القاهرة، بغداد، الكويت، طرابلس - "الحياة"، أ ف ب - أكد الرئيس حسني مبارك دعمه للاردن قيادة وشعبا، واشاد بالتفاف الاردنيين حول قيادتهم في هذه الظروف الدقيقة، فيما حذر وزير الخارجية عمرو موسى اسرائيل من التدخل في الشأن الداخلي للاردن او اية دولة عربية اخرى، وقال "اذا كان الامر يتعلق بشأن دولة عربية فليس لإسرائيل اي دور ، ونحن كعرب نهتم بالاردن كجزء من المجتمع العربي "نحترم شؤونه الداخلية ونأمل في استمرار دوره في عملية السلام". وكان الرئيس مبارك اجرى اتصالاً هاتفياً امس مع ولي العهد الامير عبدالله في اعقاب ادائه اليمين الدستورية نائباً للملك ابلغه مساندة مصر قيادة وشعباً ومشاركتها للاردن في هذه المرحلة التاريخية. وفي اول موقف مصري رسمي عبر موسى عن ثقة بلاده في حكمة الامير عبدالله والمسؤولين الاردنيين في عبور الازمة الحالية بسلام، واستمرار الدور الاردني كدولة عربية مهتمة بالسلام . وتجنب الرد على تساؤل حول احتمالات حدوث مشاكل بين الامير عبدالله وعمه الامير الحسن، وقال "نحن نصلي من اجل الملك حسين وندعو بالتوفيق لنائبه الامير عبدالله". وعن الفراغ الذي يمكن ان يتركه موت العاهل الاردني وتأثيره على الاستقرار في الاردن قال: "نأمل في ان يستمر الاستقرار ونحن على استعداد لتقديم اي عون للاردن". بغداد وفي بغداد حذرت صحيفة "بابل" العراقية التي يشرف عليها عدي صدام حسين نجل الرئيس العراقي من "اللعبة الاساسية التي تسعى اليها اسرائيل لجعل الاردن "وطنا بديلا للفلسطينيين". وكتبت ان "الاردن سيمر بأيام عصيبة ليس من السهل تجاوزها" مؤكدة ان "العراق يعد السند الاساسي للاردن". وحذرت الاردنيين من "بلقنة المنطقة وبداية ذات المخطط الذي فشلوا الاسرائيليون في تنفيذه في العراق وهو مخطط التقسيم". وأضافت "نحن هنا في العراق قلوبنا مع اهلنا وشعبنا الشهم في الاردن الذي نتمنى له تجاوز المحنة كما اعتاد عبر الثلاثين او الاربعين عاما التي مضت كما نتمنى للشرعية الاردنية ان توفق في ايجاد الحلول المناسبة وان تنجح في مسيرتها المقبلة". الكويت وأكد وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح ان بلاده تشارك الشعب الاردني "حزنه وقلقه" بعد تردي الحالة الصحية للعاهل الاردني الملك حسين. وأعرب، في تصريح صحافي بث ليل الجمعة، عن تفهمه لاعتذار وزير الخارجية الاردني عبدالإله الخطيب عن إرجاء زيارته الى الكويت التي كانت مقررة أمس، وقال: "ان الكويت تشارك الشعب الاردني الشقيق قلقه وحزنه في هذه اللحظات الحزينة بالنسبة لنا جميعاً". وأعرب الشيخ صباح، من جهة اخرى، عن ثقته بأن "البناء الشامخ الذي ارساه العاهل الاردني الملك حسين بن طلال عبر نصف قرن من حكمه المليء بالاحداث والتحديات سيرعاه بأمانة وثقة ومقدرة ولي عهد الاردن الامير عبدالله بن الحسين". ليبيا وأعرب الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي عن امله بأن يعيد الاردن النظر في سياسته الموالية لاميركا بعد رحيل العاهل الاردني الملك حسين . وقال في تصريح نشرته وكالة الانباء الليبية أول من أمس "نرجو ان يعيد الاردن بقيادة الشباب الجديد النظر في سياسته بطريقة ثورية وان يعود للصف العربي". واضاف ان "سياسة ارضاء اميركا بالاعتراف بما يسمى اسرائيل سياسة ثبت فشلها دوليا". وكانت ليبيا التي انتقدت بشدة اتفاقات السلام الاسرائيلية - العربية بما فيها الاتفاق الذي ابرمه الاردن واسرائيل في 1994، اعادت في 1998 علاقاتها مع الاردن بعد توقيع مجموعة من اتفاقات التعاون وخصوصا في الميدان الاقتصادي في حزيران يونيو الماضي. الجامعة العربية واعرب الامين العام للجامعة العربية عصمت عبدالمجيد عن امله في ان يكمل الاردن مسيرته على نهج الملك حسين. وأكد في تصريح نقلته صحيفة "الاهرام" القاهرية نشرته أمس "ان العاهل الاردني له مواقف مشهود بها تعبر عن قوميته وعروبته ليس للاردن فقط ولكن للامة العربية والعالم بأسره". واضاف انه يتمنى "للشعب الاردني الشقيق وقيادته اكمال المسيرة على نهج الملك حسين بكل عزيمة واصرار بما فيه خير للشعب الاردني والعربي". على صعيد آخر اعرب الامين العام المساعد لشؤون فلسطين في الجامعة العربية السفير سعيد كمال عن امله بأن يخرج الشعب الاردني وقائده الأمير عبدالله والحكومة الاردنية بقيادة فايز الطراونة من المحنة التي يشهدها الاردن نتيجة للظروف الصحية الحرجة التي يمر بها الملك حسين. واثنى كمال - في تصريحات صحافية - على الانتقال السلمي للسلطة في الاردن واعتبر ذلك دلالة على التكاتف الاسري الهاشمي ويدعم الاستقرار في المنطقة، مشيرا الى الارتباط بين امن الاردن واستقرار الشعب الفلسطيني، وقال "للاردن قيمة سياسية وامنية ومصيرية مع دول الجوار العربي ومنها سورية والسعودية والعراق". ونوه بدور الملك حسين على الساحة السياسية العربية خاصة بالنسبة لقضية فلسطين واقراره في العام 1974 بأن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني.