دعا وزير بريطاني الى تكليف الاممالمتحدة اعادة اعمار العراق بعد فترة انتقالية تعقب إطاحة النظام الحالي، فيما اعلن عضوان بارزان في مجلس الشيوخ الاميركي رغبتهما في مشاركة الاممالمتحدة في ادارة العراق بعد الحرب. وكتب الديموقراطي جوزف بيدن ديلاور والجمهوري تشوك هاغل نبراسكا في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" امس: "علينا ان لا نجعل من مجلس الامن الدولي او حلفائنا في حلف شمال الاطلسي ضحايا للحرب... باختصار علينا ان ندول سياستنا من أجل إعادة إعمار العراق، وأفضل طريقة لذلك هو تبني قرار جديد من مجلس الأمن يسمح بالمهمات السياسية الضرورية من اجل حفظ الامن والوضع الانساني واعادة اعمار العراق بعد انتهاء الحرب". واشار الكاتبان الى خمسة اسباب تحمل على ادخال المجتمع الدولي بأسره، موضحين ان الولاياتالمتحدة لا تملك الوسائل من اجل ان تتحمل بمفردها ثمن عملية إعادة إعمار العراق والتي تقدر بما بين 20 و25 بليون دولار لمدة عشر سنوات. كما ان احتلال الأراضي العراقية من القوات الاميركية والبريطانية يمكن ان يصعد من المشاعر العربية المعادية للولايات المتحدة. شرعية مشكوك فيها ورأى بيدن وهاغل ان شرعية ادارة عراقية منتدبة ينصبها الاميركيون ستكون موضع شكوك، واعادة اعمار العراق يجب ان تجري في اطار عملية امنية اكبر تشمل منطقة الشرق الاوسط برمتها. واخيراً رأى عضوا مجلس الشيوخ الاميركي ان وحدها مشاركة المجتمع الدولي ستسمح بإزالة شكوك بعض الدول الحليفة للولايات المتحدة حول الاسباب الحقيقية لتدخلها في العراق. وفي لندن، دعا الوزير البريطاني المكلف شؤون مقاطعة ويلز بيتر هاين في صحيفة "صنداي تلغراف" الى تكليف الاممالمتحدة اعادة اعمار العراق اثر فترة قصيرة تتولاها ادارة عسكرية انتقالية بعد نهاية الحرب. واعتبر الوزير "انه امر حاسم ان تكون الاممالمتحدة مسؤولة بعد فترة انتقالية. انه امر مصيري لنا ولكل الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي... ومن الاساسي الوصول الى القدرات الهائلة من المساعدات الاوروبية للتنمية". وقالت الصحيفة ان هذا التعليق يطابق تصريحات وزراء آخرين يمارسون ضغطاً على رئيس الوزراء توني بلير ليبدي معارضة لمشاريع البيت الابيض والبنتاغون تنصيب ادارة عراقية تحت اشراف اميركي. وقد عين البنتاغون الجنرال المتقاعد والسفير السابق لدى اليمن جيه غارنر، مشرفاً على ادارة البلد مكلفاً تطبيق الخطة الاميركية لاعادة اعماره. كذلك دعت صحيفتا "واشنطن بوست" و"لوس انجليس تايمز" الرئيس بوش الى اشراك الاممالمتحدة في الادارة الموقتة وفي اعادة اعمار العراق بعد الحرب. وكتبت "واشنطن بوست" في مقال افتتاحي ان "الرئيس بوش سيكون حكيماً" اذا اشرك الاممالمتحدة في هذه المهمات. واوضحت: "اذا انتهت الولاياتالمتحدة بان تبدو معزولة في الاحتلال واعادة اعمار العراق فان الحفاظ على النية الحسنة لمصلحة مهمتها سيكون اكثر صعوبة وكذلك وقف تحرك اولئك الذين يريدون نسف هذه المهمة عبر عمليات انتحارية بالمتفجرات". واعتبرت صحيفة "لوس انجليس تايمز" ان "ترك الولاياتالمتحدة لوحدها الى ما لا نهاية في مركز القيادة لن يؤدي الا الى تأجيج حقد جميع الذين يدعون ان هدفهم هو اولا استعمار العراق ثم بقية الشرق الاوسط". واضافت ان "تفسيرات الرئيس بوش واوساطه لتبرير الحرب لم تكن مقنعة، بدءا بالبحث عن اسلحة دمار شامل واقصاء صدام حسين مرورا باحتمال وجود علاقات بين العراق والقاعدة او ارساء الديموقراطية في الشرق الاوسط... ادارة مرحلة ما بعد الحرب ستتطلب مزيداً من الوضوح لمعرفة متى سيتوجب على الولاياتالمتحدة الانسحاب اذا أرادت اقناع العالم بأنها وفت بتعهداتها".