تراجعت رئيسة صرب البوسنة السابقة بيليانا بلافيتش بعد صدور الحكم المخفف من محكمة لاهاي عليها بالسجن 11 سنة، عن وعودها السابقة، ورفضت الإدلاء بشهادتها عن علاقة الرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش بالحرب التي شهدتها البوسنة بين عامي 1992 و1995. وجاء ذلك في تصريحات خاصة ادلت بها لصحيفة "بوليتيكا" الصادرة في بلغراد، من سجن "هينسبيرغ" السويدي الذي نُقلت إليه في تموز يوليو الماضي لقضاء فترة عقوبتها. وأعربت بلافيتش عن استيائها من "المعاملة السيئية" التي تلقاها في السجن، والتي عزتها الى موقفها من الشهادة ضد ميلوشيفيتش. وقالت: "إذا أرغمتني المدعية العامة لمحكمة لاهاي كارلا ديل بونتي على المثول في المحكمة ضد ميلوشيفيتش، فلتعلم ان افادتي ستكون شرح معاناتي في السجن، اضافة الى التأكيد بأنني لم ار هذا الشخص ميلوشيفيتش خلال فترة الحرب البوسنية ولا توجد بحوزتي اي معلومات عنه". ووصفت الظروف بأنها "خطرة على صحتها، حتى انهم اخذوا كل حاجاتي الخاصة فور وصولي إليه، وسلموني ملابس من اسوأ انواع الأقمشة، ما ادى الى اصابتي بالحساسية". واعتبرت بلافيتش، ان اصابتها بنزيف رئوي مرتين في ايلول سبتمبر الماضي، تعود الى "الوضع الصعب المحيط بها الذي لم تستطع السكوت عليه، فقررت كشفه من طريق الصحافة بعد إخفاق كل السبل التي سلكتها لمعالجته". وأوضحت انه في كل ليلة من المساء حتى الصباح يسطع من سقف زنزانتها شعاع مصحوب بأزيز يؤدي الى ضيق في التنفس وسعال شديد ربما بسبب اعمال بناء. كما يوجد مصنع للورق قريب يتجمع قسم من دخانه داخل الزنزانة "ما يجعل الحال مأسوية على الصحة والتحمل الشخصي". وأشارت بلافيتش الى انها قدمت شكاوى الى ادارة السجن ومستوصفه الطبي، ولكن لم تفد في تحقيق اي معالجة لمعاناتها، وقالت: "ما جعلني مقتنعة بعدم وجود رغبة لإيجاد حل انساني لمشكلتي". وأكدت استغرابها من ايداعها في هذا السجن بالذات الذي غالبية نزيلاته من الشابات اللواتي حكم عليهن بسبب المخدرات. ومن جهة اخرى، اعلن جاركو اوبرادوفيتش رئيس المجموعة البرلمانية للحزب الاشتراكي الصربي الذي يتزعمه ميلوشيفيتش ان على الحكومة الصربية ان تستقيل خلال ايام "وإلا ستواجه بغضب شعبي، ليس فقط بالإضرابات التي تعم صربيا حالياً، وإنما ايضاً بتظاهرات تطالبها الخضوع لإرادة الشعب".