خلال أقل من سبعة أعوام، استطاعت المطربة الشابة مها البدري أن تجد لنفسها مكاناً متميزاً وسط زحمة الأصوات الغنائية التي امتلأت بها الساحة، وحققت نجاحاً مقبولاً خلال حفلات "ليالي التلفزيون" و"أضواء المدينة" التي شاركت فيها، ما جعل المسؤولين يولونها مقداراً كبيراً من الاهتمام. وأصدرت البومين غنائيين عن شركة "صوت الفن" لقيا صدى جماهيرياً واسعاً. وشاركت في مسلسل تلفزيوني غنائي، عنوانه "استاذي الجليل رفقاً بنا"، ظهرت فيه موهبتها في التمثيل. "الحياة" التقتها وسألتها عن بدايتها ومشوارها مع الغناء، وتجربتها مع التمثيل والبوميها والجديد الذي تحضر له: هل ورثت الفن عن أحد في الاسرة؟ - يُخيل الي ان الموهبة تولد مع الانسان وليس لها أي مبرر وراثي أو بيئي. وأسرتي يعمل أفرادها في مجال الهندسة والتدريس، ما يعني أنها بعيدة تماماً من الفن. كيف عرفت أنك تملكين صوتاً جميلاً؟ - كنا نعيش في المملكة العربية السعودية اثناء عمل والدي مهندساً في الدمام، ومن خلال استماعي الى الألبومات الغنائية كنت اجتهد في الغناء. وعندما عدنا الى مصر، وأنا في المرحلة الاعدادية، وجدت غرفة للموسيقى في المدرسة. وهكذا، في وقت كان زملائي "يزوغون" خارج المدرسة، كنت "أزوغ" داخلها حيث غرفة الموسيقى لأغني وأعزف. وفي الجامعة شاركت مع فريق الموسيقى وحصلت على لقب أفضل مطربة على مستوى الجامعات المصرية. وفي العام نفسه رسبت في الدراسة فقاطعت النشاط الموسيقي حتى تخرجت في كلية الآداب - قسم اللغة الانكليزية عام 1992. من قدمك الى الجمهور؟ - بعد التخرج تعرفت الى ملحنين ومخرجين كثر. وبما أننا لسنا في عصر يتبنى الملحنون المواهب الشابة، كان الإعلامي الراحل أحمد سمير هو الذي منحني الفرصة الحقيقية للظهور أمام الجمهور. كيف؟ - سمعني في سهرة منزلية لمناسبة عيد ميلاد زوجة الإعلامي السعودي سليمان القدهي التي تربطني بها علاقة صداقة قوية. كان سمير موجوداً بصحبة زوجته سهير شلبي، وعندما استمع الي تحمس كثيراً ووعدني بالمشاركة في حفلات "ليالي التلفزيون" التي كان يشرف عليها. وفعلاً شاركت في الحفلة الرابعة التي اسعدتني وكنت موفقة فيها الى حد كبير، وأديت اغنيتين لي هما "يا عزيز عيني" من كلمات ناصر رشوان وألحان فاروق الشرنوبي، و"الله عليك" من كلمات طاهر البرنبالي وألحان أشرف السركي، الى جانب دور "أحب أشوفك كل يوم" لموسيقار الاجيال محمد عبدالوهاب. واعيد تقديمي، ثانية، في حفلة "ليالي التلفزيون" السابعة بناء على طلب الجمهور. وبعد ذلك شاركت في حفلة "اضواء المدينة" في مدينة دمنهور. قنوات ماذا عن ألبوميك الغنائيين؟ - تعتبر "الكاسيت" من أهم القنوات التي ينتظرها الجمهور للمطرب. وموضوعها تجاري في الأصل ومتروك في شكل كبير للقطاع الخاص الذي تحكمه معايير تجارية بحت هدفها الربح، على خلاف حفلات دار الاوبرا وليالي التلفزيون وأضواء المدينة التي تبحث عن قيمة فنية. لذلك أخذت وقتاً قبل أن يظهر عملي في شكل محترم ومشرف، الى أن تعاقدت قبل أربعة أعوام مع شركة "صوت الفن" التي قدمت معها الالبومين، الأول وعنوانه "ما انتش قدي - الله عليك" وضم ست أغنيات هي "شباك حبيبي" و"انت أهم" و"خلينا في بالك" و"يا ريتني ما حبيت" و"ما انتش قدي" و"الله عليك". والألبوم الثاني، وعنوانه "وعدتني" ضم تسع اغنيات هي "انسى الخلافات" و"يا من تهواني" و"احب مين" و"خدوني عينيك" و"شوقي إليك" و"ما تقول يا قمر" و"اهون عليك" و"وعدتني". من وقف الى جوارك في مشوارك الفني؟ - اللواء سمير فرج الذي كان رئيساً لإدارة الشؤون المعنوية في القوات المسلحة قبل أن يتولى رئاسة دار الاوبرا. فقدمني غير مرة في حفلات امام الرئيس حسني مبارك الذي اهتم بي وأمر بمنحي جائزة مالية كبيرة الى جانب الاذاعية الكبيرة آمال فهمي ومجدي العمروسي وسهير شلبي وصلاح شلبي وعبدالرحمن حافظ وحمدي الكنيسي الذي شجعني كثيراً. هل كنت تخططين للتمثيل قبل مشاركتك في مسلسل "استاذي الجليل رفقاً بنا"، من اخراج يوسف ابراهيم؟ - لم يكن التمثيل في خطتي. ولكن عندما وجدت أنه سيقربني من الجمهور ويعطيني فرصة أكبر قبلت، ورشحني الى بطولة المسلسل رئيس قطاع الانتاج في مدينة الانتاج الاعلامي صلاح شلبي، واكتشفت انني داخل العمل الدرامي يمكنني أن أغني في مواضيع كان يستحيل أن اغنيها بمفردي. ثمة ألوان كثيرة اختفت. فالأغنية ذات الموضوع الاجتماعي أو الديني، والدويتو، سمعناها في الستينات في السينما، من خلال أفلام عبدالحليم حافظ وليلى مراد ومحمد فوزي وشادية. وانا استمتعت شخصياً بتجربة التمثيل في العمل، على رغم انه اصعب من الغناء ويتطلب مجهوداً ذهنياً هائلاً، وتكون المسؤولية فيه جماعية لا فردية. ففي الغناء، اكون مسؤولة بالكامل عن كل التفاصيل، أما في التمثيل فأنا جزء من عمل. وليس من العدل أن أحاسب عنه كله، ولكن تبقى تجربة ممتعة ومفيدة للغناء. ماذا عن ردود فعل الجمهور بعد عرض المسلسل؟ - كانت له ردود فعل طيبة داخل المنازل واستمتع الناس كثيراً به، لأنهم شعروا انه يمثل عودة الى الدراما الغنائية. ماذا عن المسلسل الجديد الذي رشحت إليه أخيراً؟ - رشحني المهندس عبدالرحمن حافظ الى بطولة مسلسل "الوشم"، أمام أحمد عبدالعزيز، وهو من تأليف انور عبدالمغيث واخراج محسن فكري. وأجسد فيه شخصية نعيمة، وهي مطربة موالدية بالفطرة تعيش قصة حب مع استاذ في الجامعة يدرس الفولكلور والفن الشعبي، ويضم العمل عدداً كبيراً من الاغنيات.