اتهم رئيس لجنة السياسة الدفاعية في وزارة الدفاع الاميركية بنتاغون الرئيس الفرنسي جاك شيراك بمعارضة ارسال عدد اكبر من المفتشين الى العراق "ما ادى الى الحد من فعالية" لجنة المراقبة والتحقق "انموفيك"، وقال ان "النظام البعثي في العراق سيولي" قبل مغادرة الرئيس جورج بوش وفريقه البيت الابيض. وتأكيداً لعزمها على الحرب طلبت الولاياتالمتحدة من تركيا وضع ستة مطارات ومرفأين في تصرفها، ونشر 90 ألف جندي اميركي على الحدود التركية العراقية. واكد نائب وزير الخارجية ريتشارد ارميتاج ان واشنطن حصلت على مساندة "معقولة جداً" من اربع دول آسيوية ضد بغداد. لكن على رغم هذه المساعي الحثيثة لحشد تحالف دولي استعداداً للهجوم على العراق اعلنت البحرية الاميركية ان حاملة الطائرات جورج واشنطن بدأت رحلة العودة من المنطقة الى فلوريدا. وعلى الصعيد الديبلوماسي اعلنت روسيا استعدادها لمناقشة قائمة السلع الجديدة التي تريد الولاياتالمتحدة منع العراق من استيرادها. وعُلم ان واشنطن ستعارض تسلّم المانيا رئاسة لجنة العقوبات في الاممالمتحدة. قال رئيس لجنة السياسة الدفاعية في البنتاغون ريتشارد بيرل ان اجتياح القوات الاميركية العراق سيؤدي الى نهاية سريعة لنظام الرئيس صدام حسين وان العراقيين ب"الملايين سيشكروننا على ذلك" وحمل على السياسة الفرنسية وعلى "العلاقات شبه العائلية" التي تربط الرئيس الفرنسي جاك شيراك بقادة دول الخليج، وقال ان هذه السياسة ادت الى "تقليص فعالية عمل المفتشين الدوليين". واضاف بيرل في حديث الى صحيفة "لوفيغارو" امس انه عندما سيغادر الرئيس الاميركي جورج بوش وفريقه الحكم في الولاياتالمتحدة "سيكون النظام البعثي العراقي قد ولى، واتمنى ان يحلّ محله نظام ديموقراطي" وستكون ايران ودول اخرى في المنطقة شهدت تغييرات مهمة. واضاف ان اجتياح العراق وسقوط نظام صدام سيكون "تحريراً للعراق وليس اذلالاً" وان "من يعتقد بأننا نريد الذهاب الى العراق من اجل النفط سيكتشف خطأه سريعاً، لأن اموال النفط ستذهب للمرة الاولى الى الشعب العراقي وليس الى جيوب صدام". واشار الى ان ايران قد تلجأ الى استغلال وجود قوات اميركية على اراضي دولة مجاورة لها، وقد تحرك شيعة العراق ضد هذا الوجود، لكنه عبّر عن اعتقاده بأن "هؤلاء الشيعة لن يتحولوا الى موقف معادٍ للاميركيين نظراً الى الآلام البالغة التي عانوا منها من ممارسات النظام العراقي". واعتبر انه "لا ينبغي علينا ان نحكم العراق ولا حتى ان نحاول ذلك ويجب ان يقتصر دورنا على تأمين درجة كافية من الامن لهذا البلد". ووصف تعاون النظام العراقي الحالي مع الاممالمتحدة بأنه من قبيل "ذرّ الرماد في العيون" و"للتلاعب بالرأي العام وتضليله". اما بالنسبة الى المفتشين الدوليين، فقال بيرل ان عددهم لن يتجاوز ال200 وعليهم العمل في بلد مساحته قد تكون معادلة لمساحة فرنسا مما يجعله يشك في فعالية عملهم. وقال ان واشنطن كانت ترغب بعدد اكبر من المفتشين ولكن "اسألوا شيراك عن سبب قلّة عددهم" فهو طوال فترة التفاوض على القرار 1441 أصر على تقليص عدد المفتشين وتقليص نطاق عمليات التفتيش ل"الحد من فعالية عملهم". وتابع ان فرنسا اعترضت ايضاً