للكويتيين حكاية قديمة مع أسوار الحماية التي كانوا يشيدونها ويحيطون بها بلدهم لحمايتها من الأعداء عبر التاريخ، حيث سبق أن هدمت الكويت 3 أسوار حماية كانت قد شيدتها في إطار جهود التوسع العمراني، لكن (السور الرابع) الكويتي الواقع على الحدود الفاصلة بين الكويتوالعراق بدأت عمليات هدمه لأسباب مختلفة تماما. وقادت الحكومة الكويتية عام 1995 حملة تبرع ضخمة جمعت خلالها عشرات الملايين من الدنانير من المواطنين الكويتيين من أجل بناء (السور الرابع) على حدودها مع العراق تحت شعار (الكويت تبني سورها الرابع). وبلغ طول السور حوالي 200 كيلومتر، إضافة لعشرات الكيلومترات من الخنادق المصاحبة له، وتم تزويد السور بأحدث وسائل كشف عمليات التسلل، كما تمت كهربته، وتولت شركة من جنوب أفريقيا تنفيذه وصيانته. وبعد مرور نحو 7 سنوات على تشييد الكويت لسورها الرابع ذي البوابات السبع، بدا أنه سيشهد نفس مصير سابقيه الثلاثة، ولكن هذه المرة ليس بسبب التوسع العمراني، وإنما لإتاحة المجال أمام القوات الأمريكية المتمركزة في الكويت للتحرك باتجاه العراق عند بداية الحرب الوشيكة. فمن المؤكد أن 200 كيلومتر من الأسلاك المكهربة والخنادق العميقة ستكون عائقا أمام تحرك هذه القوات. وتشير الأنباء التي وردت من الحدود الشمالية للكويت خلال اليومين الماضيين الى أن عناصر من الجيش الأمريكي قامت بالفعل بإحداث فتحات في (السور الرابع)، وقامت بردم أكثر من 30 خندقا حدوديا. ونقلت مصادر صحفية كويتية عن مصادر عسكرية كويتية انه تم فصل التيار الكهربائي عن السور، فيما تم رصد 7 فتحات تم إحداثها في السور، حيث قُدّرت مساحة كل فتحة بأنها كافية لمرور المدرعات والمجنزرات العسكرية من خلالها بسهولة. وقالت مصادر في بعثة المراقبة الدولية على الحدود الكويتيةالعراقية: إن جنودا أمريكيين قاموا بعملية ردم الخنادق وفتح ثغرات في السياج الأمني. وبما أن "السور الرابع" يقع ضمن المنطقة المنزوعة السلاح بين الكويتوالعراق؛ قدمت بعثة المراقبة الدولية احتجاجا رسميا للأمم المتحدة، باعتبار أن القوانين تمنع تواجد أي قوات مسلحة في هذه المنطقة. وتمتد المنطقة المنزوعة السلاح لمسافة 20 كيلومترا طولا، وبعرض الحدود الكويتيةالعراقية، 5 منها في الكويت، والباقي في العراق.