يعقد الاتحاد الأوروبي اجتماعات على مستوى القمة للبحث في تداعيات الأزمة العراقية ومحاولة صوغ موقف أوروبي مشترك يعيد نوعاً من اللحمة السياسية الخارجية الأوروبية. ورجحت مصادر ديبلوماسية ان تكون النقاشات حامية بين مختلف البلدان الأوروبية. وتسعى الرئاسة اليونانية للاتحاد الى التوصل الى موقف جماعي "يشجع تمديد نشاط المفتشين الدوليين ويؤكد نزع أسلحة العراق وأولوية مجلس الأمن في حل الأزمة" ويقارب الموقف الأوروبي المساعي العربية. وتبدأ المحادثات الأوروبية صباح اليوم في بروكسيل باجتماعات يعقدها وزراء الخارجية يعدون فيها المواقف التي سيعاد طرحها على رؤساء الدول والحكومات الأوروبية ليل الاثنين - الثلثاء. وينتظر أن يعقد زعماء البلدان الأعضاء الخمسة عشر اجتماعاً مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان مساء، ثم يستأنفون محادثاتهم في حضور وزراء الخارجية على طاولة العشاء. ورأى وزير الخارجية البلجيكي لويس ميشيل فرصة لاستعادة الجسور وردم الهوة بين البلدان الأوروبية. وأكد "وجوب استماع القادة الأوروبيين الى الرسائل التي أطلقها الملايين" في نهاية الاسبوع. ولاحظ ان رئيس الوزراء الايطالي بيرلوسكوني سجل بعض التراجع "وأصبح يرفض خيار الحرب أحادية الجانب"، فيما تحدث رئيس الوزراء توني بلير عن قبوله تمديد مهمة المفتشين الدوليين لأسابيع قليلة أخرى. وتساءل وزير الخارجية البلجيكي عن "الأسباب التي تجعل الحكومة الاسبانية تساند الولاياتالمتحدة وتتجاهل معارضة 80 في المئة من الرأي العام الاسباني حيال الحرب ضد العراق". وستنقل الترويكا الأوروبية الثلثاء موقف الاتحاد في اجتماع تعقده ظهر الثلثاء في بروكسيل مع قادة البلدان الأعضاء العشرة الجدد من وسط وشرق أوروبا وزعماء تركيا ورومانيا وبلغاريا. وكانت البلدان الشرقية أثارت استياء واسعاً داخل الاتحاد عندما أيدت الولاياتالمتحدة على حساب المحور الألماني - الفرنسي والموقف الجماعي في الاتحاد. ورأت المفوضة الاوروبية للشؤون الاجتماعية آنا ديامانتوبولو أ ف ب، ان الوضع في الاتحاد الاوروبي "قابل للتفجير". جاء ذلك في حديث نشرته أمس صحيفة "كاثيميريني" الليبرالية عشية القمة الاوروبية غير الرسمية التي دعت اليها الرئاسة اليونانية. واضافت "هناك حكومات ضد حكومات وبعض الحكومات ضد ارادة شعوبها". وعلى صعيد حلف شمال الأطلسي عقدت لجنة التخطيط العسكري صباح أمس الأحد اجتماعين للبحث في خطة عرضها الأمين العام جورج روبرتسون من أجل تعزيز دفاعات تركيا. ويشارك في اجتماعات لجنة التخطيط العسكري سفراء البلدان الأعضاء باستثناء فرنسا التي لا تنتمي الى عضوية القيادة العسكرية المندمجة للحلف منذ غادرتها في العام 1966. وقال ديبلوماسي فرنسي قبل بدء الاجتماعات ان بلاده تقبل مواصلة التشاور مع الحلفاء في شأن "المخاوف الأمنية لتركيا".وتتضمن الخطة التي عرضها روبرتسون على لجنة التخطيط العسكري ثلاثة طلبات هي: توسيع نظام الانذار المبكر ونشر بطاريات صواريخ باتريوت ووسائل الحماية من الأسلحة الكيماوية والبيولوجية. واختلفت المصادر في تقدير أهمية مبادرة الاجتماعات التي ترأسها روبرتسون. وذكر مصدر ديبلوماسي ان الأمين العام "دعا لجنة التخطيط العسكري للاجتماع بعد توافر اشارات سياسية تشجع الوفاق في شأن البحث في خطة دعم تركيا"، فيما رأى مصدر آخر ان الأمين العام "يواصل استراتيجية الضغط". واقترحت بلجيكا تعديلات لتسهيل حل وسط يفترض أن يخرج الحلف من المأزق. وتتضمن الاقتراحات ان تكون الاجراءات "دفاعية صرفة، وأن يرتبط تنفيذها بصدور قرار جديد عن مجلس الأمن، وأن لا تكون الاجراءات الدفاعية مبرراً لضلوع الحلف في الحرب ضد العراق". وعلقت اجتماعات لجنة التخطيط العسكري في منتصف النهار وتم استئنافها بعد جولة مشاورات مع عواصم الحلفاء، وعلقت مصادر في الحلف على الاقتراحات البلجيكية بأنها "تعجيزية". وحاولت أوساط مساندة للولايات المتحدة التخفيف من أهمية انتكاسة موقف الغالبية التي كانت تشكلت داخل الحلف في مواجهة أطراف الفيتو الثلاثي التي كانت رفضت الترخيص ببدء عمليات التخطيط العسكري قبل مداولات مجلس الأمن وتقديم تقرير المفتشين الدوليين.