قفز خام القياس البريطاني "برنت" فوق 31 دولاراً للبرميل في بورصة النفط الدولية بعد ظهر أمس واقترب من أعلى مستويات يسجلها منذ عامين مع انتشار اعتقاد بين التجار بتزايد الحشود العسكرية استعداداً لحرب بقيادة الولاياتالمتحدة ضد العراق، ووسط مخاوف في شأن مستويات المعروض في السوق مع استمرار الأزمة في فنزويلا. ارتفعت اسعار النفط خلال اليومين الماضيين بعد ان قال هانس بليكس كبير مفتشي الاسلحة التابعين للامم المتحدة انهم عثروا على دليل على تهريب مواد لها صلة بالاسلحة في العراق وبعد تردد اشاعات عن تلقي المفتشين أوامر بمغادرة العراق. وقال لورانس ايغلز الخبير في مؤسسة "جي ان اي مان ريسيرش" في بيان يومي عن السوق النفطية: "من الواضح ان كمية ضخمة من المعلومات المتضاربة تؤثر في السوق. لكن الخلاصة هي ان هناك ما يبرر المخاوف من حدوث صراع يؤثر في العراق، كما ان اضراب فنزويلا لا تبدو له نهاية قريبة". وقفز سعر خام "برنت" للعقود الآجلة تسليم شباط فبراير في بورصة النفط الدولية بعد ظهر أمس الى 31.15 دولار للبرميل، بزيادة مقدارها 54 سنتاً على سعر الاقفال السابق. وفي نيويورك ارتفع سعر الخام الاميركي الخفيف في التعاملات الالكترونية على نظام "اكسيس" 44 سنتاً الى 32.81 دولار للبرميل. وقالت وكالة انباء "أوبك" أمس نقلاً عن أمانة المنظمة ان سعر سلة خامات "أوبك" السبعة ارتفع أول من أمس الى 30.21 دولار من 29.82 دولار يوم الاثنين. وكان يوم الثلاثاء هو يوم العمل العشرون على التوالي الذي يظل فيه سعر السلة فوق السعر المستهدف للمنظمة بين 22 و28 دولاراً للبرميل. صادرات العراق وأعلنت الاممالمتحدة ان الصادرات النفطية العراقية الرسمية في اطار برنامج النفط مقابل الغذاء تراجعت الى 960 الف برميل خلال الاسبوع المنتهي يوم الجمعة الماضي من مستواها في الاسبوع السابق البالغ 1.9 مليون برميل يومياً. وبلغ متوسط الصادرات خلال اربعة اسابيع 1.71 مليون برميل يومياً مقترباً من المتوسط المتوقع لشهر كانون الثاني ينانير البالغ مليوني برميل يومياً، فيما تعزز الطلب على النفط العراقي بتأثير توقف الشحنات النفطية الفنزويلية من جراء اضراب في القطاع النفطي. وبلغ متوسط حجم صادارات النفط العراقية في عام 2002 نحو 1.35 مليون برميل يومياً. وقال وزير الطاقة الاميركي سبنسر ابراهام ان زيادة في الانتاج النفطي لمنظمة "أوبك" ستساعد على تعويض معظم النقص في صادرات النفط الفنزويلية. وأضاف ابراهام في مقابلة على شاشات شبكة تلفزيون "سي ان ان" الاخبارية: "اعتقد ان هذا سيسد معظم النقص الناتج عن الاضراب في فنزويلا. بالتأكيد فإننا سنراقبه عن كثب لتقرير كيف سيمضى قدماً". واتفقت "أوبك" في اجتماع طارئ في فيينا يوم الاحد الماضي على زيادة الانتاج بواقع 1.5 مليون برميل يومياً ليصل الى 24.5 مليون اعتباراً من الاول من شباط فبراير المقبل. وأبلغت بضع شركات نفطية وزارة الطاقة الاميركية انها قد تهتم باقتراض نفط من الاحتياط الاستراتيجي لإحلاله محل النفط الفنزويلي المفقود. وتقول ادارة الرئيس جورج بوش انها لا تعتزم السحب من مخزونات الطوارئ لأنه لا توجد ازمة طارئة في الامدادات. وسيصل الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز الى نيويورك اليوم لمناقشة أزمة بلاده مع الامين العام للأمم المتحدة كوفي انان. من ناحية ثانية، قالت كوريا الجنوبية أمس ان السعودية طمأنت سيول الى ان الامدادات الحيوية من نفط "أوبك" لثلاثة من اكبر اقتصادات آسيا ستكون آمنة اذا حدثت اي مشاكل في تدفق صادرات النفط من الشرق الاوسط. ونقلت وزارة الطاقة الكورية الجنوبية عن النعيمي قوله لوزير الطاقة الكوري شين كوك هوان: "قررت اوبك زيادة امدادات النفط الخام لشمال شرقي آسيا بنسبة 17 بالمئة اذا اقتضى الامر عند حدوث أزمة نفط". ويقوم وزير الطاقة الكوري الجنوبي بجولة في قطر والكويت والسعودية تستمر حتى اليوم. وقال النعيمي لشين: "ليست هناك مشكلة جوهرية في امدادات النفط. وستعمل الدول المصدرة للنفط على تبديد هذه المخاوف". ونقل البيان عن النعيمي قوله: "اوبك لا تريد اسعار نفط مرتفعة. وسنعمل للوصول الى اسعار مرضية لكل من الدول المصدرة والدول المستهلكة للنفط". وتستورد آسيا نحو 12 مليون برميل يومياً من حاجاتها البالغة 20 مليون برميل يومياً. وتأتي 80 في المئة من واردات النفط من الشرق الاوسط. ومن المتوقع ان يزداد هذا الاعتماد مع تنامي الطلب من الاقتصاديات السريعة النمو مثل كوريا الجنوبية والصين والهند وتراجع الانتاج الاقليمي.