سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اعتقال احد مؤسسي "حماس" الاوائل ونسف منزله ... وجيش الاحتلال يواصل تدمير قطاع غزة تدريجيا وعبر مجازر صغيرة . تسعة شهداء في مجزرة جديدة في البريج و"حماس" ترد بثلاثة صواريخ "قسام"
واصلت قوات الاحتلال الاسرائيلي زرع الموت وتشريد الفلسطينيين العزل في كل مكان من قطاع غزة تنفيذا لسياسة الحكومة الاسرائيلية الجديدة - القديمة القائمة على عدم اجتياح القطاع كاملا ودفعة واحدة، على طريقة عملية "السور الواقي" في الضفة الغربية، بل تدميره على مراحل وبالتدريج، وارتكاب مجازر صغيرة، بدلا من تلك التي قد تجر على الدولة العبرية انتقادات. ويأتي الاجتياح الجديد لمخيم البريج للاجئين وارتكاب مجزرة جديدة فيه راح ضحيتها تسعة فلسطينيين بينهم امرأة حامل وفتيان، بعد اقل من 24 ساعة على تولي الحكومة الاسرائيلية الجديدة مهماتها، وغداة مجزرة اخرى في مخيم خان يونس. حصدت الآلة العسكرية الاسرائيلية ارواح تسعة فلسطينيين، بينهم امرأة حامل وفتيان، وجرحت 39 آخرين، ودمرت خمسة منازل كليا وعشرات اخرى جزئيا، قبل ان تعود الى مواقعها في مستوطنتي "كفار داروم" و"نتساريم". واعلنت مصادر طبية في مستشفى شهداء الاقصى في مدينة دير البلح وسط القطاع والشفاء في مدينة غزة سقوط عشرة شهداء هم: طارق محمد عقل 13 عاما، وفادي فايز الحواجري 16 عاما، ومحمد علي البابلي 22 عاما، ومعتصم الخليلي عقل 27 عاما، وماهر خميس الرفاعي 24 عاما، ووليد عبدالكريم الخطيب 24 عاما، ورامي يوسف عوض 18 عاما، ونهى صبري سويدان 37 عاما وهي حامل في الشهر التاسع توفيت عندما انهار عليها منزلها نتيجة تفجير منزل مجاور، ما أدى ايضا الى اصابة اطفالها الاثني عشر، واستشهاد جنينها قبل ايام من خروجه الى الحياة. وقال شهود ومصادر حقوقية ل"الحياة" ان نحو 60 دبابة وآلية عسكرية اسرائيلية خرجت خلسة من مستوطنتي "كفار داروم" الجاثمة فوق اراضي المواطنين شرق مدينة دير البلح 20 كيلومترا جنوب مدينة غزة، و"نتساريم" الجاثمة فوق اراضي المواطنين جنوب مدينة غزة، وتقدمت في اتجاه المخيمات الوسطى في القطاع النصيرات، البريج، المغازي، دير البلح. اعتقال احد مؤسسي "حماس" وكان الهدف هذه المرة مخيم البريج للاجئين الواقع شرق مخيم النصيرات في اقصى عرض القطاع 6 كيلومترات، فاجتاحته قوات الاحتلال وحاصرت منزل الشيخ محمد طه 67 عاما، احد المؤسسين الأوائل مع الشيخ احمد ياسين زعيم "حركة المقاومة الاسلامية" حماس. واوضح شهود وناشطون في مجال حقوق الانسان ان الدبابات والآليات بدأت باطلاق النار فور وصولها الى المخيمين البريج والنصيرات المتقابلين تساندها مروحيات من نوع "أباتشي" الاميركية الصنع، التي اطلقت النار في كل اتجاه. واشاروا الى ان عدداً من افراد "الوحدات الخاصة" الاسرائيلية وسيارات الجيب العسكرية انتشرت في شوارع وأزقة المخيم الضيقة، التي لا تتمكن الدبابات والعربات المصفحة من دخولها، في محاولة لاعتقال عشرات المسلحين الذين انتشروا في المخيم