سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بلجيكا تنوي رفض مرور القوات الأميركية في حال قرار منفرد بالحرب . واشنطن ترفض اقتراح شيراك منح مهلة جديدة للمفتشين وسترو يعرض مجدداً تنحية صدام كشرط لدرء الحرب
رفض نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني أمس اقتراحاً عرضه الرئيس الفرنسي جاك شيراك بمنح مهلة ثلاثين يوما لخبراء نزع الاسلحة الدوليين لانجاز مهامهم في العراق. وقال تشيني في مقابلة مع محطة "ان بي سي": "ثلاثون يوماً او ستون يوماً لن تغير شيئاً". واكد: "لا شك اننا قريبون من نهاية الجهود الديبلوماسية" في اطار الأزمة العراقية. واضاف: "من الواضح انه سيكون على الرئيس اتخاذ قرار صعب ومهم في الايام القليلة المقبلة". وردا على سؤال لمعرفة ما اذا كان الاقتراح الفرنسي لا يملك اي فرصة قال تشيني: "اجل اظن ذلك". وكان شيراك قال في مقابلة مع محطتي "سي ان ان" و"سي بي اس" الاميركيتين انه مستعد لمنح المفتشين الدوليين مهلة اقصاها ثلاثون يوما لانجاز مهامهم في العراق. من جهته قال وزير الخارجية الأميركي كولن باول ان الموقف الفرنسي سيضر على المدى القصير بالعلاقات بين البلدين وأن هذا الموقف يخلف توترا أيضا في العلاقات مع ألمانيا. وقال باول في مقابلة مع محطة "فوكس نيوز" التلفزيونية الاميركية: "في الوقت الحاضر لا ارى اي فائدة من عقد اجتماع آخر مع وجود اختلافات اساسية بهذا الشكل"، ودعا الصحافيين الأجانب في بغداد الى مغادرة العراق. وقال الناطق باسم البيت الابيض آري فلايشر أمس في الطائرة الرئاسية الاميركية التي أقلت الرئيس الاميركي جورج بوش الى قمة اسوريس البرتغال ان الجهود الديبلوماسية بشأن الأزمة العراقية "تشارف على نهايتها". واوضح فلايشر للصحافيين في الطائرة الرئاسية ان "الهدف من القمة هو البحث في الاتجاه الذي نسلكه في الوقت الذي تشارف فيه الجهود الديبلوماسية على نهايتها". وقال نائب وزير الخارجية الاميركي ريتشارد ارميتاج أمس ان الوقت ينفد لايجاد حل ديبلوماسي لمنع نشوب حرب في العراق ولكن سيتم بحث كل الخيارات لحل هذه الازمة سلميا. وقال ارميتاج للتلفزيون الاسترالي "اعتقد ان نافذة الديبلوماسية آخذة في الانغلاق بسرعة. هذا ما اشار اليه وزير الخارجية كولن باول امس لاعضاء الكونغرس". وقال ارميتاج: "اعتقد وبعض زملائي ايضا ان فرنسا تسعى الى تحجيم الولاياتالمتحدة اكثر من سعيهم الفرنسيين لنزع اسلحة صدام حسين". وفي أول زيارة لمسؤول سياسي أميركي للمنطقة منذ فترة طويلة استقبل الرئيس المصري حسني مبارك أمس مساعد وزير الخارجية الاميركي ويليام بيرنز، وذلك في تحرك يواكب اقتراب الحسم في المسألة العراقية. وقال بيرنز عقب اللقاء إنه أكد لمبارك تقدير الرئيس جورج بوش للجهود المصرية في اتجاه حث النظام العراقي على الالتزام الفوري والكامل بقرارات المجتمع الدولي. وأعرب بيرنز عن اعتقاده بأن النظام العراقي مستمر في تحدي قرار الأممالمتحدة والمجتمع الدولي، غير أن "الوقت يوشك على النفاد". وأوضح بيرنز أنه أكد لمبارك الالتزام الكامل من جانب الرئيس الاميركي بالتحرك على صعيد القضية الفلسطينية و"تحقيق الرؤية المتمثلة في إقامة دولتين كما أعلنها بوش". ولمح بيرنز الى الربط بين القضيتين الفلسطينية والعراقية وأن "عدم التحرك على صعيد القضية الفلسطينية يعد أمراً خطيراً مثله مثل عدم مواجهة تحدي الرئيس العراقي صدام حسين للمجتمع الدولي". واشار بيرنز الى "صعوبات" في تنفيذ "خريطة الطريق" على رغم "التزام الرئيس الاميركي الشخصي إقامة دولتين فلسطينية واسرائيلية" داعياً إلى "بذل المزيد من الجهد من قبل الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي". وتمسكت بريطانيا بأن القمة التي شاركت فيها مع الولاياتالمتحدة واسبانيا أمس ليست لاعلان الحرب على العراق وأنها ستبحث عدة خيارات بما في ذلك الحل السلمي للازمة العراقية. وقال وزير المال البريطاني غوردون براون ان هناك سندا قانونيا لخوض الحرب سواء بقرار من الاممالمتحدة او من دونه، وان هذا الاجتماع بين الرئيس الاميركي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير ورئيس الوزراء الاسباني خوسيه ماريا اثنار ليس لاعلان الحرب. وقال براون لتلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية: "مسألة القرار هي واحدة من الموضوعات