى المناطق الاكثر تضرراً من الصراع. وحصلت على اتفاق مع الحكومة بإجراء تقييم مشترك لكنه محدود للوضع الانساني في البلاد. لكن جهود الاممالمتحدة لبدء عملية مساعدات كبيرة منذ ذلك الحين تعطلت، بسبب البيروقراطية وانعدام الامن. وقال ديبلوماسيون إن تصاعد الصراع المندلع منذ 17 شهراً بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة «لا يتيح بدائل لتعزيز عمليات الاغاثة ما لم تصمت المدافع». وقال مصدر ديبلوماسي غربي لرويترز: «ما دام العنف مستمراً في المناطق الاشد احتياجاً، تتعلق القضية بإمكانية الوصول. لا يمكنك العمل والرصاص يتطاير حولك». وأضاف: «إعلان ان شخصاً ما مسموح له بدخول تلك المناطق أمر لا قيمة له إذا كانت القذائف ما زالت تسقط». وقال مسؤول من الاممالمتحدة الشهر الماضي إنه رغم الاحتياجات المتزايدة، ترفض السلطات منح تأشيرات دخول لموظفي الإغاثة الغربيين. واضطرت الاممالمتحدة، نظراً للمخاطر الامنية المتصاعدة، إلى سحب بعض موظفي الاغاثة الاجانب من سورية اواخر شهر تموز (يوليو). وما زال للمنظمة الدولية 36 موظفاً اجنبياً وألف عامل مساعدات سوري في البلاد، في حين يعمل 3600 سوري آخرون لحساب وكالة الاممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا). وقال ينز ليرك الناطق باسم مكتب الاممالمتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية «شبكة التوزيع موجودة. العمال المحليون ينفذون البرنامج. لدينا القدرة على الحركة وحين تلوح فرصة سنقدم المساعدة». وتعتمد وكالات الاممالمتحدة ومنها برنامج الاغذية العالمي، على الهلال الاحمر السوري لتوزيع إمدادات المساعدات، بما فيها حصص غذائية، الى 542 الف شخص في تموز، وهو ما يقل كثيراً عما يستهدفه البرنامج، وهو 850 الف شخص. وقال برنامج الاغذية العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة (فاو) الاسبوع الماضي، إن من المرجح ان يحتاج ما يصل الى ثلاثة ملايين سوري مساعدات من الاغذية والمحاصيل والمواشي خلال الاثني عشر شهراً القادمة، مع منع الصراع الفلاحين من حصد محاصيلهم. وقالت منظمة الصحة العالمية قبل اسبوع، إن كثيراً من شركات إنتاج الادوية في سورية اغلقت أبوابها، ما تسبب بنقص خطير في الادوية اللازمة لعلاج الامراض المزمنة والعدد المتزايد من الخسائر البشرية. واضافت الوكالة ان مستشفيات ومراكز صحية توقفت عن العمل بسبب الافتقار للإمدادات، في حين لحقت اضرار بمراكز اخرى او استولى عليها مقاتلون. وقالت وكالة اللاجئين التابعة للامم المتحدة الجمعة، إن حوالى 150 الف لاجئ سوري سجلوا في العراق والاردن ولبنان وتركيا منذ اندلاع الصراع.