تختبر البورصات وأسواق المال والنفط الدولية، وتحديداً بورصة النفط الدولية في لندن، غداً نتائج قمة الآزور التي يحضرها الرئيس جورج بوش ورؤساء حكومات بريطانيا توني بلير واسبانيا خوسيه ماريا ازنار والبرتغال خوسيه ماريا بوروسسو للنظر في الخطوات المقبلة التي يجب أن تتخذ في شأن الأزمة العراقية. واعتبرت الأسواق ان "القمة الرباعية" قد تكون "مجلس حرب" قد يُعطي اشارة "الإعداد الأخير" أو قد "تحدد ساعة الصفر" لبدء اقتحام العراق. وكانت صناديق التحوط الاستثمارية بدأت الجمعة التخلص مما لديها من عقود النفط وسط توقعات بأن الحرب على العراق ستبدأ قريباً وتنتهي سريعاً. سيكون غداً الاثنين اليوم الأول لبدء التداول في بورصة لندن بعقود النفط تسليم أيار مايو المقبل التي تحددت أسعارها عند اقفال الجمعة في حدود 30.14 دولار للبرميل وسط تراجع كبير في أسعار خام القياس الأوروبي "برنت" الذي اقفل في عقود نيسان ابريل الجمعة عند 30.14 دولار للبرميل منخفضاً 1.63 دولار عن اليوم السابق في وقت تراجع سعر الخام الأميركي في بورصة نيويورك التجارية نايمكس في عقود نيسان الى 35.38 دولار للبرميل منخفضاً 63 سنتاً أو 1.7 في المئة. وفُسر تراجع أسعار الخام بأنه نتيجة اقبال صناديق التحوط الاستثمارية على التخلص مما لديها من عقود النفط وسط توقعات بأن الحرب على العراق ستبدأ قريباً وتنتهي سريعاً. وكانت العقود الآجلة للنفط الخام الأميركي الخفيف غرب تكساس الوسيط انخفضت أكثر من دولارين أوائل التعامل قبل أن تعدل في نهاية النهار. وقال محللون أن التصور العام في السوق يتحول على ما يبدو الى وجهة النظر التي تفيد بأنه سيجري احتواء آثار أي حرب على العراق، التي يعتقد تجار بأنها وشيكة وانها ستكون قصيرة الأمد ولن تؤثر تأثيراً خطيراً في الامدادات النفطية الآتية من منطقة الشرق الأوسط اجمالاً التي تساهم بنحو 40 في المئة من تجارة النفط الدولية. وأضاف هؤلاء ان أموال الاستثمار، الباحثة عن الربح السريع، تتحول عن النفط وأدوات الدخل الثابت الى أسواق الأسهم المقومة بأقل من قيمتها التي تضررت كثيراً من الغموض والمخاوف السياسية والاقتصادية. ومن العوامل التي ساعدت في تراجع أسعار الخام الأنباء التي ترددت عن اتجاه الولاياتالمتحدة الى السحب من الاحتياط الاستراتيجي للنفط من جانب واحد. وأبلغ ابراهام الصحافيين انه في حين ان واشنطن ستتشاور مع وكالة الطاقة الدولية ومقرها باريس أولاً إلا "ان السحب لا يتعين ان يأتي في اطار تنسيق جماعي". وتحدث ابراهام بعدما قالت اليابان انها تبحث سحباً منفرداً من الاحتياط الاستراتيجي في حال نشوب حرب. ولدى كل من الولاياتالمتحدةواليابان احتياطات تفوق كثيراً الحد الأدنى الذي تتطلبه الوكالة وهو ما يغطي صافي الواردات لمدة 90 يوماً. ونقلت صحيفة "فايننشال تايمز" عن كلود مانديل المدير العام لوكالة الطاقة الدولية، التي تشارك في عضويتها 26 دولة وتملك احتياطاً يصل الى نحو 4 بلايين برميل تكفي استهلاك الدول الأعضاء نحو 114 يوماً، قوله "ان الدول الأعضاء ومنظمة اوبك ستلجأ الى الاحتياط في حال الحرب أو في حال عرقلت الحرب الامدادات". وشدد مادنيل على أن الوكالة ستلجأ الى الاحتياط إذا وجدت ان الأسواق تشهد نقصاً يصل الى 2.5 مليون برميل يومياً أي حجم خسارة الصادرات العراقية وانتاج الحقول الشمالية الكويتية. يُشار الى أن الوكالة طرحت في الأسواق الدولية في كانون الثاني يناير 1991 ما يصل الى 2.5 مليون برميل يومياً فور بدء الحملة الجوية على العراق في بدء حملة عاصفة الصحراء لتحرير الكويت. وانخفضت أسعار الخام بعد بدء الحرب من أكثر من 41 دولاراً، قبل بدء الغارات الجوية، الى 10.56 دولار للبرميل. وتزامن تراجع أسعار النفط مع تراجع أسعار الذهب ايضاً الى 335.20 دولار للأونصة بعدما كان قبل اسبوع نحو 357 دولاراً.