يترقب الأردن إعادة فتح معبر طريبيل الحدودي مع العراق، في أعقاب إعلان حكومة بغداد تحرير مدينة الرطبة من سيطرة «تنظيم داعش»، فيما لا تزال المخاوف الأمنية تشغل المستوى السياسي في كلا البلدين. وقال وزير النقل الأردني أيمن حتاحت، في تصريح ل «اليوم»، إن «إعادة فتح معبر طريبيل الحدودي بين الأردنوالعراق باتت قاب قوسين أو أدنى». وبيَّن أن «إعادة فتح المعبر تخضع لاستكمال الإجراءات العراقية على الجانب الآخر»، لافتاً إلى أن «السلطات العراقية تجري حالياً عملية تطهير لمنطقة طريبيل من الألغام الأرضية، التي زرعها التنظيم الإرهابي». وينظر الأردن بعين الأمل إلى إعادة فتح المعبر الحدودي الوحيد بين القطرين، إذ سيكون له «وقع إيجابي على البلدين»، وفق ما أكده الوزيرالأردني. وجاءت تصريحات الوزير الأردني في أعقاب إعلان مصدر عراقي رفيع عن قرب إعادة فتح المعبر الحدودي، في كلا الاتجاهين، بعد سيطرة «داعش» على الطريق الدولي. وأنهت القوات الحكومية العراقية، بالتعاون مع ميليشيات «الحشد الشعبي»، وبإسناد جوي من قوات التحالف الدولي، حملة عسكرية واسعة ضد التنظيم، أسفرت عن دحره من قضاء الرطبة، القريب من الحدود الأردنية - العراقية، الذي سيطر عليه منذ عام 2014. وتتخذ مدينة الرطبة، القريبة من الحدود الأردنية، موقعاً استراتيجياً لوقوعها على الطريق الدولي الرابط بين البلدين، بعد أن أدت سيطرة داعش على المدينة إلى إغلاق المعبر الحدودي. وتنفذ السلطات العراقية المعنية، وفقا لمصدر أمني أردني، حملة واسعة لإبطال الألغام الأرضية، التي زرعها التنظيم الإرهابي، على طول الطريق الدولي المؤدي إلى المعبر، بدأت عقب إعلانها تحرير مدينة الرطبة. وقال المصدر الأمني، للصحيفة، إن «إعادة فتح المعبر رهين بالإجراءات الأمنية، التي تتخذها الحكومة العراقية، ومن بينها تطهير الطريق الدولي من الألغام، وتأمينه من فلول داعش». ولم يخف المصدر، الذي فضّل حجب اسمه، مخاوف الأردن الأمنية، سواء لجهة وجود عناصر تابعة لتنظيم داعش، كامنة أو ناشطة، في المنطقة الحدودية والمدن القريبة، وكذلك المخاوف من ميليشيات الحشد الشعبي. وأشار المصدر إلى أن «الأردن طلب رسمياً وجود قوات نظامية عراقية على الجانب الشرقي من حدوده»، معتبراً هذا «واحداً من مرتكزات الاستراتيجية الأمنية والعسكرية والسياسية الأردنية». ويخشى الأردن من سيطرة ميليشيات «الحشد الشعبي» على الحدود مع العراق، وهو ما تعتبره الأوساط السياسية في الأردن تهديداً أمنياً يضاهي تهديد التنظيم الإرهابي. ويتخذ الأردن موقفاً صارماً من تمدد الميليشيات الموالية لإيران، في كل من العراق وسورية، وسبق للعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أن حذّر قبل سنوات من «هلال شيعي»، تسعى السلطات الإيرانية إلى تشكيله في المشرق العربي، يمر عبر العراق وسورية إلى لبنان. وفي وقت سابق، رحب وزير الإعلام الأردني د. محمد المومني، في تصريح للصحيفة، ب «تحرير الرطبة» من سيطرة مسلحي «تنظيم داعش». وقال إن «الأردن دعم جهود تحرير المدينة من عصابة تنظيم داعش الإرهابية، وبما يعيد الأمن إلى مناطق غربي العراق». وأعرب المومني عن أمل الحكومة الأردنية ب «عودة العمل في معبر طريبيل الحدودي»، مُعلقاً على مكانة المعبر بالقول إن «إعادة فتحه مصلحة استراتيجية عليا للأردن والعراق». وقال: «المعبر يشكل الشريان الرئيس للحركة التجارية بين البلدين»، نافياً وجود موعد مسبق لفتح المعبر. وأغلق العراق رسمياً معبر طريبيل، الذي يعتبر المنفذ البري الوحيد بين البلدين، في النصف الأول من يوليو 2015، بعد خضوع الطريق الدولي، المؤدي إليه، لسيطرة «تنظيم داعش» تماماً، فيما تسعى عمانوبغداد إلى إعادة فتحه كخطوة باتجاه التخفيف من حدة الأوضاع الاقتصادية الخانقة.