فوجئ طلاب وطالبات جامعة بيرزيت، قرب رام الله، ومع الأيام الأولى للعام الدراسي الجديد 2011 – 2012، بقيام عدد من المستوطنين اليهود المتطرفين، بكتابة شعارات على السور الخارجي، غرب الجامعة، تحمل في مضامينها تهديدات وشتائم للفلسطينيين عموماً، والطلاب على وجه الخصوص، وتطالبهم بالرحيل من الضفة الغربية، على اعتبار أنها «جزء لا يتجزأ من أرض إسرائيل». ودفعت هذه الخطوة اتحاد طلاب الجامعة ونقابة العاملين فيها، إلى الاحتجاج بوقف الدوام لمدة ساعة، قبل أيام، في حين دانت إدارة الجامعة الاعتداء، كما حذرت أجهزة أمنية فلسطينية من الانجرار إلى الاستفزازات التي يقوم بها المستوطنون بدعم من جنود الاحتلال الإسرائيلي، بهدف «التخريب» على ما بات يعرف باسم «استحقاق أيلول»، أي توجه القيادة الفلسطينية لانتزاع اعتراف بها كدولة عضو في الأممالمتحدة، في الحادي والعشرين من الشهر الجاري. في الجامعات وتنظم «الشبيبة»، الذراع الطالبي لحركة «فتح»، التي يترأسها الرئيس الفلسطيني محمود عباس نفسه، سلسلة فعاليات لدعم القيادة الفلسطينية في توجهها نحو الأممالمتحدة، في جامعة بيرزيت وغيرها من الجامعات الفلسطينية، خصوصاً في الضفة الغربيةالمحتلة. وفي الإطار ذاته، شاركت الجامعة العربية الأميركية، ومقرها في محافظة جنين، شمال الضفة الغربية، في الندوة التي عقدت في مدينة جنين تحت عنوان «أيلول حق واستحقاق» والتي نظمتها محافظة جنين بالتعاون مع الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية واحتفالية فلسطين «نستحق المقعد رقم 194». ومثّل الجامعة في الندوة الدكتور أيمن يوسف أستاذ العلوم السياسية فيها، وقدم ورقة عمل حملت عنوان «التداخل السياسي والقانوني في معركة أيلول 2011» ركز فيها على دور الطلاب والشباب. توعية في المدارس وتنظم السلطة الفلسطينية، عبر جهاز التوجيه السياسي والمعنوي، سلسلة من الفعاليات في المدارس، انطلقت في الثالث والرابع من الشهر الجاري، خصوصاً في المدارس الحكومية، لتعريف الطلاب بماهية «استحقاق أيلول»، وبالأهداف والنتائج التي ترجوها القيادة الفلسطينية من وراء هذه الخطوة. وكان آخر هذه الفعاليات المحاضرة التي قدمها مدير التوجيه السياسي والوطني في محافظة نابلس، العميد محمد نصر أبو ربيع أمام طلاب مدرسة عبد الحميد السائح، تحدث فيها عن «استحقاق أيلول»، وأهمية التوجه الفلسطيني لتقديم طلب العضوية الكاملة في الأممالمتحدة. وفي الإطار ذاته، ألقى مفوض العمل الجماهيري المقدم ماجد مشعطي محاضرة مماثلة أمام طلاب مدرسة الكندي في رام الله، تطرق فيها الى ماهية الحق والاستحقاق في إقامة الدولة الفلسطينية وحصولها على العضوية في الأممالمتحدة، استناداً إلى القانون الدولي الذي نص على حرية وتحرر واستقلال الشعوب. وقال إن إعلان القيادة الفلسطينية عزمها التوجه للأمم المتحدة جاء بعد أن أصبحت المفاوضات أداة تعطيل للحل بدلاً من أن تكون أداة لتحقيقه، وبسبب انحياز الإدارة الأميركية للموقف الإسرائيلي. شجرة أيلول وفي إطار المبادرات المميزة لدعم استحقاق أيلول في الجامعات والمدارس، أطلقت جمعية مركز الإعلام البيئي بحديقة القيقب في مدينة رام الله، «حملة شجرة أيلول»، وتم اختيار شعار للحملة وهو «شجرة أيلول خضراء على طول». وأوضح علاء حنتش مدير عام الجمعية أن الحملة هي «مبادرة لدعم استحقاق أيلول باعتباره محطة مهمة في تاريخ قضيتنا تستحق من قطاعات شعبنا الوقوف عند مسؤولياتها لبناء جبهة داخلية لدعم هذا التوجه من خلال الفعاليات الوطنية كمساهمة حقيقية وجدية لدعم توجه القيادة». وانطلقت الحملة في منتصف الشهر الجاري من إحدى مدارس رام الله عبر زراعة أشجار، وتستمر عشرة أيام في مختلف المحافظات الفلسطينية، وسيتم رفدها بعدد من الإعلانات الإذاعية التي تحمل العديد من الرسائل الهادفة. وقال حنتش: «إيماناً بالمسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقنا يعمل مركز الإعلام البيئي بهذا الاتجاه من خلال التعاون مع المؤسسات والوزارات الفلسطينية، التي تتقاطع معنا في الاختصاص لكي نقدم شيئاً ملموساً وحضارياً على الأرض، يتزامن مع تقديم طلب عضوية فلسطين في الأممالمتحدة، من خلال تنظيم حملة لزراعة الأشجار في المدارس الفلسطينية والمناطق التي تتعرض للمصادرة، لكون هذا العام يعتبر عام الغابات في برنامج الأممالمتحدة للبيئة وبرهاناً على أن فلسطين ملتزمة بالأدبيات العالمية تجاه ليس فلسطين وحسب بل تجاه كوكب الأرض». وأكد عبد الحكيم أبو جاموس مدير دائرة الإعلام التربوي في وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية، حماسة الوزارة لإنجاح الحملة في مختلف المدارس عبر زراعة الأشجار في الحدائق المدرسية، وتوعية الطلاب عبر الإذاعات المدرسية الصباحية حول الأبعاد الوطنية لاستحقاق الدولة وتنظيم المسابقات الطالبية الرامية إلى إبراز إبداعات الطلاب في مجال الحقوق والقوانين والحرية والاستقلال. مليون تربوي وأطلق مركز إبداع المعلم الفلسطيني، حملة عالمية في الإطار ذاته، حملت عنوان «مليون تربوي من أجل الاعتراف بدولة فلسطين المستقلة... الدولة القادمة». وجاء في البيان الصادر عن المركز حول الحملة: «ندعو جميع التربويين المناصرين لحقوق الإنسان والمؤمنين بعدالة قضية فلسطين، وكل المناصرين للعدالة والإنسانية في العالم للتوقيع على هذه العريضة التي تهدف إلى استقطاب مليون توقيع تربوي في أنحاء العالم لدعم توجه القيادة الفلسطينية للاعتراف بعضوية دولة فلسطين كدولة كاملة في الأممالمتحدة ومجلس الأمن... ندعوكم لتأييد حملة مليون تربوي من أجل الاعتراف بدولة فلسطين وتأكيد حقوق الشعب الفلسطيني، فقد آن الأوان لإنهاء الاحتلال وحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة كباقي شعوب العالم». ما بين اعتداءات المستوطنين وجنود الاحتلال، وما بين مبادرات الدعم والتأييد لاستحقاق أيلول، يعيش الطلاب الجامعيون وطلاب المدارس الفلسطينية على وقع التحدي والرهبة في آن، فيما يخشى بعضهم أن يتعطل العام الدراسي، كرد فعل على أيلول واستحقاقه الفلسطيني.