وجه الازهر ضربة شديدة الى وزارة الثقافة المصرية وهيئة الكتاب التابعة لها، فبعد اسابيع قليلة على اشادة الوزارة والهيئة بكتاب الشاعر احمد الشهاوي "وصايا في عشق النساء"، وصدور تقرير اعدته لجنة فحصت الكتاب لبيان ما اذا كان يتضمن خروجاً على الاسلام أو اساءة للشريعة، انتهى الى الاحتفاء بالكتاب وكاتبه، أكد "مجمع البحوث الاسلامية" وهو أعلى هيئة في الازهر ضرورة مصادرة "الوصايا" وحظر توزيعها ومنع الكتاب من التداول في الاسواق. قنبلة الازهر الجديدة اطلقت اثناء اجتماع عقده امس المجمع برئاسة شيخ الازهر الدكتور محمد سيد طنطاوي، ودرس خلاله تقريراً أعدته لجنة من علماء الازهر فحصت الكتاب وانتهت الى نتيجة مخالفة تماماً للنتيجة التي كانت انتهت اليها لجنة شكلت بواسطة هيئة الكتاب. وطالب المجمع الجهات المختصة في البلاد ب "سرعة جمع النسخ الموجودة في الاسواق قبل ان تصل الى أيدي الناس"، مؤكداً أن الكتاب "يسيء الى الدين ويتنافى مع الاخلاق". وصدرت الطبعة الاولى للكتاب في كانون الثاني يناير الماضي من الدار المصرية - اللبنانية وتولت تصميمه وإخراجه الشاعرة الاماراتية ميسون صقر وترجم الى الفرنسية والهولندية ثم طرح عبر مشروع "مكتبة الاسرة" التابع لهيئة الكتاب الا أن رئيسها الدكتور سمير سرحان قرر احالة الكتاب على لجنة القراءة لفحصه في ايلول سبتمبر الماضي بعدما وجه النائب عن جماعة "الاخوان المسلمين" في البرلمان مصطفى محمد مصطفى سؤالاً برلمانياً الى رئيس الوزراء الدكتور عاطف عبيد عن اسباب الانفاق على كتاب "يستهين بالدين ويستفز مشاعر المسلمين". وعرض سرحان وقتها اسباب قراره سحب الكتاب وعرضه على اللجنة بأنه ما أن علم بوجود شبهة اساءة للدين في الكتاب حتى اصدر تعليماته بسحبه فوراً من الاسواق واحالته على لجنة القراءة"، وبعد اقل من 24 ساعة على قرار سرحان سحب الكتاب، عاد وأعلن اعادة الكتاب مجدداً الى الاسواق مؤكداً أن لجنة القراءة اعتبرت أن الكتاب "لا يحوي أي شبهة اساءة للدين أو استفزازاً لمشاعر المسلمين". وقال سرحان وقتها إن "اللجنة رأت أن مؤلف الكتاب شاعر مصري مرموق وصحافي مسؤول في مؤسسة صحافية قومية، وصدر الكتاب عن مؤسسة قومية بعد أن قررت اللجنة العليا لمكتبة الاسرة اجازته كما وافقت عليه لجنة القراءة"، مؤكداً أن اللجنة رأت ان كل ما ورد من بعض الفاظ "هي عبارات متداولة في اللغة العربية وأن ما ورد بالديوان من نصوص قرآنية هي ثلاث ايات قصيرة موضوعة بين علامات التنصيص ولا تختلط بالنص الأصلي وأن الكتاب هو نص ادبي رفيع المستوى يستخدم المجاز والخيال والإبداع الشعري". لكن مجمع البحوث في الازهر لم يرَ في الكتاب "نصاً ادبياً" ولم يعتبره "رفيع المستوى" بل جاء تقريره مخالفاً تماماً ليحرج الوزارة ويصدم الهيئة ويطيح الكتاب.