التي تبحث عصر اليوم... اعتقد انه ما زالت هناك خيارات مطروحة امامنا وسنبحثها اليوم مع الرئيس بوش... لنرى ما اذا كان بامكاننا حل القضية من دون العمل العسكري". وقال وزير الخارجية البريطاني جاك سترو ان القادة سيبحثون "ان كان من الممكن ان تكون هناك دفعة ديبلوماسية اخيرة للتوصل الى حل سلمي". واضاف انه لا تزال هناك فرص لتفادي الحرب على رغم الاقتراب من نقطة استنفاد كل البدائل الديبلوماسية. وطرح سترو فكرة تنحي الرئيس العراقي صدام حسين ونفيه خارج العراق لتفادي الحرب، وقال في اشارة الى الرئيس العراقي: "عرضنا عليه بالفعل المنفى والحصانة من اي شكل من اشكال المحاكمة التي من المؤكد انه سيواجهها". ونفى براون وجود مشكلات قانونية. وأردف قائلاً: "تستند السلطة القانونية الى سلسلة من القرارات على مدى فترة طويلة من الوقت... لم تكن الحكومة ستتصرف على هذا النحو، لو لم تكن متأكدة من ان هناك سندا قانونيا للعمل العسكري". وقال رئيس الوزراء الاسباني اثنار في مقابلة اذيعت أمس انه ليس من الضروري استصدار قرار جديد من الاممالمتحدة لتوفير اساس قانوني لشن حرب على العراق، وقال لتلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية: "استصدار قرار ثان أمر مرغوب فيه سياسياً، لكنه من وجهة النظر القانونية ليس ضروريا". واعرب الرئيس الفرنسي جاك شيراك عن استعداده للموافقة على منح مهلة من 30 الى 60 يوما حتى يتمكن مفتشو الاممالمتحدة من انجاز مهمتهم في العراق اذا ما طلبوا ذلك. وقال شيراك في مقابلة مع شبكتي "سي ان ان" و"سي بي اس" الاميركيتين وزعت الرئاسة الفرنسية مقتطفات منها: "اعتقد انه ينبغي الموافقة على كل ما يقترحه المفتشون في هذا المجال". وأكد الرئيس الفرنسي في المقابلة التي اجريت قبيل ظهر أمس ان هدف فرنسا هو نزع اسلحة العراق ولكن "بدون شن حرب". وقال شيراك: "نرى اليوم، عبر الاستماع الى تقرير المفتشين، ان تقدماً كبيراً قد تحقق، ويتم يوميا تدمير اسلحة عراقية، وانه بالطبع لم يتم بعد تحقيق الهدف، ولكن المفتشين يعتبرون، وهو ما سيقولونه الثلثاء المقبل، ان هناك امكانية لتحقيق الهدف دونما اللجوء الى الحرب". وأظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه أمس ان موقف الرئيس الفرنسي جاك شيراك المناهض لشن حرب على العراق جعله أكثر رؤساء فرنسا شعبية منذ 30 عاما. وارتفعت شعبية شيراك بنسبة عشرة في المئة لتصبح 67 في المئة في استطلاع رأي اجرته وكالة "ايفوب". واعلن وزير الخارجية البلجيكي لوي ميشال أمس ان بلجيكا تنوي عدم السماح بمرور القوات الاميركية عبر اراضيها في حال شنت الولاياتالمتحدة الحرب ضد العراق من دون موافقة الاممالمتحدة. وقال ميشال خلال مناقشة على قناة التلفزيون العامة "ار تيه بيه اف": "لا أرى كيف يمكننا الاستمرار في تقديم هذه التسهيلات او القبول بها. ان الامر سيكون بالطبع غير متناسب". واضاف: "اذا وضعوا انفسهم الاميركيون خارج القانون فلن يكون هناك سبب لان نكون شركاء" لهم. وتحدث وزير الدفاع البلجيكي اندريه فلاهو من جهته عن مشكلة "اخلاقية في السماح او الاستمرار في السماح بمرور جنود اميركيين وعتاد اميركي اذا قررت الولاياتالمتحدة غدا شن حرب بمعزل عن الاممالمتحدة". وذكر وزير الدفاع ان "عمليات المرور مسموح بها اليوم لانها تأتي في اطار الاتفاقات المعقودة على مستوى حلف شمال الاطلسي". وحضت وزارة الخارجية الالمانية أمس كل الالمان في العراق على المغادرة فورا قائلة انها ستغلق سفارتها في بغداد بعد مغادرة كل الرعايا الالمان البلاد. وأضافت في بيان "جرى حض الالمان في العراق على مغادرة البلاد على الفور". وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية ان السفارة الالمانية ستغلق بشكل موقت بمجرد مغادرة كل الالمان البلاد. واضافت ان اقل من 40 المانيا ما زالوا في العراق وبينهم العديد من الصحافيين. وطلب رئيس الوزراء الاسترالي جون هاوارد من الاستراليين أمس الاستعداد للحرب في العراق خلال ايام في الوقت الذي استمرت فيه الاحتجاجات في كل انحاء البلاد، كما شدد حزب العمال المعارض موقفه من اي تحرك عسكري. وقال سفير بغداد لدى موسكو عباس خلف أمس ان وفداً يضم شخصيات من الكنيسة الارثوذكسية الروسية ورجال دين مسلمين برئاسة المرشد الروحي للمسلمين في الجزء الاوروبي من روسيا، سيتوجه الى العراق اليوم.