} أعرب حلف شمال الأطلسي عن قلقه الشديد إزاء احتدام التوتر في مقدونيا، وضم صوته إلى صوت الاتحاد الأوروبي واميركا في دعوة حكومة سكوبيا الى عدم إعلان حال الحرب في بلادها. وجاء ذلك خلال اجتماع في بروكسيل امس، لوزراء الدفاع في دوله، واصلت الولاياتالمتحدة خلاله محاولاتها استمالة شركائها نحو تبني مشروع الدرع الصاروخية. حض حلف شمال الأطلسي سكوبيا على البحث عن حل سياسي للأزمة القائمة مع السكان الألبان، معتبراً ان الاجراءات العسكرية ضدهم ستكون غير بناءة. ورأى المسؤول عن السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا ان خيار إعلان الحرب سيكون بمثابة الورقة التي تضعها حكومة مقدونيا بين أيدي المقاتلين الالبان. واتخذ الأطلسي موقفاً مماثلاً للاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة في التشديد على أهمية التحفظ و"استخدام القوة من دون إفراط" ومواصلة ازدواجية المسارين العسكري والسياسي. ونفى الأطلسي، في اجتماع وزراء دفاع الدول ال 19 الأعضاء في الحلف، ما اعلنته حكومة سكوبيا عن "تساهل" القوات الدولية في كوسوفو في التعامل مع المقاتلين الألبان الذين قالت انهم يتسللون من الاقليم الى اراضيها. وقال الأمين العام للحلف جورج روبرتسون ان المقاتلين الألبان "لا يتمتعون قطعاً بدعم المجموعة الدولية" ودعاهم إلى القاء سلاحهم والقبول بالجلوس إلى طاولة المفاوضات. وعكست تلك التصريحات خشية البلدان الغربية من اتساع الحرب العرقية بين السكان السلاف والأقلية الألبانية إلى درجة انفلات كامل للوضع الأمني. الدرع الصاروخية وواصلت الولاياتالمتحدة خلال الاجتماع محاولاتها استمالة شركائها نحو تبني مشروع الدرع الصاروخية. وقال وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفلد ان الولاياتالمتحدة تواصل مشاوراتها مع الحلفاء وتعد في الوقت نفسه، لتنفيذ المشروع واختبار بعض الأنظمة الجديدة. ويهدف المشروع الأميركي الى نشر منظومة صواريخ وشبكات رادارات لصد الهجمات التي قد تستهدف التراب الأميركي ويكون مصدرها الدول التي تصفها الادارة الأميركية بالمارقة مثل ايران وكوريا الشمالية وليبيا والعراق. إلا أن غالبية البلدان الأوروبية تتحفظ إزاء المبادرة الأميركية، فيما تعارضها بشدة روسيا والصين. وقدم الوزير الأميركي شرحاً مفصلاً حول خطة الدفاع الصاروخي والأخطار المحتملة. وافاد مصدر ديبلوماسي ان البلدان الأوروبية ردت على الشرح الأميركي بان المخاطر محتملة وأن الدرع الصاروخية قد تكون رداً عليها. وتعتقد البلدان الأوروبية والأطراف الدولية الأخرى ان مشروع الدرع الصاروخية سيكون حافزاً لاستئناف السباق نحو التسلح النووي. وشددت البلدان الأوروبية في الرد على وزير الدفاع الأميركي على اهمية تعزيز حظر انتشار أسلحة الدمار الشامل وتكنولوجيا الصواريخ. وينتظر ان تكون مشكلة الدرع الصاروخية إحدى القضايا الرئيسية التي سيبحثها الرئيس جورج بوش خلال اجتماعات القمة الاستثنائية للحلف والمقررة يوم الاربعاء المقبل في بروكسيل. وتتعدد الخلافات عبر المحيط الأطلسي وتشمل مسائل الدفاع وكذلك مشكلة حماية البيئة وتخلي الولاياتالمتحدة عن التزامها بروتوكول طوكيو لعام 1992. ويقوم الرئيس بوش بأول زيارة إلى اوروبا ويتوقف في اسبانيا ثم بلجيكا حيث يلتقي رؤساء دول وحكومات بلدان الحلف ثم ينتقل يوم الخميس المقبل إلى غوتبيرغ في السويد حيث يجتمع مع رؤساء دول وحكومات بلدان الاتحاد الأوروبي. الدفاع الأوروبي وبحث وزراء الدفاع لحلف شمال الأطلسي مشكلة انعدام الاتفاق بين تركيا وبلدان الاتحاد الأوروبي حول استخدام الاتحاد القدرات الاستراتيجية التي قد تحتاجها بلدان الاتحاد لتنفيذ مهمات حفظ السلام. وذكر مصدر ديبلوماسي ان النقاشات تطورت نحو قبول الاتحاد مشاركة تركيا في صوغ العمليات التي قد تعهد إلى القوات الأوروبية للتدخل السريع وذلك في مقابل سحب الفيتو التركي وموافقة انقره على تسخير آليات الحلف لفائدة عمليات تدخل قوات الاتحاد. إلا أن تركيا لا تزال تحذر جوانب أخرى من الخطة الأوروبية. فهي تخشى تدخل القوات الأوروبية، من دون استخدام آليات الحلف ومن دون مشاركة تركيا، في مناطق حيوية بالنسبة الى مصالح أنقره، مثل مناطق بحر ايجه وقبرص أو في شمال العراق.