لاهاي - رويترز، أ ف ب - مثلت الرئيسة السابقة لصرب البوسنة بيليانا بلافيتش، امام محكمة الجزاء الدولية امس، لتصبح اول مسؤولة صربية تحاكم بعد اعترافها بالتهم الموجهة اليها بارتكاب جرائم ضد البشرية. ومن المقرر ان تدلي وزيرة الخارجية الاميركية السابقة مادلين اولبرايت في وقت لاحق هذا الاسبوع، بشهادتها في محاكمة بلافيتش. كما يدلي الفائز بجائزة نوبل للسلام ايلي فيسل ومبعوث الاممالمتحدة السابق الى البلقان كارل بيلت ومجموعة من الناجين من حرب البوسنة بشهادة مماثلة. ويكتسب مثول بلافيتش امام القضاء، اهمية اساسية في تاريخ محكمة الجزاء، كونها انها اول مسؤولة صربية حتى الآن تعترف بجرمها في الحروب التي شهدتها منطقة البلقان في التسعينات. وكانت بلافيتش 72 عاماً غيرت دفوعها في تشرين الاول اكتوبر الماضي، واعترفت بذنبها في تهمة الاضطهاد الموجهة اليها، واعترفت بالتالي بالمسؤولية عن الجرائم التي ارتكبتها القوات التي كانت تحت امرتها على نطاق واسع، عندما كانت خاضعة شخصياً لسلطة الزعيم السياسي لصرب البوسنة رادوفان كاراجيتش. وقال محامون ان اعترافها خطوة "تعرب فيها عن ندمها في شكل كامل وبلا شروط"، فيما اسقطت عنها التهم الاخرى الموجهة اليها. وقالت كبيرة المدعين كارلا ديل بونتي ان قرار بلافيتش الاعتراف بذنبها في الجرائم التي ارتكبت ضد الانسانية، شكل نقطة تحول في تاريخ المحكمة منذ تسع سنوات. وأضافت: "هذه المرة الاولى في تاريخ المحاكمة التي تعترف شخصية كبيرة في يوغوسلافيا السابقة، بارتكاب جرائم مروعة خلال الصراع في البوسنة والهرسك، ما يفتح الباب على مصراعيه امام عملية المصالحة في البلقان". وتسعى المرأة الوحيدة التي وجهت اليها محكمة لاهاي اتهامات، الى اقناع القضاة خلال الجلسة التي تستمر ثلاثة ايام، بأنها تشعر بندم تام. ولكن بلافيتش وجهت في وثيقة نشرت امس، اتهامات ثقيلة الى الرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش، مؤكدة انه احد المحرضين على تطبيق سياسة التطهير العرقي في البوسنة. وأكدت في الوثيقة ان "عدداً من الاشخاص شارك في التخطيط للفصل العرقي القسري في البوسنة وتنفيذه". وذكرت ايضاً الزعيم السياسي لصرب البوسنة رادوفان كاراجيتش ومساعده مومتشيلو كرايشنيك والزعيم العسكري لصرب البوسنة راتكو ملاديتش. وادلى شهود صباحاً بافاداتهم عن مدى الجرائم التي ارتكبت ومدى تأثيرها نفسياً في الضحايا. وكانت بلافيتش، الاستاذة السابقة لعلوم الاحياء في جامعة ساراييفو، اثارت جدلاً بسبب تصريحاتها عن تفوق الصرب على غيرهم من شعوب البلقان قبل ان تعود عنها بعد الحرب.