لم يجد الطالب في الجامعة الأميركية في بيروت سميح اليمن ما يشبّه به حال الجامعة قبل أيام اثناء الانتخابات الطالبية، أفضل من القول "كالحال في البلد". فالتنافس بين الطلاب المنتمين الى الأحزاب داخل الجامعة بدا له، وهو من الطلاب غير المنظمين وغير المبالين، كتنافس الأحزاب خارجها، "لا يخضع لمعايير الديموقراطية الحقة". غير ان رأي اليمن لا يبدو دقيقاً، اذ ظهر من الانتخابات الطالبية انها تتبع معايير ديموقراطية تترك للقوى الحزبية وغير الحزبية، مجالاً مؤكداً لأداء دورها المفترض وايصال افكارها. كان هناك مكان للجميع... أحزاباً وتجمعات ومستقلين. كل استطاع ايصال افكاره بلا عوائق بصرف النظر عن النتائج التي حققها. في عملية الاقتراع التي شارك فيها نحو 6 آلاف طالب بدا ذلك الاختلاف بين الداخل والخارج واضحاً وخصوصاً مع تيارين يشغلان اللبنانيين تأييداً وانتقاداً وهما: "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" بقيادة ميشال عون. فالأول الذي يلقى في الخارج شبه اجماع ودعماً من السلطة، خسر في انتخابات الطلاب خسارة مريرة حتى فقد مقعديه اللذين فاز بهما العام الماضي. أما الثاني الذي يلقى في الخارج معارضة وعدم اعتراف من جانبه بالسلطة الا في الانتخابات الفرعية الأخيرة، فوضعه في الجامعة يختلف كلياً وله حضور بارز. الا ان هذا الحضور الذي كان العام الماضي واضحاً ومسيطراً على كلية الهندسة، شهد اهتزازاً هذا العام، اذ تراجع عدد مقاعده من 33 مقعداً العام الماضي الى 25 هذا العام. وفي المقابل سجل فوزان جديدان الأول ل"تيار المستقبل" اذ فاز للمرة الأولى ب3 مقاعد، وحركة "أمل" ب5 مقاعد. ولم يحصد تيار "بلا حدود" سوى 13 مقعداً، وفاز الحزب السوري القومي الاجتماعي ب13 مقعداً أيضاً ومنظمة الشباب التقدمي ب17 مقعداً والبقية من المستقلين. والجدير بالذكر ان أكثر الذين فازوا على لوائح التيارات والأحزاب كانوا من المستقلين المدعومين من التيارات التي اعتبرت فوزهم نصراً لها. وكانت هذه التيارات ومستقلون رشحوا 205 طلاب من كل الكليات الى انتخابات على 93 مقعداً في اللجنة الجامعية العليا للاساتذة والطلاب، على ان تجرى لاحقاً انتخابات المجلس الطلابي الذي يضم 17 عضواً من أصل ال93 المنتخبين. المعركة الفعلية كانت في كلية الهندسة التي وصفها طلاب كثر ومن غير تيار خلال عملية الاقتراع، أنها معقل العونيين، لكن النتائج جاءت لتظهر تراجعاً حاداً لهم فيها اذ استرجعوا 7 مقاعد من 21 كانت لهم. ويقول سامر مشعلاني ان "كل اللوائح تحالفت ضدّنا هذا العام فخضنا معركة ضدّ الجميع"، لكنه يستدرك ليقول ان التيار حقق فوزاً في كلية ادارة الاعمال اذ كان له العام الماضي مقعد واحد وفاز في هذه الانتخابات ب7، وكذلك في الزراعة. ويوضح ان الانتصار العام الماضي كان نتيجة لتحالف التيار مع "بلا حدود" أما هذا العام فكان التيار وحيداً، عازياً السبب الى سوء تفاهم حصل العام الماضي بعد الانتخابات وبعض المواقف السياسية. الا انه يرى ان "التيار منفرداً هو الرابح الأول في الجامعة، وكذلك في جامعة سيدة اللويزة اذ فاز له 19 مرشحاً من 21، وفي الجامعة اليسوعية نال 40 في المئة بعد أن خاض معركة ضدّ تحالف كل القوى والتيارات. لكن بعض اعضاء "رابطة الطلاب" في الاميركية وهي تتألف من تحالف "القوات اللبنانية" و"الاحرار" و"الكتائب" و"القاعدة الكتائبية"، أكدوا تعاونهم مع التيار الحر في هذه الانتخابات. وقال احدهم: "اننا نؤيد كل من يسير في خط البطريرك الماروني نصرالله صفير والتيار من الذين يسيرون في هذا الخط". أما بالنسبة الى "حزب الله" الذي خسر معركته ومقعديه، فيوضح بعض المنتمين اليه ان الذين تحالفوا معهم لم يلتزموا. وقال سامر صباح: "نحن التزمنا تحالفاتنا في غير كلية مع حركة الشعب والاشتراكيين وأمل والعونيين، ونزلنا بكل قوتنا الا ان الآخرين لم يلتزموا. فنحن دعما خمسة مرشحين في الهندسة وفازوا". وكذلك سجل تراجع في نتائج الانتخابات لطلاب "بلا حدود" و"حركة الشعب"، وحقق تحالفهما 21 مقعداً بعدما كانا مسيطرين العام الماضي اذ كان ل"بلا حدود" وحدها 23 مقعداً. ويقول هادي مروة: "لم نخسر كثيراً، مشبهاً وضعهم بشركة خسرت شيئاً من ربحها لكنها لم تخسر من رأسمالها". ويشدد على "اننا سنظل نعمل من أجل الحفاظ على حرية التعبير والرأي داخل الجامعة ولن نسمح بتحويلها الى ما يسعى اليه البعض من تحويلها الى مجتمع يشبه الخارج". اما حركة "أمل" فحققت بتحالفها مع القومي تقدماً جيداً، اذ فازت بخمسة مقاعد مقابل مقعد واحد العام الماضي.