أشار زلماي خليل زاد، ممثل الرئيس الأميركي لدى "العراقيين الأحرار"، إلى أن أنقرةوواشنطن تعملان من أجل توقيع تفاهم سياسي حول مستقبل العراق، سيتضمن اتفاقات سياسية وعسكرية واقتصادية، تضمن مصالح الطرفين. ورفض الافصاح عن تفاصيل، في وقت تستضيف أنقرة اليوم اجتماعاً دعت إليه واشنطن يضم الخارجية التركية والحزب الديموقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني باشراف زلماي خليل زاد. وذكرت مصادر الخارجية التركية ان صغان آغا، زعيم الجبهة التركمانية العراقية، سيحضر الاجتماع الذي يهدف إلى وضع أسس تفاهم سياسي لضمان مصالح الأطراف المجتمعة لمرحلة "ما بعد صدام". وطلبت واشنطن من حزبي مسعود بارزاني الديموقراطي وجلال طالباني الاتحاد طمأنة تجاه مستقبل شمال العراق، وتأكيد عدم السعي إلى اقامة دولة كردية هناك، والحفاظ على وحدة أراضي العراق، وتوزيع ثرواته النفطية على كل فئات الشعب العراقي. وطلبت أنقرة أن يكون هذا التفاهم خطياً وبضمانة أميركية لضمان التزام كل الأطراف به. وأكدت ل"الحياة" أطراف كردية مشاركة في الاجتماع أنها لا تمانع في اعطاء الضمانات المطلوبة لأنقرة، ولكنها تشدد على مرجعية مؤتمر لندن وقراراته، وترفض أي تدخل تركي أو اقليمي فيها، بما في ذلك محاولة أنقرة التأكيد على دور أكبر للجبهة التركمانية في مستقبل العراق، علماً أن تركيا كانت اعتبرت أن قرارات مؤتمر لندن لم تنصف التركمان وحقوقهم. وسيحاول زلماي خليل زاد خلال الاجتماع اليوم ايجاد حلول ترضي أنقرة والتركمان والأكراد من أجل تكريس التفاهم السياسي بين أنقرةوواشنطن، والتنسيق عسكرياً بينهما في ما يخص دخول شمال العراق، أثناء الحرب المحتملة. وقالت مصادر تركية مطلعة ل"الحياة" ان التفاهم التركي - الأميركي سيضع اطاراً قانونياً للتعاون العسكري بين أنقرةوواشنطن، وسيضمن لتركيا مساعدات مالية أميركية لتلافي الأضرار الاقتصادية التي قد تلحق بها بسبب الحرب، كما سيضمن لها تلافي أي تطور سياسي في شمال العراق يضر مصالحها. وربطت المصادر بين التوصل إلى هذا التفاهم وبين دفع "حزب العدالة والتنمية" الحاكم البرلمان اليوم إلى اعطاء الحكومة اذناً باستقبال قوات أميركية وارسال قوات تركية إلى الشمال، والسماح للقوات الأميركية بتطوير القواعد الجوية التركية والانطلاق منها إلى شمال العراق. وتخطط واشنطن لارسال 350 طائرة مقاتلة إلى تركيا وحوالى عشرين ألف جندي إلى الشمال عبر الأراضي التركية.