وعند اطرافه للتصدي لقوات الاحتلال. ولفتوا الى ان قوات الاحتلال حاصرت منزل محمد طه ونادت عبر مكبرات الصوت عليه وعائلته للخروج من المنزل، كما نادت على قاطني المنازل المجاورة طالبة منهم اخلاءها تمهيدا لنسف منزل طه. واعتقلت طه وابنيه ايمن 31 عاما وعبدالرحمن 28 عاما قبل ان تزرع المنزل بالمتفجرات وتدمره وتدمر بالمتفجرات ايضا منزل محمد عبدالسلام، ما ادى الى تدمير منزل مجاور لشكري المقادمة زوج سويدان، والحاق اضرار جسيمة بعدد من المنازل الاخرى. وتكرر الامر نفسه مع عدد من منازل المواطنين في المخيم، منهم شهداء سقطوا في اوقات سابقة، فهدمت منازل مهدي عقل، ومحمد اموم، ومحمود ابو حسنين. وقال اقارب عدد من المصابين في مستشفى ل"الحياة" ان قوات الاحتلال منعت سيارات الاسعاف والمسعفين من إخلاء المصابين والجرحى، مشيرين الى نقل الكثير من الجرحى على الاكتاف والعربات التي تجرها خيول او حمير، في جريمة جديدة تقترفها قوات الاحتلال. وعند السادسة من صباح امس بتوقيت القدسالمحتلة، وبعد نحو ست ساعات على الاجتياح، خلد الجنود للراحة بعد ان ارتكبوا مجزرة جديدة. وكانت قوات الاحتلال ارتكبت مجزرة اول من امس في مخيم خان يونس راح ضحيتها ثلاثة شهداء واكثر من 40 جريحا، وعدد من المنازل ومسجد ومدرسة ومستشفى. صواريخ "قسام" تجرح 5 بينهم ضابط ورداً على المجزرة الجديدة، اطلق مقاتلو "كتائب عز الدين القسام"، الذراع العسكرية ل"حماس" ثلاثة صواريخ من نوع "القسام" على بلدة "سديروت" الحدودية في اسرائيل، ما ادى الى اصابة خمسة اسرائيليين بينهم ضابط. وتأتي المجزرة الجديدة في البريج بعد ساعات قليلة على التهديدات التي اطلقها وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز بالقول: "سنكثف الضغط في قطاع غزة على حماس، كما هي الحال منذ اسابيع، وسنفعل الامر نفسه في الضفة الغربية". وتلقى تهديدات موفاز تطبيقاتها العملية في الضفة وغزة منذ اشهر. وتأتي المجزرة ايضا بعد نحو 24 ساعة على بدء عمل الحكومة الاسرائيلية اليمينية المتطرفة، التي يخشى الفلسطينيون أن تكرس جل وقتها لارتكاب مزيد من الجرائم والمجازر ضدهم، خصوصا اذا شنت الولاياتالمتحدة عدوانها المحتمل على العراق. وتستهدف الدولة العبرية حركة "حماس" خصوصا في الاسابيع الاخيرة، على رغم ان مقاتلي الحركة لم يشنوا عمليات استشهادية داخل المدن الاسرائيلية منذ اكثر من ثلاثة اشهر، واقتصرت نشاطاتهم على اطلاق صواريخ "القسام" على المستوطنات في القطاع او بلدة سديروت في اسرائيل. في غضون ذلك، شيع آلاف الفلسطينيين الشهداء الى مثواهم الاخير في مقابر الشهداء وسط اجواء من الحزن والغضب ودعوات الانتقام لدماء الشهداء، علما ان قوات الاحتلال ارتكبت مجزرة في مخيم البريج صبيحة يوم عيد الفطر الاخير راح ضحيتها 10 شهداء وعشرات الجرحى. الى ذلك، حلقت المقاتلات الاسرائيلية من طراز "اف - 16" طوال نهار امس للمرة الاولى منذ اكثر من اسبوع في اعقاب سقوط احداها شمال الضفة الغربية. تدمير منازل في الضفة وفي بلدة