لم يؤدِ إعلان خبر الإفراج عن الطالب وليد الأشقر من التيار العوني الى إنفكاك الاعتصامات التي قام بها الطلاب امس في الكثير من الجامعات، بل زاد من تململهم، خصوصاً انه كان مسبوقاً ببيان ل"مصدر أمني" يتهمه فيه بتزوير عملات وترويجها. فراح الطلاب في اعتصاماتهم يتساءلون كيف يفرج عن متهم بتزوير عملة بين ليلة وضحاها؟ وكيف لم يحاكم على أساس هذه التهمة؟ وهو أمر زاد من يقينهم، كما عبّر معظمهم، ان التهمة "ملفقة". وكانت النيابة العامة المالية أصدرت قراراً بإطلاقه و"حفظ ملفه". والاعتصامات حصلت بكثافة في الجامعتين الاميركية واليسوعية، وفي جامعة البلمند حيث أوقف الأشقر، اضافة الى كليات عدة من الفروع الثانية في الجامعة اللبنانية، وجامعة سيدة اللويزة. في الجامعة الاميركية شارك معظم القوى في الاعتصام، وخصوصاً طلاب التيار العوني ومجموعة "بلا حدود" اليسارية، وطلاب "حركة الشعب" المؤيدة للنائب نجاح واكيم، وإن بخجل. ووزّع بيان مشترك للعونيين و"مجموعة بلا حدود" اعتبر "ان الاشقر أوقف تعسفاً، وان ما نسب اليه من عمليات تزوير ليس الا تشويهاً للحقيقة، وأمر لا ينطلي على أحد، وان حملة الترهيب والقمع لن تنال من عزيمة الطلاب وتصميمهم". ومن المعروف ان الطلاب العونيين وبالتحالف مع "بلا حدود" سبق لهم قبل ايام قليلة ان فازوا بنحو نصف مقاعد مجلس الطلاب في الجامعة الاميركية. وكان من الواضح في اعتصام امس ان التعاون بينهم هو ثمرة حلف انتخابي طازج. وكذلك وزّع في الاعتصام بيان لطلاب حزب "القوات اللبنانية" المحظورة، وقع باسم "طلاب لبنان الحر"، أعلنوا فيه تضامنهم مع قضية الاشقر. وسألوا "هل الحرية التي يتغنّى بها العهد الجديد تترجم بالقمع ومواجهة الطلاب بالقوة؟". الطلاب أعلنوا في اعتصامهم ان احتجاجهم يطاول ممارسة القوى الامنية العنف ايضاً على طلاب حاولوا التجمع أمام ثكنة الشرطة العسكرية في بيروت لمعرفة مصير زميلهم "فتعرّضوا للضرب ونقل عدد منهم الى المستشفيات بواسطة الصليب الاحمر". ووزّعوا صوراً لشبان تعرّضوا للضرب. وفي الجامعة اليسوعية حيث كثافة الحضور الطالبي العوني، نفّذ الطلاب اعتصامهم واقفين خلف لافتات كتبت عليها عباراتهم التقليدية. وشارك فيه بالاضافة الى الحلف التقليدي بين العونيين، واليسار مجموعة طانيوس شاهين، طلاب من احزاب اخرى تعتبر مقرّبة من الحكم في لبنان كالوطنيين الاحرار الذي قال مسؤوله في الجامعة ريمون نجار انه يلاحظ مزيداً من الكبت والضغط على الطلاب، وان تلفيق التهم أمر أصبح سافراً ومكشوفاً". ولاحظ "ان شيئاً لم يتغير منذ العهد الماضي في موضوع استعمال أساليب غير ديموقراطية". أما طلاب حزب الكتائب وهم قلة في الجامعة اليسوعية فشاركوا في اجتماع الهيئات الطالبية ولكن ثمة من لم يلحظ حضورهم الاعتصام. أما أكبر الاعتصامات فكان في جامعة البلمند، التي شهدت قبل يومين أول انتخابات طالبية فاز فيها العونيون واليساريون متحالفين ايضاً ب14 مقعداً من أصل 20. وخلال الاعتصام وصل الأشقر المفرج عنه فاستقبله الطلاب بالتصفيق، في حين أصدرت ادارة الجامعة بياناً قالت فيه "انه طالب متخرج فيها وان توقيفه تمّ خارج حرمها". وكان الأشقر وفور الافراج عنه توجه الى عيادة الطبيب الشرعي الياس صايغ الذي أفاد انه "مصاب بكدمات رضية سود في أسفل القدمين من جراء تعرّضه للعنف والصدم بأجسام صلبة من شأنها ان تعطله لمدة اسبوع". واعتبر التيار العوني في بيان انه "يضع قضية تعرّض الاشقر للتعذيب امام الرأي العام ومنظمات حقوق الانسان، وكذلك ما أعقب اعتقاله من اقدام أفراد الشرطة العسكرية على التعامل مع الطلاب بوحشية مذهلة". واعتبر "ان الافراج عنه يأتي ليكشف زيف إدعاءات السلطة، وهو دليل قاطع ان توقيفه كان بسبب آرائه ونشاطه في صفوف التيار الوطني الحر، وبراءته تشكل ادانة لتلك الاجهزة البوليسية". وكذلك دان عضو نقابة المحامين في بيروت نهاد جبر اعتقال الاشقر ملاحظاً "منحى في تقييد الحريات وتعسفاً في استعمال السلطة إن لجهة التوقيف الاعتباطي وإن لجهة تعريض المتظاهرين للضرب والإهانة".