تعهد الرئيس جورج بوش حماية النفط العراقي من "عمليات تخريب يقدم عليها النظام المحتضر"، وإقامة نظام ديموقراطي يكون نموذجاً لدول الشرق الأوسط، وضمان وحدة العراق، وشدد على أن اطاحة الرئيس صدام حسين ستتيح الفرصة لإقامة سلام في الشرق الأوسط ودولة فلسطينية مسالمة تعيش الى جانب الدولة العبرية. وأكد ان الجيش الأميركي لن يبقى لحظة واحدة في العراق بعد تنفيذ مهمته في إقامة دولة ديموقراطية "يختارها العراقيون" الذين مهما كان خيارهم سيكون أفضل من النظام الحالي. وجاء في كلمة ألقاها بوش أمام معهد "أميركان انتربرايز" ايضاً ان الولاياتالمتحدة ستدمر الأسلحة الكيماوية والبيولوجية المشتبه بها وستضمن حماية البلاد من أولئك الذين يحاولون نشر الفوضى أو تصفية حسابات أو يهددون وحدة أراضي العراق. وتابع: "سنسعى لحماية الموارد الطبيعية للعراق من التخريب من نظام يحتضر وضمان أن تستخدم لمصلحة الشعب العراقي". وقال: "اذا وقعت الحرب فالولاياتالمتحدة لن تسمح لزعيم جديد مثل صدام بأن يحكم البلاد ... سنضمن ألا يستبدل ديكتاتور وحشي بآخر مثله". وأكد أن حكومة جديدة في العراق يمكن ان تكون نموذجاً تحتذي به دول الشرق الاوسط، ف"العراق بعد تحريره يمكن ان يظهر قوة الحرية لاعادة تشكيل تلك المنطقة الحيوية بجلب الامل والتقدم الى حياة الملايين". وقال: "يجب ان يكون لجميع العراقيين صوت في الحكومة الجديدة ويجب حماية حقوق جميع المواطنين". وسعى بوش الى تهدئة المخاوف بين الاميركيين وشعوب الشرق الاوسط من احتمال ان تبقي الولاياتالمتحدة احتلالها للعراق لفترة طويلة قائلاً: "سنبقى في العراق مادام ذلك ضرورياً ولن نزيد عن ذلك يوماً واحداً... سبق لاميركا ان قدمت وأوفت بمثل هذا التعهد من قبل... في السلام الذي اعقب حرباً عالمية". وقال مساعد لبوش تحدث شرط عدم نشر اسمه ان الرئيس الاميركي يحدد الان رؤيته لعهد ما بعد صدام لان انهاء الازمة العراقية سلمياً "أصبح بعيد المنال". وكلمة بوش مؤشر آخر الى الحرب الوشيكة التي تحاول الولاياتالمتحدة تغطيتها بقرار الأممالمتحدة وإلا فإنها ستشنها مع ائتلاف من الحلفاء من دون هذا الدعم. وقال بوش: "اذا رد المجلس على التحدي العراقي بمزيد من الأعذار والتأجيلات واذا ثبت ان كل سلطته جوفاء فإن الاممالمتحدة ستصاب بضعف شديد كمصدر للاستقرار والنظام". مضيفا ان مستقبل العراق بعد صدام سيقرره الشعب العراقي. وزاد ان "تحقيق الاستقرار والوحدة في العراق الحر لن يكون سهلاً. ومع هذا فإن ذلك ليس ذريعة لترك غرف التعذيب التي يديرها النظام العراقي ومعامل السموم تعمل. اي مستقبل يختاره الشعب العراقي لنفسه سيكون افضل من الكابوس الذي اختاره له صدام حسين". واعتبر النجاح في العراق بداية لمرحلة جديدة للسلام في الشرق الاوسط وبداية للتقدم نحو دولة فلسطينية ديموقراطية. واضاف: "زوال نظام صدام حسين سيحرم الشبكات الارهابية من راع ثري يدفع لتدريب الارهابيين ويعرض مكافآت لأسر الانتحاريين. والانظمة الاخرى ستتلقى تحذيراً واضحاً أنه لن يكون هناك تسامح مع دعم الارهاب". وعن الدول العربية قال بوش ان هناك علامات تبعث على التفاؤل. وأشار الى أن المثقفين العرب دعوا الحكومات الى معالجة "نقص الحرية" والحديث عن ميثاق عربي جديد يدافع عن الاصلاح الداخلي وتوسيع المشاركة السياسية والانفتاح الاقتصادي والتجارة الحرة. وأضاف: "من المغرب الى البحرين وما وراءهما الدول تتخذ خطوات حقيقية نحو الاصلاح السياسي". وتعهد بأن تساعد الولاياتالمتحدة في تخفيف أي أزمة انسانية في العراق قد تنشأ عن الحرب.