على زيادة عدد المراكز الاقليمية الموضوعة في تصرف المفتشين على الاراضي العراقية، كما اعترضت على امكان نقل المسؤولين عن برامج التسلح العراقي الى خارج البلاد لاستجوابهم. وفي معرض تفسيره للمواقف الفرنسية هذه قال بيرل ان احد اصدقائه الفرنسيين ابلغه ان "شيراك اهتم طوال حياته بقضايا الخليج وان لديه علاقات شبه عائلية مع عدد من قادة هذه المنطقة". وعن دوافع موافقة بلاده على القرار 1441 قال انه "الحرص على الاجماع الدولي". وعن قراءته للقرار 1441 في حال توجب القيام بعمل عسكري ضد العراق قال انه لا يعتبر ان هناك ضرورة للعودة الى مجلس الامن لكنه استدرك انه "في حال اقدام العراق على خرق مادي واضح فإننا سنتباحث في الامر مع فرنسا ودول اخرى". ورفض الناطق باسم وزارة الخارجية فرنسوا ريفاسو التعليق على انتقادات بيرل لفرنسا، واكتفى بالقول انه "لن يرد على كلام السيد بيرل". اميركا تقدم قائمة بمطالبها العسكرية الى تركيا كشفت مصادر صحافية تركية قائمة المطالب العسكرية الاميركية من تركيا ونشرت صحيفة "حريت" ان القائمة قدمت الى حكومة بولند اجاويد في تشرين الاول اكتوبر الماضي وانه وافق على بعضها فوراً، لكنه اجّل الرد على المطالب الاهم الى ما بعد الانتخابات ليورث حكومة العدالة والتنمية مسؤولية اتخاذ القرار. ومن المطالب التي وافق عليها افساح المجال لثلاث مجموعات من عناصر الاستخبارات الاميركية سي اي ايه للسفر الى العراق من خلال الحدود التركية لاجراء لقاءات مع المعارضة العراقية في داخل العراق وشماله وتنظيم صفوفها. ويمكن القول ان المطالب في القائمة الاميركية تحول تركيا اذا تحققت الى قاعدة عسكرية لشن الحرب على العراق. فبالاضافة الى طلب استخدام ثلاثة موانئ على البحر المتوسط طلبت ايضاً استخدام موانئ البحر الاسود لإدخال اكبر عدد ممكن من الاسلحة والعتاد والجنود في وقت سريع. الى ذلك طلبت واشنطن معاينة ست قواعد جوية تركية هي باطمان وموش وديار بكر ومطار داخلي في اسطنبول بالاضافة الى مطاري كونيه وشورلو اللذين تخطط واشنطن لتحويلهما الى قاعدة للطائرات وادارة العمليات. كما تضمنت القائمة دعماً لوجستياً من تركيا والسماح بفتح الحدود التركية لعبور حوالي 95 ألف جندي الى شمال العراق وتأمين وسائل النقل والاقامة والتأمين الصحي لهم. ورفضت انقرة طلباً اميركياً بضم جنود بريطانيين الى الاميركيين. أرميتاج يحصل على دعم آسيوي أعلنت البحرية الاميركية الخميس ان حاملة الطائرات جورج واشنطن ومجموعتها القتالية بدأت رحلة العودة الى الساحل الشرقي للولايات المتحدة في خطوة قال المحللون انها تجعل شن حرب واسعة النطاق على العراق اقل احتمالاً. وقال اللفتنانت فريد كوبلر الناطق باسم الاسطول الثاني الذي تتبعه الوحدات البحرية على الساحل الشرقي "بدأت الحاملة ومجموعتها القتالية عبور المحيط الاطلسي لتعود الى مينائها نورفولك الاسبوع المقبل". وتترك هذه الخطوة الحاملة ابراهام لنكولن ومجموعتها في المنطقة. وهناك حاملتان اخريان هما "هاري ترومان" و"كونستيليشن" في الطريق. ولم يعرف بعد مكان حاملة رابعة هي "كيتي هوك" التي تتمركز في ميناء يوكوسوكا الياباني. واوضحت البحرية