اتهمت الحكومة السودانية "حركة العدالة والمساواة" بزعامة الدكتور خليل ابراهيم بالوقوف وراء العمليات العسكرية التي شهدتها ولايات دارفور الغربية أخيراً وأوقعت عشرات القتلى والجرحى وأدت الى إحراق 30 قرية ونزوح 25 ألفاً، وقررت "مواجهة الحركة وحسمها عسكرياً". وقال حاكم ولاية شمال دارفور عثمان محمد يوسف كبر ان "حركة العدالة وبعض المنفلتين من جيش تحرير السودان" الذي وقّع هدنة مع الحكومة في مدينة أبشي التشادية هاجمت قرى وأوقعت العشرات من الضحايا، ما خلّف وضعاً انسانياً معقداً"، مؤكداً ان السلطات قررت "مواجهة هؤلاء وحسمهم عسكرياً" باستخدام الجيش والقوات النظامية الأخرى. ووصف الوضع الانساني في دارفور بأنه يتجه الى الاستقرار، موضحاً ان عدد النازحين نتيجة الهجمات بلغ حتى الاسبوع الماضي 392 ألفاً. وذكر ان حكومته وفرت احتياجات النازحين لهذا الشهر، وبدأت في توفير ما يكفيهم شهراً آخر، مشيراً الى أن بعض النازحين بدأوا في العودة الى مناطقهم. وروى معتمد منطقة كلبس في ولاية غرب دارفور القريبة من الحدود التشادية محمد عثمان هاشم قصة الهجوم على المنطقة أخيراً، وقال ان قوة مشتركة من "حركة العدالة" و"حركة تحرير السودان"، تتألف من 1500 مقاتل على متن 30 سيارة وجمال وخيل هاجمت مدينة كلبس من أربعة محاور مستخدمة المدافع ما أدى الى سقوط عشرات القتلى والجرحى وتدمير مئات المنازل. وذكر ان الهجوم الذي استمر اسبوعاً أدى الى إحراق 13 قرية ونزوح 25 ألفاً من مناطقهم، ووصف الوضع الانساني بأنه "مأسوي وخطير". وحذر من انتشار الأوبئة وتدهور الوضع الصحي، مشيراً الى أن السلطات دفعت بقوة كبيرة من الجيش والشرطة لحماية المدنيين. على صعيد آخر، اعلن وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل ان الأممالمتحدة تعتزم المشاركة في اعادة اعمار السودان وعودة اللاجئين السودانيين فور توقيع اتفاق سلام. وأطلع مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية كيرار برندرغاست الذي وصل الى الخرطوم السبت، وزير الخارجية السوداني على رغبة المنظمة الدولية في مساعدة عودة اللاجئين والنازحين وتنفيذ مشاريع انمائية واعادة تأهيل. وأعرب اسماعيل أمام برندرغاست عن رغبة حكومته في رؤية الأممالمتحدة تلعب دوراً رئيسياً في انماء واعمار البلاد بعد نهاية الحرب الأهلية. وأجرى المسؤول الدولي ايضاً محادثات مع الرئيس السوداني عمر البشير ومستشاره لشؤون السلام غازي صلاح الدين العتباني. ودعا البشير الأممالمتحدة الى تشجيع المانحين على تمويل مشاريع تهدف الى اعادة تأهيل اللاجئين والنازحين، كما جاء في بيان لمجلس الوزراء نشر في ختام اللقاء بين البشير وبرندرغاست. وكان المفوض الأعلى لشؤون اللاجئين في الأممالمتحدة رود لابرز بحث الثلثاء مع البشير في خطط اعادة اكثر من 570 ألف لاجئ سوداني من سبع دول افريقية. وأعلن العتباني للصحافيين انه بحث مع برندرغاست في الضمانات الضرورية لتطبيق اتفاق سلام نهائي لكنه لم يوضح هذه الضمانات مكتفياً بالقول انها "ستكفل حقوق الطرفين".