قفين قرب مدينة طولكرم شمال الضفة، هدمت قوات الاحتلال امس منزلين تعود ملكيتهما الى فتحي رجا خصيب المعتقل لديها منذ نحو عام. وتقطن اسرة الاسير في احد المنزلين فيما تسكن والدته واحد ابنائه الثاني. واجتاحت قوات الاحتلال بلدة اليامون قضاء جنين امس وفرضت حظرا للتجول عليها وسط اطلاق كثيف للنيران. وافاد مواطنون ان قوات الاحتلال اطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع على المنازل ومسجد البلدة، ما أدى الى اصابة العشرات بالاختناق. كما اعتقلت قوات الاحتلال احمد سعيد الحاج احمد شقيق المعتقل محمود من بلدة عرابة قضاء جنين امس بعد ان عاثوا في منزله فسادا، واجروا تفتيشا فيه باستخدام الكلاب البوليسية. وفي مخيم جنين، دهمت قوات الاحتلال عدداً من المنازل وأجرت عمليات تفتيش فيها وهددت مالكيها اذا لم يسلموا أبناءهم المطلوبين لها. واقتحمت قوات الاحتلال مدينة نابلس امس بعد نحو اسبوع على الانسحاب منها في اعقاب عملية عسكرية كبيرة استشهد فيها عدد من الفلسطينيين، وهدمت عددا من المباني في حي القصبة. وقال شهود ان قوات الاحتلال احتلت منزلا في المدينة وحولته الى ثكنة عسكرية بغية مراقبة حارة الياسمينة التي سبق ان عاثت فيها هدما وتدميرا. وفي قرية نحالين غرب مدينة بيت لحم، اعتقلت قوات الاحتلال الشقيقين ابراهيم وبلال علي غياظة 16 عاما و13 عاما على التوالي، في اعقاب عملية دهم لعشرات المنازل في القرية امس. وأغلقت قوات الاحتلال مدرستي "سعيد العاصي" الأساسية للذكور و"الخضر" الأساسية للبنات في مدينة بيت لحم وأرغمت الطلاب على مغادرتهما، وصادرت المفاتيح وبطاقات الهوية لأعضاء الهيئتين التدريسيتين صباح أمس من دون أي مبرر سوى التنكيل بالفلسطينيين وتحويل حياتهم الى جحيم. وفي مدينة الخليل، واصلت قوات الاحتلال فرض نظام حظر التجول على البلدة القديمة والمركز التجاري في باب الزاوية. وقال شهود ان قوات الاحتلال اعتدت بالضرب على الباعة وأوقفت الشبان مرفوعي الأيدي على الحيطان ودققت في بطاقات هوياتهم، وسيرت دوريات محمولة وراجلة تكثيفاً لوجودها العسكري في محيط البؤر الاستيطانية التي تغص بها المدينة. كما داهمت قوات الاحتلال مقر الأمن الوقائي في بلدة دورا قضاء الخليل جنوبالضفة الغربية فجر أمس تحت ستار من اطلاق النار الكثيف. وأفاد شهود أن قوات الاحتلال فتشت المقر قبل أن تنسحب منه. نداء من سجناء "عوفر" الى ذلك، وجه المعتقلون الفلسطينيون في سجن "عوفر" الاسرائيلي في بلدة بيتونيا غرب رام الله نداء الى الرأي العام الدولي للتدخل لانقاذ حياتهم. وتساءل المعتقلون في رسالة سُربت من السجن ونشرتها وكالة "وفا" الرسمية الفلسطينية للانباء: "متى سيسمع العالم صيحة المعتقلين من بين اكوام الهموم؟". ولفت المعتقلون الى تضاعف همومهم ومعاناتهم نتيجة تساقط الثلوج بكثافة اخيرا بسبب العاصفة الثلجية التي اجتاحت المنطقة. ويعيش المعتقلون في السجن في خيام، وينقصهم الكثير من الاغطية والملابس ووسائل التدفئة والطعام والمياه الساخنة.