طلبت روسيا أن يقدم مجلس الأمن "تعريفاً سياسياً وقانونياً" للحرب الأميركية على العراق، ويتخذ "اجراءات" في ضوء ذلك، ويلزم الدول المنتهكة لميثاق الأممالمتحدة ب"ازالة الآثار الإنسانية" للعمل العسكري. ونفت بشدة اتهامات أميركية بتزويد العراق أسلحة ومعدات، فيما طلب الرئيس فلاديمير بوتين من بغداد التقيد بالمواثيق الدولية في معاملة الأسرى. وأكد نائب وزير الخارجية الروسي يوري فيدوتوف أن الملف العراقي يجب أن يعود إلى مجلس الأمن "لاعطاء تقويم سياسي وقانوني" للعملية العسكرية الجارية واتخاذ "القرارات المتماشية مع صلاحية المجلس". وعلى رغم أنه لم يستخدم كلمة "عدوان"، أشار فيدوتوف إلى أن البلدان التي لجأت إلى القوة انتهكت القانون الدولي، وعليها "ازالة الآثار الإنسانية الحتمية لما فعلته". وقال ل"الحياة" خبير مقرب من وزارة الخارجية ان موسكو "ليست لديها أوهام" في شأن احتمال أن يصدر مجلس الأمن قراراً يصنف الحرب عدواناً، إذ أن واشنطن ولندن قادرتان على استخدام حق النقض الفيتو لكنه قال إن "الحرب بلغت مدى لم يعد معه السكوت مقبولاً". وتابع ان الولاياتالمتحدة نفسها قد تكون "بحاجة إلى تحرك دولي". إلا أن وزير الخارجية ايغور ايفانوف حاول تخفيف وقع تصريحات نائبه، فأشار إلى "كارثة إنسانية وبيئية" في العراق، يجب أن تكون موضع بحث. وأعرب عن قلقه من ازدياد عدد الضحايا واللاجئين. لكن الوزير شدد على أن مجلس الأمن والأممالمتحدة "لا يجوز أن يبقيا بلا اكتراث ازاء ما يحصل في العراق". وأعرب عن "الأمل" بأن هذا الموضوع قد يصبح مادة للبحث في المجلس، بمعنى أنه لم يؤكد أن روسيا ستطلب البحث، رغم أنه طالب ب"وقف العمليات". وكشف فيدوتوف وجود مساعٍ لعقد جلسة خاصة تكرس للعراق، في إطار دورة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان المنعقدة في جنيف. وأضاف أن وفوداً أثارت مواضيع تتعلق ب"انتهاك القانون الدولي الإنساني"، وطالبت ببحث اثار العمل العسكري. في السياق ذاته، أعرب بوتين عن الأسف لتزايد الضحايا من الجانبين. وفي اجتماع للحكومة، طلب من الوزير ايفانوف أن يخاطب بغداد "ليطلب بالحاح التقيد" بالقواعد الدولية لاحتجاز الأسرى، وقال: "نعرف ظروف احتجازهم". الى ذلك رفض ايفانوف اتهامات أميركية لروسيا بتزويد العراقيين اسلحة. وأكد أن واشنطن وجهت رسائل عدة إلى موسكو في شأن صادرات سلاح مزعومة إلى بغداد، وكانت روسيا تجري تحقيقات كل مرة ولم يثبت شيء من الاتهامات، وكان آخر رد روسي في 18 آذار مارس الجاري. واتهم اليكسي فولين، الناطق باسم الحكومة الروسية، شركات أميركية وأوروبية بتصدير "مواد الاستخدام المزدوج" إلى العراق، مشدداً على أن روسيا لم تنتهك أياً من التزاماتها في إطار نظام العقوبات. وقللت روسيا من المزاعم الاميركية في شأن العثور على أسلحة دمار شامل في العراق. وقال يوري فيدوتوف إن الخبراء الدوليين وحدهم لهم حق اعطاء "تقويم نهائي" لما قد يُعثر عليه. وأضاف ان كل القضايا المتعلقة بأسلحة الدمار الشامل هي من اختصاص لجنة "انموفيك". وأشار اندريه كوكوشين السكرتير السابق لمجلس الأمن القومي الروسي رئيس إحدى لجان البرلمان حالياً، إلى انشاء منظمة سياسية - عسكرية جديدة تضم روسيا وعدداً من دول آسيا الوسطى. وقال إن طريقة معالجة الولاياتالمتحدة للأزمة العراقية وتجاهلها الأممالمتحدة يقتضيان "تعزيز نظام الأمن السياسي والعسكري في اوراسيا". ودعا إلى أن تستند المنظمة الجديدة إلى معاهدة الأمن الجماعي التي تضم روسيا وبيلاروسيا وأربعاً من دول آسيا الوسطى، وأشار إلى احتمال التعاون مع الصين. شيراك يدعو الى "تعبئة" في باريس، شكر الرئيس جاك شيراك ابرز معارضي الحرب على العراق، البابا يوحنا بولس الثاني واقترح ان تتعاون فرنسا مع الفاتيكان من اجل السلام. وفي خطاب نشر امس قال شيراك للزعيم الروحي لحوالى بليون كاثوليكي في العالم انهما ينبغي ان يتعاونا لضمان سيادة القانون والعدل والحوار بين شعوب العالم. وكتب شيراك في خطابه الذي أُعد الجمعة الماضي، اي بعد يوم على اندلاع الحرب: "اود ان اعرب لقداسته عن تقديري جهوده المتواصلة التي بذلها حتى اللحظة الاخيرة للحفاظ على فرص السلام، وتعبئة كل اصحاب النيات الحسنة في هذا الاتجاه". واضاف ان المجتمع الدولي لا بد ان يعمل من خلال الاممالمتحدة سعياً الى السلام داعياً الى عقد مؤتمر دولي للتوصل الى حل دائم لأزمة الشرق الاوسط، من شأنه ضمان أمن اسرائيل وحقوق الشعب الفلسطيني وحماية الاقليات المسيحية في المنطقة. وختم شيراك: "علينا ان نتأكد من ان الصراع العراقي لا يثير العداء بين الحضارات والأديان، ولا بد ان يواصل الفاتيكانوفرنسا التعاون من اجل سيادة القانون والعدل والحوار بين الشعوب". وفي برلين، أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة فورسا الالمانية لحساب مجلة "شتيرن" وشبكة التلفزيون "ار تي ال" ان الموقف المعارض للحرب الذي اتخذه المستشار الالماني غيرهارد شرودر زاد شعبيته وشعبية حزبه. وقال 43 في المئة من الذين سئلوا رأيهم ان يبقى غيرهارد شرودر في منصبه مقابل 34 في المئة يفضلون زعيمة الحزب المسيحي الديموقراطي المعارض انجيلا ميركيل.