اعلنت بعثة الاممالمتحدة لمراقبة الحدود بين العراقوالكويت يونيكوم امس انها سحبت كل مراقبيها من الجانب العراقي من المنطقة المنزوعة السلاح التي ستكون ممراً للقوات الاميركية خلال الحرب. وقال الناطق باسم "يونيكوم" دالجيت باجا: "كل الافراد سُحبوا من الجانب العراقي... انها مجرد خطوة وقائية. الوضع هادئ جدا لكن لا نريد ان نؤخذ على حين غرة". واعلنت البعثة الاربعاء انها ستسحب موقتاً مراقبيها من مناطق نائية في المنطقة المنزوعة السلاح، لكنها أكدت وقتها ان افرادها سيبقون على جانبي الحدود اي في الجانب العراقي والجانب الكويتي على السواء. وتمتد المنطقة المنزوعة السلاح بعمق عشرة كيلومترات في الجانب العراقي وبعمق خمسة كيلومترات فقط في الجانب الكويتي. ومن المفترض الا يدخلها سوى موظفي الاممالمتحدة بالاضافة الى حرس حدود عراقيين وكويتيين لا يحملون سوى مسدسات. واقامت الاممالمتحدة المنطقة المنزوعة السلاح على الحدود الكويتية - العراقية عام 1991 بعدما طرد تحالف قادته الولاياتالمتحدة القوات العراقية التي غزت الكويت عام 1990 بعد فترة احتلال دامت سبعة اشهر. وتمسك جنرال كبير في الجيش الاميركي بتقديره السابق لحجم قوة الاحتلال التي ستبقى في العراق بعد الحرب، وقال انها ستكون ضخمة وقد تصل الى بضع مئات من الألوف، مناقضاً الحجم الذي تحدث عنه وزير الدفاع دونالد رامسفيلد. وصرح رئيس الأركان الجنرال اريك شينسكي امام لجنة فرعية للمخصصات الدفاعية في مجلس النواب الاميركي بأن الجيش سيستطيع تحديد حجم القوات التي سيحتاجها "ما بعد القتال". واكد ان العدد "قد يصل الى بضع مئات من الالوف"، واضاف: "كنا نأمل بأن يكون العدد أقل". واوضح شينسكي للصحافيين بعد الجلسة انه لا يريد ان يوحي بأن كل القوات الاميركية ستشارك في ادارة العراق: "ليس من المفترض ان نقوم كلنا بهذه المهمة". وفي الشهر الماضي وبعدما طرح رئيس الأركان التقديرات خلال جلسة استماع اخرى في الكونغرس ابلغ رامسفيلد الصحافيين ان هذه الارقام "مبالغ فيها". واشار الى ان عدداً من الدول وعد بالمساهمة في جهود اشاعة الامن. واعرب رامسفيلد عن اعتقاده بأنه ليس من المنطق التصور ان عدد القوات اللازمة سيزيد في فترة ما بعد الحرب عن فترة الحرب نفسها. ويقول مسؤولون اميركيون ان هناك اكثر من 200 الف جندي في منطقة الخليج على استعداد لتلقي الامر من الرئيس الاميركي جورج بوش بغزو العراق. وقال شينسكي: "هذا مجرد تقدير للاعداد المطلوبة. هناك مهام محددة للقوات في فترة ما بعد الحرب لكنها لم تحدد بعد". الى ذلك عكف مشاة البحرية الاميركية امس على اعمال التنظيف بعد عاصفة رملية اجتاحت شمال الكويت في ما اعتبر تحذيراً من ان رمال الصحراء ربما تعيق اي هجوم على العراق. وقال قدامى المحاربين الذين سبق ان شاركوا في "عاصفة الصحراء" عام 1991 لطرد القوات العراقية من الكويت، ان الرياح التي خلفت طبقة من الرمال على كل شيء من الجنود الى الاسلحة، كانت اقوى من اي رياح شاهدوها من قبل. واضطر مشاة البحرية في معسكر "انشون" للسير جماعات بحثا عن الطريق خلال العاصفة التي اقتلعت حتى المراحيض المتنقلة، واستمرت خمس ساعات. وسيراقب المخططون العسكريون جيداً التغيرات المناخية لاختيار اللحظة المناسبة. وقال اللفتنانت بريان فونكراوس: "لا اعتقد ان أحداً يمكنه ان يحارب في مثل هذا الطقس". واضاف ضابط آخر: "توجد كثير من الوديان والطرق وعندما لا تستطيع ان ترى ابعد من ثلاثة امتار امام المركبة فلا يمكن ان تقودها". وتسببت عاصفة رملية تعرضت لها قطر ايضاً في انعدام الرؤية الى اقل من مئتي متر بانخفاض كبير عن الحد الادنى للامان البالغ 1500 متر بالنسبة الى اقلاع الطائرات العملاقة وهبوطها. وقال مسؤولو المراقبة الجوية انهم يتوقعون توقف رحلات الطيران في مطار الدوحة الذي اصبح مركزاً نشطاً لحركة طائرات النقل العسكري الاميركية في ظل الاستعدادات للحرب.