يحاول الاتحاد الاوروبي توحيد مواقف البلدان الاعضاء الخمسة عشر في شأن مخاطر الحرب ضد العراق والخلافات لتي اتسعت هوتها مع الولاياتالمتحدة طوال الاسبوع الماضي. وقبل ساعات من تقديم كبير المفتشين هانس بليكس تقريره امام مجلس الامن في نيويورك، تعقد البلدان الاوروبية المعنية مباشرة بنقاشات مجلس الامن اجتماعاً، صباح اليوم الاثنين في بروكسيل، يشارك فيه وزراء خارجية فرنساوبريطانيا والمانيا واسبانيا. وتتميز المواقف بين هذه الدول بالتباعد اذ تناهض فرنسا والمانيا خيار الحرب في حين تسير بريطانيا واسبانيا على خطى الولاياتالمتحدة. وتثير الخلافات تساؤلات في شأن صدقية السياسة الخارجية الاوروبية. ورأى سفير عربي في بروكسيل ان افتراض توحد الموقف الاوروبي قد يؤثر بشكل حاسم في مناقشة مجلس الامن تقرير رئيس المفتشين الدوليين. وتوقع مصدر مسؤول ان تتوصل الاجتماعات الى "الاتفاق على ضرورة امهال المفتشين الدوليين لإنجاز مهماتهم والعودة في جميع الحالات الى مجلس الامن". واوضح المصدر ان بليكس "نصح خلال توقفه في بداية الاسبوع الماضي في بروكسيل بمزيد من الوقت لاستكمال نشاط المفتشين وفي حال الاتجاه نحو خيار الحرب فهو يفضل ان يتم ذلك عبر قرار جديد يصدره مجلس الامن". وتسعى اليونان الرئيسة الحالية للاتحاد الى تحقيق "ادنى الانسجام بين البلدان الاعضاء". وسيستأنف الاتحاد البحث في الازمة العراقية مجدداً ظهر اليوم في اجتماع الاعضاء الخمسة عشر حتى تتواصل محاولات توحيد المواقف في ما بينها. وقالت ايما ايدوين المتحدثة الرسمية باسم مفوض العلاقات الخارجية كريس باتن ان الاتحاد سيؤجل اصدار بيانه عن الازمة الى غد الثلثاء لإمهال الوزراء للاطلاع على نتائج التقرير المرحلي الذي سيقدمه بليكس. ويتوقع ان يتضمن البيان الاوروبي دعوات تكررت في الايام الماضية في شأن "دعوة العراق الى مزيد من التعاون مع المفتشين الدوليين وعدم الاكتفاء بأسلوب الابواب المفتوحة وامهال المفتشين الدوليين وقتاً اضافياً لانهاء عمليات التفتيش ونزع الاسلحة، والاتفاق حول مبدأ دعم الامين العام للامم المتحدة وضرورة العودة الى مجلس الامن". وتختلف تقديرات الوقت الاضافي الذي يتطلبه نشاط المفتشين الدوليين، اذ قال وزير الخارجية اليوناني جورج بابندريو بوجوب تمديد نشاط المفتشين "اذا طلبوا ذلك". وتحدث رئيس الوزراء البريطاني توني بلير عن ضرورة ان "لا يطول الوقت الاضافي اشهراً". ويفضّل سولانا ان يصدر مجلس الامن قراراً جديداً في حال تقرر استخدام القوة ضد العراق. وترى مصادر ديبلوماسية في بروكسيل ان انسجام الموقف الاوروبي سيرتبط بشرط تقارب مواقف البلدان الاوروبية الاربعة التي تشارك في مجلس الامن فرنساوبريطانيا واسبانيا والمانيا. وتعارض غالبية البلدان الاعضاء محاولات تجاوز الشرعية الدولية وتستند الى اتساع غضب الرأي العام المناهض للحرب. وتنعكس مواقف الرأي العام داخل البرلمان الاوروبي الذي سيبحث في امكان ارسال وفد برلماني الى بغداد. ورأى وزير الخارجية البلجيكي لوي ميشال أ ف ب امس ان الاتحاد الاوروبي يمكن ان "يفرض تحول النزاع" مع العراق "باتجاه الحوار"، وان الحجج الاميركية لشن حرب "ليست جيدة". وقال الوزير البلجيكي خلال نقاش على محطة "آر تي ال - تي في آي" التلفزيونية الخاصة "لو كان للاتحاد الاوروبي موقف مشترك من الموضوع، لكان بإمكانه فرض تحول النزاع باتجاه الحوار" بفضل وجود اربعة من اعضائه في مجلس الامن الدولي.