تُقدر الشركات النفطية الكبرى ارتفاع حاجة العالم الى النفط في السنوات العشر المقبلة بين 10 و25 مليون برميل يومياً تُضاف الى الاستهلاك الحالي البالغ 85 برميل يومياً. في وقت تُقدر الصناعة النفطية حاجة دول الشرق الاوسط الى استثمارات، لتطوير حقولها وانتاجها، تُقارب 200 بليون دولار. وقال توني هايوارد الرئيس التنفيذي لشركة «بريتيش بتروليوم» امس ان الطلب العالمي على النفط سيرتفع الى ذروة 110 ملايين برميل يومياً العام 2020 على أقصى تقدير. واضاف في مقابلة مع القناة الرابعة لراديو «هيئة الاذاعة البريطانية» (بي. بي. سي) ان «الطلب العالمي سيبلغ الذروة قبل بلوغ الامدادات الذروة على رغم ان هناك كمية كبيرة من النفط في العالم بسب مشاكل سياسية وجغرافية». في المقابل استبعد المسؤول النفطي ان ترتفع الاسعار الى المستويات التي بلغتها في آب (اغسطس) 2008 عندما حقق البرميل، في ذروة المضاربات مستوى 147.27 دولار او انخفاضه الى مستوى 32.40 دولار في ذروة ازمة الائتمان لاسباب من بينها تراجع الطلب على البنزين تباعاً بسبب الاتجاه للحفاظ على البيئة وتباطؤ الاقتصادات في اميركا واوروبا واليابان واتجاه الدول الصناعية الى منع المصارف وصناديق التحوط من المضاربة على السلع التي تؤذي الاقتصاد الدولي. من جهة ثانية استبعد كلودي سانتياغو رئيس وحدة الغاز والنفط في شركة «جنرال اليكتريك» ان تستطيع الشركات، التي تعاقدت مع العراق على زيادة قدرات انتاجه الى 11 مليون برميل يومياً في نهاية العقد المقبل، تحقيق ما وعدت به في الوقت المناسب «بسبب عوامل سياسية وامنية» وقال «ال12 شهراً المقبلة حساسة جداً». واضاف: «ستحتاج الشركات الى وقت طويل لاختيار المعدات الضرورية وتقويم قدرات الابار العراقية وحتى لفحص الاجهزة التي كانت جنرال الكتريك ركبتها قبل سنوات الحرب والحصار بوقت طويل واستهلك معظمها او بقي من دون صيانة فترة طويلة». وكانت «بريتيش بتروليوم» و»تشاينا ناشيونال بتروليوم» خصصتا 15 بليون دولار للاستثمار على مدى عشرين عاماً لتطوير حقل الرميلة العملاق وزيادة قدراته الانتاجية من 1.07 مليون برميل الى 2.85 مليون برميل يومياً نهاية السنة الجارية. لكن اندي انغليز رئيس وحدة الاستكشاف والانتاج في «بريتيش بتروليوم» قال امس «لن تُحل مشاكل الانتاج في العراق فوراً... نحتاج الى وقت لتحريك معداتنا وتركيبها وتدريب العمال عليها ومن ثم اجراء التجارب قبل بدء الانتاج والوصول الى المستهدف». والمعروف ان الولاياتالمتحدة تُخطط لسحب قواتها المقاتلة من العراق في آب المقبل كما ان الانسحاب التام سيكتمل نهاية العام 2011 ما يعني ان الشركات النفطية الدولية ستنتظر استقرار الاوضاع لتكثيف العمل وبدء «الاستثمار وضخ اموال كبيرة في الصناعة النفطية». وبعيداً عن زيادة الانتاج العراقي تتطلع الشركات الدولية الى الاحتياط الكبير في دول المنطقة لمواجهة ارتفاع الطلب الدولي المتوقع. ويصل الاحتياط المثبت في جمهورية ايران الاسلامية الى نحو 130 بليون برميل في مقابل احتياط سعودي يتجاوز 262 بليون برميل واحتياط عراقي يُقدر بنحو 112 بليون برميل. ويعتقد مكتب استشارات الطاقة «دوغلاس ويستوود» ان دول الشرق الاوسط، وفي طليعتها السعودية وايران والعراق، وشمال افريقيا ستزيد انفاقها على التنقيب والمعدات لرفع الانتاج بنسبة الثلث الى 27.9 بليون دولار بحلول السنة 2014. والانتاج الايراني، الذي لا يتجاوز 3.9 مليون برميل يومياً، غير متناسق مع حاجة الاسواق الى الطاقة لكن زيادته تنتظر الوصول الى تسوية الملف النووي الايراني ومصالحة طهران مع المجتمع الدولي لتتسابق شركات الطاقة الدولية الى العمل في تطوير الحقول وزيادة قدرات انتاج الغاز من الحقول العملاقة التي تُقدر ادارة الطاقة الاميركية احتياطها بنحو 1.045 تريليون قدم مكعبة. وفي نيويورك، تراجعت اسعار العقود الاجلة للنفط الخام الاميركي اكثر من ثلاثة دولارات امس متأثرة بتقرير افاد ان عدد العمال الاميركيين الذين تقدموا للمرة الاولى بطلبات اعانة بطالة ارتفع خلافاً للمتوقع الاسبوع الماضي وبفعل صعود الدولار مقابل اليورو. وفي بورصة نيويورك التجارية (نايمكس) سجل برميل الخام الاميركي الخفيف تسليم آذار (مارس) 73.96 دولار للبرميل منخفضاً 3.02 دولار (3.92 في المئة) بعدما جرى تداوله في نطاق من 73.78 دولار الى 77.17 دولار.