قللت مصادر رسمية أردنية من أهمية الحملة الاعلامية السورية، اثر تصريحات الملك عبدالله الثاني عن ضرورة ان تضبط سورية حدودها مع العراق، مؤكدة ان البلدين ليسا في حال تجاذب سياسي وانهما "متفقان على ترسيخ التعاون الاقتصادي بينهما". وفيما تحدثت هذه المصادر عن سوء فهم الصحف السورية لتصريحات العاهل الأردني، اتهمت صحيفة "البعث" الناطقة باسم الحزب الحاكم في دمشق "دور العرش الهاشمي" بأنه يلعب "وظيفة المعبر" بين العراق واسرائيل. وكتبت الصحيفة السورية: "أعلنت الإدارة الأميركية على لسان العاهل الاردني إطلاق المرحلة الثانية من خطة الهيمنة على الشرق الأوسط"، وتساءلت: "هل للأمر علاقة مباشرة بتسريع نقل السلطة في العراق ... أو إدخال مشروع التوطين في نفق الشرعية المستجلبة في أجواء الاحتفاء بتوقيع وثيقة جنيف والتخلي عن حق العودة؟ ولماذا يكون التمهيد لذلك من خلال الانخراط العلني والمفاجئ في حملة الاتهامات الملفقة ضد سورية وإطلاق التصريحات التي تغذي النعرات الطائفية والمذهبية في العراق؟". وقالت: "من غير المفهوم ألا يخجل أولئك الذين يجاهرون بأقصى درجات الحرص على حرية الشعب العراقي من إبداء القلق إزاء احتمالات ما يسمونه فك ارتباط أميركي بالعراق، على رغم أنهم هم الذين يقومون بالوكالة بعملية إعادة بناء الشرطة العراقية ويرشحون أنفسهم لإعادة بناء الجيش العراقي وذلك بالطبع طبقاً للقواعد المعروفة". واعتبرت ان "التهجم على سورية لا ينطوي على أي قيمة بحد ذاتها سوى كونه نوعاً من الانضمام الى الرتل والانخراط في حال الجهوزية التامة مع تسلم أمر اليوم، خصوصاً أن سيناريوهات جديدة بدأت في الخروج فوق الطاولة مع ما بات يتسرب من الحاجة الأمنية الاميركية الى بناء قوس دفاعي جديد في الشرق الاوسط، يبدأ بالقواعد العسكرية الاميركية شمال العراق مروراً بالصحراء الاردنية لينتهي في اسرائيل وغور الاردن. غير انه وفي فوضى البدائل والخيارات الإقليمية المتعاكسة والصعبة لا يجد العرش الهاشمي له أي مكانة إلا في وظيفته كمعبر... وفي متاهة البحث عن ادوار يواجه الاردن معضلة الاكتفاء بمكانة الرديف. وفي الحالتين يتم الاحتفاظ بالخرائط في أدراج صهاينة الكونغرس، ويتم ركن العرش على الهامش. اما صافرة الانطلاق فهي دائماً في فم رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون". وفي عمان قال مسؤولون أردنيون ان الأردن "لن يدخل في خصومة سياسية مع دولة شقيقة سورية في الوقت الذي يزداد فيه اضطراب الاقليم". وصرحت الناطقة باسم الحكومة الأردنية الوزيرة أسمى خضر ل"الحياة" أن عمان تتابع "الهجوم الذي يشنه بعض الصحف السورية ضد الأردن، وترى أنه يعبر عن وجهة نظر تلك الصحف، ولا يعكس حتى الآن موقفاً رسمياً سورياً، يمكن التعامل معه بالوسائل الديبلوماسية"، وأكدت أن "البلدين لم يدخلا في تجاذب سياسي من أي نوع، بل انهما متفقان على ترسيخ التعاون الاقتصادي بينهما، وتدشين سدّ الوحدة" على نهر اليرموك في شمال المملكة، وهو مشروع ثنائي كان مقرراً أن يفتتحه الملك عبدالله والرئيس بشار الأسد نهاية الشهر الماضي، إلا أن مراسم الافتتاح أرجئت الى مطلع العام المقبل. وأوضح مسؤول أردني بارز ل"الحياة" أن الملك عبدالله "كان يعرض أثناء مقابلته مع الشبكة الأميركية "سي ان ان" المواقف التي يجري تداولها في البيت الأبيض تجاه سورية، ولم يكن يتبناها"، مؤكداً أن "الصحف السورية وقعت في سوء فهم لتلك التصريحات، وارتكبت خطأً فادحاً عندما شنت حملة ظالمة على الأردن ... لا معنى لها سوى تلك المواقف المسبقة المؤسفة التي تعودنا عليها من الصحافة السورية". وفي وقت لاحق أ ف ب افادت وكالة الانباء الاردنية بترا ان رئيس الوزراء الاردني فيصل الفايز اجرى اتصالاً هاتفياً مساء امس مع نظيره السوري محمد ناجي عطري. وافادت ان الفايز بحث خلال الاتصال الهاتفي مع نظيره السوري في "سبل تعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين وتمتينها على مختلف الصعد". واضافت ان رئيس الوزراء السوري اكد "حرص بلاده على تعزيز العلاقات مع الاردن ودفعها الى الامام بما يخدم المصلحة المشتركة للبلدين".