ان حاملة الطائرات عبرت مضيق جبل طارق تاركة البحر المتوسط بعد انتشار لمدة ستة اشهر. وتعني مغادرتها رحيل 80 طائرة حربية كان من الممكن ان تستخدم في اي هجوم، اضافة الى ما تضمه المجموعة القتالية من صواريخ كروز توماهوك بعيدة المدى التي يبلغ مجموعها 400 صاروخ. واختتم ريتشارد ارميتاج نائب وزير الخارجية الاميركي امس جولة آسيوية شملت اربع دول قائلاً انه حصل على مساندة "معقولة جداً" لإصرار واشنطن على نزع اسلحة الدمار الشامل من العراق. وصرح ارميتاج الذي غطت على جولته ازمة ثارت حول سفينة كورية شمالية تحمل صواريخ سكود الى اليمن بأنه لم يكن يسعى للحصول على التزام هذه الدول بدعم الولاياتالمتحدة عسكرياً ضد بغداد. وقال انه وجد من الدول الاربع التي زارها وهي اليابان وكوريا الجنوبية والصين واستراليا قدراً معقولاً من الشك في ان صدام سيتخلى طواعية عن سعيه لامتلاك اسلحة كيماوية وبيولوجية ونووية. وزاد: "وجدت قدراً جيدا للغاية من التأييد لأنشطة الولاياتالمتحدة المتعلقة بقرار مجلس الامن 1441، ووجدت قدراً من التشكك في رغبة صدام بنزع سلاحه كاملاً". واستطرد: "لم اكن اطلب اي شيء محدد بل كنا نعرف الناس بوجهة نظرنا ونتعرف الى وجهات نظرهم. ووجدت قدراً معقولاً جداً من التأييد للعمل الذي شرعنا فيه". واشنطن ستعارض تسلم المانيا رئاسة لجنة العقوبات نقلت وكالة الانباء الالمانية عن "دوائر ديبلوماسية" في الاممالمتحدة في نيويورك ان اميركا ستعارض تسلم المانيا رئاسة لجنة العقوبات في مجلس الامن. وذكرت صحيفة "هاندلسبلات" الالمانية امس ان واشنطن تريد منع برلين من تسلم رئاسة اللجنة. وقالت مصادر اخرى ان اسم المانيا طرح خلال مشاورات جرت لتخلف النروج بعدما انتخبت عضواً في مجلس الامن. واضاف ناطق باسم الخارجية الالمانية للصحيفة انه لم يتخذ برار في موضوع رئاسة اللجنة. الى ذلك تصاعدت امس الاحتجاجات داخل حزب الخضر على موافقة المستشار غيرهارد شردور عل مشاركة الطيارين الالمان في مراقبة الاجواء التركية بطائرات "اواكس" لانها تقوم بمهمات دفاعية وهجومية ومن الصعب الفصل بينها". واضافة الى استكشافها الاجواء فان "اواكس" قادرة على تحديد الاهداف الجوية والارضية والبحرية في دائرة تصل الى اكثر من 500 كلم وارسال المعلومات الى المقاتلات المرافقة لضربها. واعلن قياديان في حزب الخضر امس انهما سيطالبان بموقف من البرلمان الاتحادي. وصرح ناطق باسم الحكومة ان موقف برلين واضح يتمثل في تنفيذ واجبات الحلف الاطلسي وعدم المشاركة في حرب على العراق. واوضح ناطق باسم وزارة الدفاع ان "اواكس" تركز على حماية القوى الذاتية والدفاع عن الاجواء. الا ان الحزب الليبرالي المعارض اعتبر وجود جنود المان في طائرات الانذار المبكر "سيعني في كل الاحوال انهم جزء من عملية عسكرية"، وهذا ما تراه ايضاً المعارضة المسيحية التي تدعم المشاركة، لكنها تتهم شرودر بخداع الناخبين الالمان قبل الانتخابات لتأكيده ان المانيا لن تشارك في الحرب. وذكرت صحيفة "هانوفرشن الغماينه تسايتونغ" امس ان برلين اكدت للولايات المتحدة ان جنودها سيشاركون في كل المهمات التي تنفذها طائرات "اواكس" خلال شن حرب على العراق.