أعلنت دبي، أمس الاثنين، تخصيص 20 مليون دولار لإطلاق الدورة التاسعة من حدثها السنوي "مهرجان دبي للتسوق". وقال منظّمو الحدث ان 20 شركة محلية وعالمية قرّرت السنة الجارية رعاية المهرجان، الذي يُعتبر "الأكبر من نوعه" في المنطقة والمخصّص لمختلف شرائح المجتمع. وقال رئيس اللجنة المنظّمة ل"مهرجان دبي للتسوق"، الشيخ احمد بن سعيد آل مكتوم، في مؤتمر صحافي، ان موعد الدورة التاسعة تحدّد للفترة بين 15 كانون الثاني يناير و15 شباط فبراير المقبلين، مشيراً الى ان المهرجان يُعتبر "من الأحداث العالمية التي ابتكرتها دبي في صيغة تُشكّل النموذج الأمثل للتعاون بين القطاعين العام والخاص في الإمارات". وأضاف ان الحدث حقّق في السابق "نجاحات كبيرة" أفادت مختلف القطاعات الاقتصادية في البلاد. من جهته، قال منسق عام المهرجان، سعيد النابودة، ان الموازنة الجديدة للمهرجان في دورته المقبلة لا تشمل حجم الإنفاق الكبير للشركات الراعية الأساسية والفرعية، مشيراً إلى أن الأرقام تتضاعف لدى إضافة الإنفاق المذكور. لكنه أكد ان عملية تمويل تنظيم المهرجان أصبحت الآن ذاتية من عائدات الرعاية ومن رسوم الاشتراك، وبالتالي فإن الحكومة لم تعد تُنفِق مباشرةً على إنجاح فعالياته التي يتجاوز عددها 400 فعالية. وكانت الدورة السابقة للمهرجان التي نُظّمت مطلع السنة الجارية، استقطبت زواراً بلغ عددهم نحو ثلاثة ملايين زائر، بزيادة نسبتها تسعة في المئة عن الدورة السابعة، فيما بلغ حجم الإنفاق نحو خمسة بلايين درهم، بزيادة نسبتها 30 في المئة. ويقول المنظّمون ان نجاح "مهرجان دبي للتسوق" لم يقتصر على الأسواق المحلية فقط، بل شمل أيضاً جوانب مختلفة، في مقدمها دخول الحدث إلى أسواق سياحية جديدة، مثل جنوب شرقي آسيا. وتُظهِر دراسة متخصصة ان نسبة الإنفاق على التسوق خلال "مهرجان دبي للتسوق 2003" ارتفعت بمعدل 13 في المئة، بالمقارنة مع مهرجان العام السابق، حيث بلغ إجمالي الإنفاق 3.9 بليون درهم، مقابل مبلغ 3.4 بليون درهم خلال مهرجان 2002. أما نسبة الإنفاق في المطاعم والأنشطة الترفيهية، فإنها سجّلت ارتفاعاً قياسياً بمعدل 18 في المئة بالمقارنة مع 2002. ووصل المبلغ الإجمالي إلى 650 مليون درهم، مقابل 550 مليون درهم. وشهدت فنادق دبي ومجمعات الشقق الفندقية "إقبالاً لافتاً" خلال "مهرجان دبي للتسوق 2003" لم يسبق له مثيل، حيث بلغ إجمالي عائدات الفنادق خلال الدورة الثامنة من المهرجان 425 مليون درهم مقابل 250 مليون درهم سُجلت خلال مهرجان العام السابق. وأكد سعيد النابودة ان "القرية العالمية" كانت من أكثر الفعاليات جذباً للزوار في المهرجان السابق، فيما احتلت مراكز التسوق المرتبة الثانية في إقبال الزوار والمردود المادي، من خلال العروض الترويجية "الجذابة" التي قدّمتها. كما أظهرت الدراسة التي أُجريت ان "قرية التراث والغوص" كانت من أكثر المواقع المفضّلة لدى زوار "مهرجان دبي للتسوق 2003"، فيما اعتُبرت الفعاليات والنشاطات الترفيهية العامل الرئيسي وراء تنشيط حركة المهرجان. ويقول المنظّمون ان "مهرجان دبي للتسوق" تخطى إطاره المحلي والإقليمي ليتخذ بعداً عالمياً، بعدما وصل صداه إلى مختلف أنحاء العالم، تجسّد بوصول عدد كبير من الزوار من دول عدة في آسيا وأوروبا وأفريقيا والشرق الأقصى، فيما باتت الإمارة تُصنَّف وجهة سياحية ثابتة تدخل في قائمة اختيارات السائح العربي والأجنبي، مستندة إلى عوامل اقتصادية وبيئية واجتماعية عدة تُمكّنها من تنظيم الأحداث السياحية "الناجحة" على مدار السنة.