أعلنت وزارة الخارجية الاسرائيلية ومصادر مصرية امس ان وزير الخارجية المصري أحمد ماهر سيصل الى تل ابيب في زيارة رسمية الاثنين المقبل وانه سيلتقي، بالاضافة الى نظيره الاسرائيلي سلفان شالوم، رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون. وأوضح الجانب الاسرائيلي ان الزيارة رتبت خلال اجتماع شالوم مع الرئيس المصري حسني مبارك في جنيف الاسبوع الماضي. وأكد المصدر ذاته ان زيارة ماهر لتل ابيب قد تعقبها زيارة مماثلة للرئيس مبارك ستكون، ان حدثت، الاولى له لاسرائيل. كما لمح الى ان ماهر لن يلتقي في زيارته هذه الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. راجع ص 4 و5 وأكد السفير المصري السابق في تل ابيب محمد بسيوني لاذاعة "صوت فلسطين" في معرض تعليقه على زيارة ماهر أن الزيارة تأتي في اطار "التزام قومي مصري لحل المشكلة الفلسطينية حلاً عادلاً" وتحمل "رسالة موجهة الى اسرائيل بأن الوقت مناسب للتحرك لوضع نهاية لاعمال العنف والجلوس الى طاولة المفاوضات واللقاء بين شارون وابو علاء للبدء في التحرك السياسي لأن الوضع لا يمكن ان يستمر على هذا النحو". وانهى وفد امني مصري مكون من مساعديّ مدير المخابرات العامة المصرية اللواء مصطفى البحيري واللواء محمد ابراهيم امس حوارات مع قادة الاجهزة الامنية والفصائل الفلسطينية في غزة بعد ان نقل الى هؤلاء القياديين عرضا اميركيا حملته الادارة الاميركية الى رئيس المخابرات العامة المصرية الوزير عمر سليمان يطلب من الفلسطينيين اعلان هدنة لمدة عام. ويتلخص العرض الاميركي الذي حصلت "الحياة" على مضمونه في الافراج عن عدد من المعتقلين الفلسطينيين من سجون الاحتلال الاسرائيلي، ووقف الاغتيالات، ومتابعة تطبيق "خريطة الطريق" وعودة الجيش الاسرائيلي الى مواقعه قبل 28 أيلول سبتمبر عام2000، أي ما قبل اندلاع الانتفاضة، وفعل شيء في قضية الاستيطان ربما من قبيل تفكيك بعض البؤر والمستوطنات الصغيرة المعزولة وتجميد الاستيطان ووقف بناء الجدار الفاصل. وقال الوفد للفصائل التي التقاها: "نستطيع احضار ضمانات" للقضايا السالفة الذكر. ونقِل عن مصادر اميركية مطلعة قولها ان اللواء سليمان حصل على "وعود غير رسمية - خاصة" من وزير الخارجية الاميركي كولن باول بأن تعمل واشنطن على دفع اسرائيل للانسحاب من المناطق الفلسطينية التي اعادت احتلالها غداة اندلاع الانتفاضة ووقف اعمال القتل والتوغل والاغتيالات اذا توصل الفلسطينيون الى وقف للنار. واشار المصدر الى ان واشنطن تعتبر أن وقف اطلاق النار "جزء من عملية أوسع لوقف الهجمات ضد اسرائيل تشمل اغلاق الانفاق ووقف معامل تصنيع المتفجرات ووقف المسلحين والمتشددين عن العمل". غير ان رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع أبو علاء نفى علمه بضمانات اميركية وقال للصحافيين بعد اجتماعه مع وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر في مكتبه في بلدة ابو ديس قرب القدس امس: "لا اعرف أي ضمانات اميركية... هناك قضايا سياسية تبحث بين القوى والفصائل، والاميركيون يتفهمون هذا الجهد ويدعمونه". واشار "ابو علاء" الى اللقاء المنتظر بينه وبين نظيره الاسرائيلي شارون قائلاً: "اكدنا لفيشر اننا لسنا ضد اللقاء ولكن يجب ان يسفر عن قضايا جوهرية تهم شعبنا مثل الجدار واعمال القتل والحواجز... اذا لم تتوقف، فإن الأمور ستبقى صعبة". وانتقد وزير الخارجية الالماني مساء امس في "مؤتمر هرتسيليا" في اسرائيل الجدار الفاصل الاسرائيلي وقال: "اذا كانت اسرائيل تعتقد انها بحاجة الى حاجز أمني فلا يمكن انتقاد ذلك اذا اتبع هذا الحاجز مسار الخط الاخضر، حدود اسرائيل مع الضفة الغربية قبل حرب 67 غير ان المسار الحالي للحاجز يكاد يكون غير مفهوم من وجهة النظر الامنية وهذا بالتحديد ما يتعرض لاشد الانتقاد ... في اوروبا والولايات المتحدة". الى ذلك، نقلت صحيفة "هآرتس" العبرية امس عن تقرير أعدته وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية سي آي اي أخيراً ان احتمالات التوصل الى تسوية سياسية بين اسرائيل والفلسطينيين حتى العام 2020 "تبدو ضئيلة للغاية" الى درجة ان تحقيقها سيعتبر "صدمة". ويبدو ان التقرير بني على أساس احتمال وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في غضون ال16 سنة المقبلة على أساس ان وفاته قد تسرع التوصل الى تسوية!