حذرت سورية من ان حرباً اميركية على العراق "ستفتح ابواب جهنم" في الشرق الاوسط وسيستغلها رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ل"استعراض عضلاته"، داعية الولاياتالمتحدة الى تبني استراتيجية "تركز على حقوق جميع الشعوب في المنطقة كي تعيش بسلام ورخاء". وقالت مديرة الاعلام الخارجي في وزارة الخارجية السورية الدكتورة بثينة شعبان في مقال نشر في صحيفة "لوس انجليس تايمز" الاميركية: "هناك الآن احتمال ان تشن الولاياتالمتحدة، مع الاممالمتحدة او من دونها، حرباً على العراق. ونظراً الى الغضب المكبوت والاحباط والاذلال الذي يتعرض له الشعب العربي فإن مثل هذه الحرب ستفتح ابواب جهنهم في المنطقة وفي العلاقات بين الشرق والغرب"، لافتة الى ان "الذين يتحدثون عن الحرب من مكاتبهم المريحة ليست لديهم ادنى فكرة عن قوة مشاعر شعوب الشرق الاوسط" بعد "تعاطفها الكبير مع ضحايا هجمات 11 ايلول سبتمبر وتضامنها مع الولاياتالمتحدة وشعبها". وحذرت الدكتورة شعبان من ان "الشعوب العربية لن تهادن ابداً مع الاحتلال والاستعمار مهما طال بها الزمن الى ان تحقق استقلالها" ومن ان يستغل شارون المسألة العراقية ب"استعراض عضلاته واستخدام دباباته وصواريخه ضد الشعب الفلسطيني الاعزل ما سيكلف الطرفين المزيد من الارواح من دون حلٍ للقضية". وبعدما اشارت الى ان العرب "توقعوا من الولاياتالمتحدة ان تقف بثبات في دعم عملية السلام بدلاً من تزويد شارون اموالاً ومعدات للإمعان في سياسته التي بدأها منذ كان وزيراً للدفاع في 1982، حين دبّر غزو لبنان وكان مسؤولاً عن مجازر صبرا وشاتيلا في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين"، اكدت ان "ما نحتاجه حقاً من الولاياتالمتحدة هو ان تظهر سلطتها الاخلاقية وتغير هذا المسار الدموي بالعودة الى نهج السلام، السلام الحقيقي الذي ينهي الاحتلال ويحقق لكل شعوب المنطقة حقوقها، لأن اي سلام لا يقوم على العدل لن يدوم. والناس يعتقدون ان الولاياتالمتحدة هي الوحيدة القادرة على وقف العنف". وختمت: "على الولاياتالمتحدة ان تفكر باستراتيجية جديدة تركز على حقوق كل الشعوب في المنطقة كي تعيش بسلام ورخاء وان لا تستند الى تسليح ومساندة طرف كي يقتل ويذل الطرف الآخر". الى ذلك، اتهمت صحيفة "الثورة" امس الادارة الاميركية بالاصرار على "استفزاز المفتشين" وجاء في افتتاحيتها ان "الذرائع الاميركية لشن الحرب على العراق تتساقط تباعاً وتصر ادارة بوش على التعاطي باستفزاز مع عمل المفتشين الدوليين ومهماتهم في رهان جديد لكسر الارادة الدولية". واضافت ان "الادارة الاميركية تتحرك باتجاهات متناقضة تماماً مع الاجواء القائمة على التعاون بين فرق التفتيش والعراق وتأكيد الامين العام للامم المتحدة كوفي انان هذا التعاون". وتابعت: "لكن واشنطن تصر على الحديث عن الحرب والاستمرار في تحريك الاساطيل واستدعاء الاحتياط في عملية تجديد لكل اوراق الضغط والاستفزاز". وختمت بأن "الخطاب الاميركي بمواقفه وادارته السياسية متخم برغبات الحرب ومشبع بالنزوع الى القوة لاستنفاذ الصبر العراقي، هذا وكله ينذر باحتمالات خطيرة بأن الحرب الاميركية تدفع بالواقع الدولي نحو الكارثة".