تردد في الكويت أمس أن فتحات عدة بدأ احداثها في سور الحماية الكويتي المحاذي للحدود مع العراق منذ 4 أيام، وذلك تمهيداً لما يتوقع أن يكون هجوماً برياً للقوات الأميركية على العراق الأسبوع المقبل. ونفى الناطق باسم الجيش الكويتي العقيد يوسف الملا في تصريح ل"الحياة" صحة ما ذكرته مصادر صحافية من أن جنوداً من المارينز الأميركيين دخلوا الشريط الحدودي المنزوع السلاح لهذا الغرض، لكنه امتنع، من جهة أخرى، عن التعليق على معلومات بأن عسكريين كويتيين هم من يقوم بإعداد الفتحات في السور الحدودي، واكتفى بالقول إن "الجانب الكويتي من الشريط أرض كويتية، والمنشآت القائمة فيها منشآت كويتية لنا حق التصرف فيها كما نشاء". وأعلنت بعثة المراقبة الدولية التابعة للأمم المتحدة أن نحو سبع فتحات احدثت في الشريط الالكتروني. وقال الناطق باسم البعثة دالجيت باغا إن أشخاصاً قد يكونون جنوداً أميركيين باللباس المدني شوهدوا يدخلون من الجانب الكويتي إلى المنطقة المنزوعة السلاح حيث توجد الفتحات. ويتألف السور الحدودي الذي جرى بناؤه خلال التسعينات ويمتد مسافة 217 كيلومتراً من خندق بعرض 5 أمتار وعمق ثلاثة أمتار يحاذيه ساتر ترابي بعلو 4 أمتار، ثم يلي ذلك على بعد كيلومتر واحد السور الشائك المكهرب الذي يتألف من أسوار متداخلة عدة. ثم أنشأ الكويتيون 4 أشرطة من السواتر الترابية بين الحدود والعمق الكويتي بمعدل ساتر كل 15 كيلومتراً. وقال قائد عمليات حرس الحدود العقيد ناصر الفرج للصحافيين الأسبوع الماضي إن هذه الموانع نجحت في وقف عمليات التسلل والتهريب من العراق إلى الكويت بنسبة 90 في المئة، في حين قال وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد الصباح إن حرس الحدود الكويتيين سيبقون في مواقعهم ومخافرهم الحدودية حتى لو نشب القتال بين الأميركيين والعراقيين. وقال مصدر كويتي ل"الحياة" إن القوات الأميركية ملزمة باختراق، وربما تدمير، أجزاء من هذا السور الحدودي في حال بدأت هجوماً باتجاه الشمال، وتابع أن السور أمني بطبيعته ولا يشكل مانعاً لقوات لديها آليات ثقيلة، و"اعتقد بأن الأميركيين يستطيعون عمل كل الفتحات التي يحتاجونها في السور وردم الخندق الحدودي وازاحة السواتر الترابية في الدقائق الأولى من بدء العمليات وليسوا بحاجة إلى تحضيرات مسبقة". وأضاف ان هناك 20 بوابة موجودة ضمن السور الحالي. ورأى المصدر انه ستكون هناك مشكلة قانونية في دخول الأميركيين الشريط الحدودي الذي يمتد بعمق خمسة كيلومترات من الجانب الكويتي وعشرة من الجانب العراقي، لأن قرارات الأممالمتحدة تمنع ذلك، غير أن الأميركيين يخرقون هذا الشريط جواً منذ 10 سنوات في طلعات مراقبة جنوبالعراق، وقد يعتمدون في اختراقه براً على أن العراق نقض شروط اتفاق صفوان لوقف اطلاق النار الذي انتهت به حرب تحرير الكويت. في غضون ذلك، أبطأت عاصفة هوجاء تضرب الكويت منذ الخميس، عمليات انزال القوات والمعدات جواً إلى الكويت، وقال شهود إن طائرات النقل الأميركية العملاقة من أنواع "سي 5 غالكسي" و"سي 17" و"سي 141" وطائرات ركاب مؤجرة لوزارة الدفاع الأميركية كانت تهبط بمعدل طائرة كل 10 دقائق صباح الخميس في مطار الكويت الدولي قبل أن تؤدي الزوابع الترابية التي تصاحبها خلايا رعدية في تأخير عمليات الهبوط. وبحسب مصادر، فإن هذا الجسر الجوي نقل معظم أفراد الفرقة 101 الأميركية المحمولة جواً، وتمثل أفضل وحدات الجيش الأميركي إلى الكويت وقال صحافيون أجانب ل"الحياة" في الكويت إنه من المتوقع أن يستدعي الجيش الأميركي الصحافيين الذين سيرافقون وحداته إلى داخل العراق اليوم السبت، وإذا تم ذلك فعلاً، فيعني ان أياماً قليلة تفصل عن الحرب.