اكتشفت والدة ريهام عبدالحكيم عذوبة صوتها في سن مبكرة فألحقتها بدار الاوبرا المصرية وهي لم تبلغ السابعة من عمرها بعد، وهناك لفتت إليها انظار عدد كبير من المؤلفين والملحنين الذين اولوها اهتماماً كبيراً لما تتمتع به من صوت قوي، وجسدت شخصية أم كلثوم تمثيلاً وغناء في مراحلها الأولى في المسلسل الذي حمل الاسم نفسه من تأليف محفوظ عبد الرحمن واخراج إنعام محمد علي، وبعده شاركت في مسلسل "الحسن البصري" امام عزت العلايلي من تأليف عايد الرباط واخراج احمد توفيق. وفي المسرح "رابعة زهرة العاشقين" من بطولة عفاف شعيب وسمير حسني ومي عبدالنبي وهمام عبدالمطلب وممدوح درويش وسعيدة جلال وتأليف نجيب نجم واخراج حسام الدين صلاح، وتقدم فيه شخصية رابعة البصرية في مرحلة الشباب عندما التقت الحسن البصري وسفيان الثوري وأثّرا في حياتها تأثيراً كبيراً ووجهاها في صورة مباشرة الى طريق الحق والهداية. "الحياة" التتقتها في هذا الحوار: ألم تشعري بالخوف من الوقوف على خشبة مسرح الدولة؟ - شعرت بالرعب، لان هذا هو اول دور مسرحي مهم بالنسبة اليّ الامر الذي حملني مسؤولية كبيرة خصوصاً اننا نؤرخ لشخصية عظيمة، ومثل هذه الشخصيات تمثل عبئاً على الممثل لضرورة توصيلها كما هي، وقلل من خوفي المخرج الذي يعرف انني مطربة في المقام الاول، وكثف من التدريبات الخاصة بدوري، وفعل الشيء نفسه معي سمير حسني وبقية ابطال المسرحية. وماذا عن الاغاني التي تقدمينها في المسرحية؟ - خمس من تأليف نجيب نجم والحان حلمي امين ومحمد السيد ويحيى غانم وهي "يا قلبي يا سواح" و"ما شاء الله كان" و"يا شَعر رأسي" و"الصفا والنور" و"احبك حبّين" وهذه الاغاني تظهر في شكل جيد وضرورية في احداث العمل. هل تشترطين وجود اغان في الاعمال التي تمثلين فيها؟ - افضل هذا لانه مهما كانت امكاناتي الفنية فأنا مطربة اولاً ولست ممثلة، وأنا لدي إيمان بالتخصص في العمل والمجال الذي يبدع فيه صاحبه وهناك العشرات يستطيعون اداء دوري لو اقتصر على التمثيل فقط، ولكن لو طُعّم الدور بالغناء فإن الامر يختلف. ألا تخشين ان يأخذك التمثيل من الغناء؟ - الغناء في دمي... حتى عندما يُعرض علي دور ويكون جيداً لكن ليس فيه غناء اشعر بأن شيئاً كبيراً يؤخذ مني. لماذا اتجهت الى دراسة الادب الانكليزي وليس الموسيقى؟ - طوال عمري كنت في مدارس لغات واحببت ان استمر في استكمال المشوار، وعقب تخرجي هذا العام في كلية الآداب سأتجه الى دراسة الموسيقى ولو منعني الغناء من الانتظام في الاكاديمية فسأدرس دراسات حرة في اماكن غير المعهد، وأنا حالياً أعمل سوليست في الفرقة القومية للموسيقى العربية بقيادة سليم سحاب. صناعة النجم متى ستنفصلين عن الفرقة؟ - يشرفني أن اكون في دار الاوبرا من خلال رعاية وزير الثقافة فاروق حسني وسمير فرج، وشرف كبير لاي مطرب ان يشارك في حفلات الموسيقى العربية، والدليل أن هناك مطربين نجوماً يحرصون على المشاركة في مهرجان الموسيقى العربية امثال كاظم الساهر وعلي الحجار وأصالة. متي سيصدر ألبومك الغنائي الجديد؟ - قدمت ألبوم "كلثوميات" ووزع في الدول العربية اكثر من مصر ولدي ثماني اغان انتهيت من تسجيلها ووضع ألحانها محمد علي سليمان وامير عبد المجيد ومنتصر ابو الوفا وممدوح الجبالي، ولكن توجد عراقيل كثيرة. مثل ماذا؟ - لا بد من ان تكون شركة الكاسيت التي اعرض علىها الاغاني على استعداد تام للتمويل وتعطي للالبوم دعاية كبيرة واذا لم يتوافر هذان الشرطان من الممكن ان يفشل الألبوم، لذلك فأنا حذرة جداً في مسألة طرح الألبوم. من أثر فيك من كبار المطربين؟ - ثلاثة اقطاب مختلفون تماماً عن بعضهم بعضاً وهم محمد عبدالوهاب وأم كلثوم وعبدالحليم حافظ، وحاولت ان آخذ من كل واحد منهم احلى ما عنده، واحاول التعلم منهم باستمرار لانهم مدارس اساسية مختلفة اتعلم منها دوماً. هل تحلمين ان تكوني امتداداً لأحد؟ - احلم أن اكون شخصية مستقلة وبأن يأخذ الفن مساحة أكبر من الحرية، وأن يكون الفنان ملكاً لنفسه. بمعنى؟ - شركات الانتاج مثلاً في الدول الاجنبية لديها صناعة نجم وعندما تقدم ألبوماً تحدد متى سيطرح الى جانب الاهتمام بشكل المطرب وطريقة تسريحته وملابسه، وكل شيء آخر، واحلم ان تحذو مصر الطريقة نفسها شرط عدم فرض اغان محددة على المطرب لان لكلٍ لونه. ما معايير اختيارك لأغانيك؟ - المعايير نفسها التي تكون سبباً في نجاح اي اغنية وهي الكلمات اول شيء يدخل قلب المستمع، ثم اللحن الذي يُعبر عن الكلام، وفي النهاية احاول توصيل احساسي الى الجمهور. هل تستريحين للتعامل مع ملحن من دون آخر؟ - عموماً استريح للملحن الذي يكون متفهماً في شكل كبير لشخصيتي ويستطيع التعبير عني في شكل جيد. من الذين ارتحت إليهم محمد علي سليمان وعمار الشريعي لانهما من أكثر الملحنين الذين يعرفون امكاناتي جيداً. كما تعاملت في المسرحية مع حلمي امين الذي يُعد من عظماء الموسيقى العربية. ألم تتوقعي ان يكون الاهتمام بك أكبر بعد نجاحك في مسلسل "أم كلثوم"؟ - نعم، بخاصة أن الجميع يردد انه لا توجد اصوات جيدة في مصر، فعندما يكون هناك صوتان او ثلاثة فلا بد من الاهتمام بها في شكل أكبر. وهل توجد ندرة فعلاً في الاصوات الجيدة؟ - لا... توجد اصوات كثيرة مُدربة في شكل جيد ولكن المشكلة في شركات الانتاج التي يجب أن يكون لديها روح المغامرة ولا تهتم بالعائد المادي فقط.