ابدى مدير الاستخبارات العامة المصرية اللواء عمر سليمان تفاؤله ازاء فرص التوصل الى هدنة، وذلك بعد لقائه مع الرئيس ياسر عرفات ورئيس حكومته احمد قريع ومسؤولين اسرائيليين. واعلن قريع ان طاقماً امنياً مصرياً سيصل الى غزة غداً لاستئناف الحوار مع الفصائل في شأن الهدنة. راجع ص 5 و6 و7 في غضون ذلك، توجه رئيس الحكومة الاسرائيلية آرييل شارون الى روما في مسعى الى تحسين العلاقات مع الاتحاد الاوروبي الذي وجه انتقادات لاسرائيل خلال اجتماعه في بروكسيل امس. وترافق ذلك مع تسريب اعلامي اسرائيلي بأن العلاقات بين تل ابيب وواشنطن على شفا "ازمة حقيقية" بسبب تجاهل شارون الوفاء بالتزاماته ومضيه في بناء "الجدار الفاصل"، وان واشنطن تنوي دعم مشروع قرار روسي في مجلس الامن يقضي بتحويل "خريطة الطريق" الى قرار ملزم. في هذا الصدد، تلقت موسكو تعديلات من كل من الولايات لمتحدة وفرنسا وسورية على مشروع القرار، ضمّنت بعضاً منها في مشروع قرار معدّل استعد مجلس الامن لبحثه في جلسة مغلقة مساء امس بهدف تبنيه بالاجماع. ويتضمن مشروع القرار ثلاث فقرات عاملة "يصادق" مجلس الامن في احدها على "خريطة الطريق" التي تدعو الى قيام "دولتين بصورة دائمة كحل للنزاع الفلسطيني - الاسرائيلي". وفي الفقرة الثانية، يدعو مجلس الامن الطرفين الى "تنفيذ التزاماتهما بموجب خريطة الطريق بالتعاون مع اللجنة الرباعية"، كما يدعوهما الى "تحقيق رؤية دولتين تعيشان جنباً الى جنب في سلام وأمن". ويقرر المجلس في الفقرة الثالثة ان يُبقي المسألة قيد النظر، ما يعني ترك الباب مفتوحاً امام عودته اليها حسب ما تقتضي التطورات. وفي فقراته التمهيدية، يؤكد مجلس الامن "الحاجة الى تحقيق سلام شامل وعادل ودائم في الشرق الاوسط، بما في ذلك على المسارين الاسرائيلي السوري، والاسرائيلي اللبناني". وكان السفير الروسي سيرغي لافروف طرح مشروع القرار قبل اسبوعين، لكن الولاياتالمتحدة اعتبرت ان توقيته غير موات. وبعد تشكيل الحكومة الفلسطينية وجدت الديبلوماسية الروسية ان الوقت ملائم لتبني القرار. ويعني طرح المشروع مجدداً ان زيارة شارون الاخيرة لموسكو فشلت لأنه كرس جانباً كبيراً منها لاقناع القادة الروس بالعدول عن هذه الخطوة. اما التراجع الاميركي حيال مشروع القرار فيؤكد ما كتبته صحيفة "هآرتس" امس من ان واشنطن ابلغت اسرائيل نيتها دعم مشروع القرار الروسي في مجلس الامن، كما يعزز ما ذكرته اذاعة الجيش الاسرائيلي من ان علاقات واشنطن وتل ابيب هي على شفا "ازمة حقيقية" بسبب مواقف شارون. وفي بروكسيل، وجه وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي خلال اجتماعهم مع وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم امس انتقادات لسياسة اسرائيل ازاء بناء "الجدار الفاصل" والاستيطان وتجاهل مبعوثها لعملية السلام بسبب زيارته لعرفات. من جانبه، عرض شالوم على الاتحاد دوراً في عملية السلام في مقابل ان "يكون هذا الدور متوازناً تجاه النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي". وينتظر ان يكرر شارون هذا الموقف خلال زيارته الحالية لايطاليا. وتأتي زيارة شارون لروما في ظرف تتقاطع معطيات عدة وتمنحها طابعاً استثنائياً، ومنها استهداف مقر القيادة الإيطالية في مدينة الناصرية العراقية، بالتزامن مع العملية الانتحارية ضد الكنيسين اليهوديين في إسطنبول، والحريق الذي تعرّضت إليه المدرسة اليهودية في باريس. وتترافق الزيارة ايضا مع إدانة واضحة أطلقها البابا يوحنا بولس الثاني في قداس الأحد ضد "الجدار الفاصل" الذي تبنيه إسرائيل في عمق الاراضي الفلسطينية وإدانته الإرهاب. وقال مسؤولون اسرائيليون ان شارون سيطلب مساعدة ايطاليا في تفادي انتقادات اوروبية لسياسته. وكتبت "يديعوت احرونوت" ان اسرائيل لا تخفي قلقها من انها لن تحظى بموقف مساند من ايرلندا لدى ترؤسها الاتحاد الاوروبي الشهر المقبل، "فقادتها لا يبدون، خلافاً للمسؤولين الايطاليين، تفهماً كبيراً لمواقف اسرائيل، ما ينذر بصعوبات قد تعترض علاقاتها بالاتحاد الاوروبي". وتابعت ان شارون سيسعى الى تجنيد الرأي العام الاوروبي والدولي "ضد الارهاب والتحريض والعداء للسامية". ولن يكون ذلك صعباً في أجواء الحزن التي تسبق يوم الحداد الوطني على مقتل أفراد القوة الإيطالية في الناصرية.