تبدأ في موسكو اليوم محادثات روسية - أميركية في شأن الملف العراقي، وينتظر أن يتم خلالها البت في قائمة بالسلع المشمولة بالقرارات الدولية، فيما دعت وزارة الخارجية الروسية بغداد إلى تقديم "أفكار جديدة" لتطبيع العلاقات مع دول الجوار. وتوقعت مصادر روسية توقيع برنامج طويل الأمد يقضي بتنفيذ 67 مشروعاً في العراق. ووصل إلى العاصمة الروسية نائب وزير الخارجية الأميركي جون وولف للتباحث مع مسؤولين روس يومي الأربعاء والخميس في شأن قائمة السلع ذات "الاستخدام المزدوج" والتي تخضع لرقابة خاصة عند تصديرها إلى العراق. وهذه ثالث جولة محادثات من نوعها. وقال مصدر روسي مقرب من وزارة الخارجية ل"الحياة" إن موسكو تمكنت من "اختزال" بنود كثيرة خلال الجولتين الماضيتين وشطبت مواد تصدرها روسيا إلى بغداد، ومنها معدات وآلات لعدد من قطاعات الاقتصاد والبنى التحتية. لكن وكالة ايتار-تاس الرسمية قالت ان الطرفين "ما زالا بعيدين عن التوصل الى اتفاق". ونقلت الوكالة عن مصدر روسي "مطلع" ان التوصل الى اتفاق اميركي روسي حول مراجعة اللائحة ما زال بعيدا. وستناقش في الجولة الحالية شكاوى موسكو في شأن تعطيل عقود وقعتها روسيا مع العراق بقيمة اجمالية تبلغ 860 مليون دولار، وكان الأميركيون وعدوا بأن يطلقوا منها عقوداًَ ب200 مليون دولار. وعلى رغم أن المحادثات الحالية تعتبر "فنية" وليست سياسية، إلا أن مصادر ديبلوماسية أكدت أن "القائمة" لن تكون المحور الوحيد للنقاش. وأضافت ان الطرفين يريدان تبادل وجهات النظر في شأن التطورات المحتملة، وأن موسكو ستؤكد مجدداً اعتراضها على توجيه ضربة عسكرية إلى العراق. لكن المصادر لفتت إلى أن لهجة الاعتراض الروسية أخذت تخف، ونبهت في صورة خاصة إلى أن وزير الخارجية ايغور ايفانوف أكد أن الائتلاف الدولي المناوئ للإرهاب "لن ينهار" في حال استهداف العراق عسكرياً، في حين أن موسكو كانت في الماضي تهدد بالانسحاب من هذا الائتلاف إذا ضربت بغداد. من جهة أخرى، أعرب الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر ياكوفنكو عن الأمل في أن ينفذ العراق وعوداً سابقة ب"تقديم أفكار جديدة" تتعلق بتطبيع علاقاته مع الكويت وحل "مشكلة المفقودين" في حرب الخليج الثانية. وذكرت وكالة "ايتار تاس" الحكومية الرسمية أنه قد يتم خلال شهر نيسان ابريل توقيع برنامج طويل الأمد للتعاون الاقتصادي بين روسياوالعراق ينص على تنفيذ 67 مشروعاً في مجالات النفط والغاز والمواصلات. ونسبت الوكالة إلى وزير الطاقة الروسي ايغور يوسفوف قوله إن توقيع هذا البرنامج "سيبرهن للعالم تصميم موسكووبغداد على التعاون لأمد طويل". وكان هذا البرنامج نوقش في موسكو أثناء محادثات أجراها وزير النفط العراقي عامر رشيد في إطار اجتماعات اللجنة الحكومية المشتركة للتعاون الاقتصادي. يذكر أن لشهر نيسان موقعاً خاصاً في العلاقات بين موسكووبغداد، ففي مثل هذا الشهر قبل 30 سنة وُقعت معاهدة الصداقة والتعاون بينهما. والمعاهدة لم تلغ رسمياً، ولكنها "نسيت" عملياً. وللتذكير بها، سيتوجه إلى بغداد وفد يضم برلمانيين ورجال أعمال وشخصيات اجتماعية للمشاركة في احتفالات للمناسبة تجري بين 1 و3 نيسان وتعقد على هامشها محادثات مع نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز.