يتوقع أن تعطل فرنساوالمانياوبلجيكا اجماع الحلف الأطلسي على توفير الدعم اللوجستي الذي طلبته الولاياتالمتحدة، في إطار التحضير لشن حرب على العراق. وقال وزير الخارجية البلجيكي لويس ميشيل إن البلدان الثلاثة ستطلب اليوم "معاودة فتح النقاش حول المقترحات المعروضة على الطاولة". وأوضح في حديث إلى التلفزيون الفرنكوفوني في بلجيكا ان البلدان الثلاثة "ستطرح مبادرة جماعية لمعاودة فتح النقاش" حول الطلبات الأميركية. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن الوزير قوله إن بلاده ستستخدم "الفيتو" في الحلف الأطلسي للتصدي للمطالب الأميركية. وكان الحلف توصل الخميس الماضي إلى صيغة تمكن الخبراء العسكريين من البدء بدرس الطلبات الأميركية، في حال لم تعترض إحدى الدول الثلاث في موعد أقصاه اليوم. ويبدو أن الاعتراض سيكون ثلاثياً، وانتقد الوزير البلجيكي بشدة تصريحات وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد ضد البلدان الأوروبية الثلاثة التي عطلت اجماع الحلف الخميس، وقال لويس ميشيل إن رامسفيلد "يستخدم أوصافاً مهينة لأوروبا التي تتميز بحمل قيم عصر النور وحقوق الإنسان". وتشمل الطلبات الأميركية توسيع شبكة الانذار المبكر ونشر بطاريات صواريخ "باتريوت" لتعزيز حماية تركيا، وتكثيف تحرك أساطيل الحلفاء في البحر الأبيض المتوسط. وقالت مصادر مطلعة إن الولاياتالمتحدة تخلت عن طلب إضافي كانت دعت فيه إلى تكليف الحلف الأطلسي دوراً في أزمة العراق، أسوة بدوره في البلقان. ورأى رئيس اللجنة العسكرية السابق في الحلف كلاوس نيومان المانيا ان الحلف "تكبد ضرراً سياسياً كبيراً من الانقسامات التي تشقه، وأهدرت حظوظ مساهمته في إدارة الأزمة" العراقية. ويعتقد وزير الخارجية البلجيكي بأن التقرير الذي سيقدمه رئيس لجنة التفتيش هانس بليكس إلى مجلس الأمن في الرابع عشر من الشهر الجاري، يمثل "المرحلة الحاسمة". ويأمل الوزير بأن توفق الجهود التي تبذلها اليونان، بصفتها الرئيسة الحالية للاتحاد الأوروبي، من أجل عقد اجتماع استثنائي - بعد 14 الجاري - على مستوى وزراء الخارجية تشارك فيه دول الاتحاد والبلدان الشرقية والبلدان المجاورة للعراق، بما قد يساعد في دفع جهود الحل السلمي. إلى ذلك أ ف ب، أكد الوزير أن رسالة ستوجه إلى الأمين العام لحلف الأطلسي جورج روبرتسون، لاضفاء الصفة الرسمية على "الفيتو" البلجيكي، الذي سيحظى على الأرجح بدعم فرنساوالمانيا، ومنع حصول موافقة فورية للحلفاء على المطالب الأميركية بدعم التحضيرات للحرب. وجاءت تصريحات الوزير بعد يوم على استهجان رامسفيلد مواقف فرنساوالمانياوبلجيكا لتعطيل خطط الحلف الخاصة بتعزيز الدفاعات التركية في حال اندلعت حرب. ورأى وزير الدفاع الأميركي أن تلك المواقف تضعف صدقية "الأطلسي". ورد لويس ميشيل على "الاهانة"، مشدداً على أن للولايات المتحدة جدول أعمالها الخاص المتعلق بالضغط لشن حرب على العراق. وزاد: "لم يفلح الأميركيون في القبض على أسامة بن لادن الذي يتزعم تنظيم القاعدة، والآن عليهم العثور على خصم يمكنهم التغلب عليه. إنها مسألة تتعلق بالقوة أكثر من أي شيء آخر، كما ترتبط على الأرجح بالنفط والاذلال الذي شعروا به" لفشلهم في اعتقال بن لادن. وأشار ميشيل الى ان الخلاف لا يتناول تقديم دعم فاعل لأنقرة التي طالبت علناً بالحصول على المساعدة، وانما منحها، باسم الحلف الأطلسي وبناء على طلب سريع من الأميركيين، ما يعني بالنسبة الى بروكسيل ان ترى الحرب في العراق وكأنها حتمية.