علمت "الحياة" ان موسكو تنوي اجراء اتصال مباشر بالقيادات الكردية العراقية، وتعتزم ايفاد سفيرها في بغداد الى كردستان لهذا الغرض. واكد السفير العراقي في موسكو ان بلاده لن تتعاون مع شركات نفط اميركية وبريطانية وستحفظ الاولوية لروسيا، حتى بعد رفع العقوبات. وقال ل"الحياة" مصدر روسي مطلع ان السفير تيتارينكو المقيم في بغداد سيسافر الى كردستان وتوقع ان يلتقي هناك زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني جلال طالباني وزعيم الحزب الديموقراطي الكردستاني مسعود بارزاني. وكانت موسكو امتنعت لفترة طويلة عن اقامة صلات بالمعارضة العراقية، لكنها بدأت اتصالات متقطعة بعدد من اطرافها، في واشنطن ودمشق وطهران، حرصت على ابقائها سرية او على الاقل لم تحبذ احاطتها ب"ضجة اعلامية". معروف ان السفير الروسي السابق في بغداد نيكولاي كارتوزوف جال اواخر التسعينات في كردستان، لكن الزيارة الحالية ستكتسب أهمية خاصة كونها تتزامن مع التحضيرات الاميركية لشن حرب، هدفها تغيير النظام في بغداد. وكان نائب وزير الخارجية الروسي يوري فيدوتوف اعلن ان بلاده لن تشارك في مؤتمر المعارضة العراقية المقرر في لندن في 13 الشهر الجاري، لكن موسكو لم تخف اهتمامها باتصالات "استطلاعية" مع اطراف المعارضة. وقال ل"الحياة" خبير روسي انه يتوقع ان تكون بغداد احيطت علماً بنية ارسال السفير ولم يستبعد تلقي القيادة العراقية معلومات عن فحوى لقاءات تيتارينكو في كردستان، من الطرفين الروسي والكردي. وبهذا المعنى سيكون السفير اجرى اتصالاً "رسمياً" بالمعارضة داخل الاراضي العراقية، وبعلم بغداد، ما يمكن ان يزيل مخاوف القيادة العراقية من تغير في الموقف الروسي. واللافت اشادة السفير العراقي في موسكو عباس خلف ب"الموقف المبدئي" لروسيا واشارته الى ان بغداد "ستظل تراهن" على شركات النفط الروسية انطلاقاً من المصالح الاستراتيجية للدولة. وزاد ان العراق لا ينوي السماح للشركات البريطانية والأميركية بالعمل في اراضيه لانها تمثل الطرف "العدو"، وسيبقي "الافضلية" للشركات الروسية. وأدلى السفير الاميركي في موسكو الكسندر فيرشبو بتصريح صحافي بعد ساعات منبهاً الى ان واشنطن تعتبر روسيا "شريكاً مهماً، بل الشريك الاهم، وتعمل لمراعاة مصالحها". وزاد ان قرار الحرب على العراق لم يتخذ، لكنه شدد على ان الرئيس جورج بوش "عازم على نزع اسلحة" الرئيس صدام حسين.