تكشفت أمس معالم الكارثة الانسانية التي خلّفها الزلزال المدمر الذي ضرب مدينة بم في محافظة كرمان جنوب شرقي ايران. وأكد النائب الأول لرئيس الجمهورية محمد رضا عارف وقوع "عشرات الآلاف" من الايرانيين بين قتيل وجريح، فيما تواصلت عمليات الاغاثة للمنكوبين وسط حال من الحداد العام التي تعم انحاء البلاد. وامام هول حجم الزلزال المدمر سارعت السلطات الايرانية الى طلب المساعدات من دول العالم لدعم فرق الانقاذ الايرانية التي لم تعد قادرة على احتواء الوضع. واكد الناطق باسم وزارة الداخلية الايرانية جهانبخش خانجاني ان طهران ترحب بالمساعدات من كل الدول الاجنبية بما فيها الولاياتالمتحدة. لكنه أكد "رفض أي مساعدات من الكيان الصهيوني". وجاء في بيان صادر عن المركز المكلف الكوارث الطبيعية التابع لوزارة الداخلية ان "السلطات الايرانية تحتاج الى كلاب والى اجهزة كشف للبحث عن احياء تحت الانقاض وادوية واغطية ومواد غذائية ومنازل جاهزة للاستخدام لان الشتاء قاس وبارد". ودعا وزير الصحة الايراني مسعود بيزيشكيان المجتمع الدولي الى ارسال ادوية وتجهيزات وليس متطوعين لاغاثة المناطق المنكوبة بفعل الزلزال. واعلن الرئيس جورج بوش في بيان نشر الجمعة "نشعر بحزن عميق للخسائر في الارواح البشرية والاضرار الفادحة التي لحقت بهذه المدينة التاريخية. اقدم التعازي الى جميع الذين تضرروا نتيجة هذه المأساة. ويقدم الشعب الاميركي التعازي لضحايا الزلزال وعائلاتهم ونحن على استعداد لمساعدة الشعب الايراني". وفي جنيف، قالت مادلين مولان الناطقة باسم مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في الاممالمتحدة ل"فرانس برس" ان "هناك حاليا فرقا من عشرين دولة موجودة ميدانيا او على وشك الوصول". وقرر الاتحاد الاوروبي رفع مساعداته الانسانية الطارئة الى ايران الى 3،2 مليون يورو. وأشارت المفوضية الاوروبية الى احتمال تقديم اموال اضافية بعد اجراء تقويم ميداني اشمل للحاجات. وقررت مختلف دول العالم ارسال فرق انقاذ ومساعدات الى ايران. وبدأ بعضها بالوصول الى المنطقة بعدما أصدر خاتمي أوامره بالموافقة على قبول المساعدات الاجنبية في سابقة هي الاولى من نوعها في تاريخ الازمات الايرانية، وطلب من وزير الداخلية تخطي كال إجراءات الدخول في مطار كرمان. وأول طلائع المساعدات طائرات روسية وسويسرية وسعودية وبريطانية. وتريثت المصادر الرسمية في إعلان أعداد الضحايا في انتظار الانتهاء من اعمال الاغاثة، لكن وكالة الصحافة الفرنسية نقلت عن وزير الصحة مسعود بيزيشكيان ان الحصيلة بلغت سبعين الفاً بين قتيل وجريح في بم وحدها. واوضح "ان 65 الى 70 في المئة من سكان المدينة البالغ 100 ألف قتلوا او جرحوا". ووقفت كل الاجهزة الايرانية المستنفرة عاجزة عن مواجهة الخسائر الفادحة والتعامل مع العدد الهائل من الضحايا، فتوفي مئات الجرحى اثناء نقلهم الى المستشفيات كما هو الحال في مدينة جيرفت التي قضى فيها 150 قبل وصولهم الى مستوصفاتها. وواجهت فرق الانقاذ التي وصلت الى موقع الزلزال صعوبات كبيرة في دفن الجثث التي تنتشل بأعداد كبيرة جدا من تحت انقاض المباني. ونقلت فرق الهلال الاحمر مئات الجثث الى الملعب الرياضي الرئيسي في بم. وذكرت وكالة الانباء الايرانية ان عدد الجثث يرتفع من دقيقة الى اخرى. وتركزت عمليات الانقاذ على الاسراع في اغاثة الجرحى ونقلهم الى المستشفيات في انحاء المحافظات والمدن الرئيسة كالعاصمة طهران ومدينتي مشهد شرق واصفهان وسط نظراً الى عدم قدرة مستشفيات محافظة كرمان على استيعاب عشرات آلاف الجرحى.