قالت مصادر واسعة الاطلاع ل"الحياة" ان الرئىس السوري بشار الأسد حرص خلال لقائه عدداً من الشخصيات اللبنانية في المدة الاخيرة على الاشارة بارتياح الى مواقف البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير في ما يخص الموقف من الحرب ضد العراق ورفضه لها، وفي ما يتعلق بوجوب التضامن اللبناني في هذه المرحلة. وذكرت هذه المصادر ان الرئىس السوري ابلغ رئىس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ارتياحه الى تصريحاته المتواصلة بالدعوة الى الحوار مع البطريرك صفير. وقد خرج جنبلاط بانطباع ان دمشق تشجع على هذا الحوار. وقالت اوساط جنبلاط انه شعر بأن ثمة تحريكاً لهذا الحوار سيحصل في المرحلة المقبلة، على الصعيد اللبناني وان المهم ان تسعى السلطات اللبنانية الى المبادرة في هذا الاتجاه مع صفير، وألا يعمل بعض الفرقاء الموالين للحكم الى تعطيل الجهود التي يمكن ان تبذل في هذا الصدد. ونقل زوار رئىس المجلس النيابي نبيه بري عنه قوله ان بعض من التقوا البطريرك الماروني سمعوا منه تقويماً ايجابياً وتقديراً لكلمة وزير الخارجية السوري فاروق الشرع امام مجلس الأمن الدولي في جلسته الاسبوع الماضي، والحجج التي قدمها في رفض الحرب. وعكست هذه الاجواء استرخاء سياسياً في العلاقة بين دمشق وحلفائها من جهة وبين صفير ورموز المعارضة. وأوضحت مصادر وزارية ل"الحياة" ان هذا المناخ سيتجلى في مرحلة اولى باتصالات وحوار مع البطريرك الماروني، من دون ان يشمل بالضرورة "لقاء قرنة شهوان". وتشير اوساط زوار العاصمة السورية الى ان كبار المسؤولين فيها يتابعون عن كثب الوضع اللبناني من زاوية ضمان عدم تأثره بأي تطورات مقبلة على المنطقة بفعل الضغوط الاميركية وتهيؤ واشنطن لشن حرب على العراق. وتحت هذا العنوان يركزون على تضامن اهل الحكم، وخصوصاً رئيسي الجمهورية اميل لحود والحكومة رفيق الحريري ونبذ الخلافات. وكرّس هذا التوجه في لقاء الأسد مع الحريري الذي خرج منه مرتاحاً، ومؤكداً على تطابق موقفي لبنان وسورية في خصوص الازمة العراقية. كما ان زوار دمشق يعتبرون ان اعادة الانتشار اشارة ايجابية الى قادة الجانب المسيحي في لبنان، يفترض التقاطها. كما يؤكد زوار العاصمة السورية انها واثقة من الموقف الذي اخذته برفض الحرب على العراق ولن تحيد عنه لأنها تستشعر مخاطرها على المنطقة ككل. فاحتلال العراق سيؤدي في ظل السياسة الاميركية الحالية المتطابقة مع سياسة رئىس الحكومة الاسرائىلية آرييل شارون الى زيادة قدرات اسرائىل في المنطقة والى تصعيد الضغوط الاسرائىلية على الفلسطينيين وعلى سورية ولبنان ولذلك فإن القيادة السورية تتحسب في مواقفها لكل ذلك. وسمع زوار دمشق ثناء من القيادة السورية على الموقف الليبي الداعم لموقف سورية، وخصوصاً العقيد معمر القذافي في اللقاءات العربية وآخرها لقاء شرم الشيخ بين الاسد والرئىس المصري حسني مبارك. التيارات الاسلامية ولا يخفي زوار العاصمة السورية الذين يلتقون الرئىس الاسد وسائر المسؤولين تنبهها ايضاً الى وجوب تنسيق القيادات السياسية اللبنانية مع القيادات الامنية في مواجهة احتمالات نمو التيارات الاسلامية الاصولية في المدن اللبنانية واتخاذ الاجراءات لاستباق هذا النمو واحتوائه منذ البداية. وهم يعولون على القيادات الوطنية الرئىسة في هذا المجال في الوسط الاسلامي.