بدأ تلفزيون فلسطين منذ مطلع الشهر الجاري، بسلسلة إعلانات مصورة تحت شعار «فلسطين الدولة ال194 في العالم»، وذلك دعماً لتوجه القيادة الفلسطينية إلى الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي، لرفع مستوى تمثيل فلسطين من عضو مراقب إلى دولة كاملة العضوية، في الثالث والعشرين من الشهر. ولعل أبرز هذه الإعلانات ذلك الذي يصور طفلة فلسطينية صغيرة برفقة والدتها، يستوقفها جندي من جنود الاحتلال الإسرائيلي عند أحد الحواجز العسكرية في الضفة الغربيةالمحتلة، فتسرح بخيالها لتتخيل أنها في مطار فلسطيني، تظهر للجندي «ابن البلد» جواز سفر دولتها المستقلة فلسطين، وتذكرة الطيران، لتحط حيثما تشاء. وفي الأسبوعين الأخيرين، جند تلفزيون فلسطين غالبية برامجه للحديث عما بات يعرف باسم «استحقاق أيلول»، سواء عبر برامجه السياسية، وأبرزها برنامج «حكي ع المكشوف»، أو عبر برنامجه الأشهر «فلسطين هذا الصباح». وتناولت هذه البرامج نواحي تتعلق بخطوة القيادة الفلسطينية التوجه نحو نيل العضوية الكاملة في الأممالمتحدة، منها «الجامعات واستحقاق أيلول»، «الفعاليات الفنية واستحقاق أيلول»، «المدارس واستحقاق أيلول»، «المرأة واستحقاق أيلول»، «الحملات الشبابية»، وغيرها من المواضيع ذات العلاقة. وإضافة إلى المحطات الدعائية التي تروج للحدث، ينتشر عدد من الأغنيات التي خرجت للمناسبة، مثل «إعلنها يا شعبي إعلنها» لفرقة «العاشقين»، و «جايين نعلن دولة فلسطين» للفنان الفلسطيني إبراهيم صبيحات. كما بث التلفزيون المهرجان الفني لتأييد خطوة «استحقاق أيلول» على الهواء مباشرة، وشارك فيه نخبة من نجوم الغناء الفلسطيني، إضافة الى حفلات فرقة «العاشقين» التي جاءت إلى فلسطين للمشاركة في احتفالات واعتصامات الشعب الفلسطيني لمناسبة هذه الخطوة نحو الأممالمتحدة. وقال المدير العام للبرامج في تلفزيون فلسطين عماد الأصفر إن التلفزيون لم يكتف فقط بتجنيد برامجه لمصلحة دعم هذه «الخطوة التاريخية»، بل إنه، ومنذ أسبوعين، بدأ تقديم برنامج يومي خاص يحمل عنوان «فلسطين الدولة 194»، يقدمه الإعلامي زعل أبو رقطي، ويتناول جوانب تتعلق بالحدث، من بينها السياسية والاقتصادية، ومستقبل المفاوضات، ومستقبل العلاقات الفلسطينية- الإسرائيلية، وغيرها من المواضيع من خلال استضافة ساسة وخبراء اقتصاديين ومحللين وغيرهم من فلسطين والعالم العربي. وأضاف الأصفر: «تلفزيون فلسطين جند كل برامجه لدعم «استحقاق أيلول»، بل عمل ولا يزال على مواكبة الحركات والمبادرات الشعبية الفردية والأهلية وشبه الرسمية المتعلقة بهذا الحدث، إضافة إلى حملة كبيرة من المواد الدعائية التي تناولت موضوع الاستحقاق، وكم كبير من الأغنيات ذات العلاقة، غالبيتها شاركنا في إنتاجها، أو مونتاجها وإخراجها، ومن بينها أغنيات لفنانين فلسطينيين من أرض الوطن أو الشتات، إضافة إلى مواكبة كل المهرجانات الجماهيرية الفنية وغير الفنية، والتغطية الإخبارية المكثفة حول الحدث، والبعثة الإعلامية التي رافقت الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية إلى نيويورك من طواقم تلفزيون فلسطين». وفي الإطار ذاته، بدأت إذاعة صوت فلسطين، ومنذ الأول من الشهر الجاري، بحملتها الإعلامية بست لغات دعماً لهذا الحدث. وقال المدير العام لإذاعة صوت فلسطين أحمد زكي العريدي إن صوت فلسطين بدأ بحملته الإعلامية بخطاب موجه الى دول العالم لدعم توجه القيادة الى الأممالمتحدة حيث خصصت إعلانات باللغة العبرية والروسية موجهة للإسرائيليين مفادها أن السلام الفلسطيني عرض عليكم بدولة فلسطين على أساس حدود 1967. وأضاف إن الإعلانات باللغة العبرية تحتوي خطاباً ورسالةً للإسرائيليين لدعم خيار دولتي فلسطين وإسرائيل، تعيشان جنباً الى جنب، وتحضهم على خيار السلام من أجل غد مشرق عوضاً عن الاستمرار بالصراع الذي سيؤدي الى نتائج كارثية. وتضمن إعلان اللغة الروسية الموجه لنحو مليون يهودي روسي يقطنون إسرائيل دعوةً لهم للاعتراف بدولة فلسطين على حدود 1967 ويؤكد الإعلان أن قيام دولة فلسطين هو استقرار لأمن المنطقة. وأشار العريدي إلى أن الإعلانات الأجنبية باللغات الفرنسية والإسبانية والإنكليزية احتوت نصوصاً توضح معاناة الفلسطينيين منذ احتلال أراضيهم عام 1948 وحتى الآن وتلقي اللوم على إسرائيل لإغلاقها أبواب السلام، وتطالب دول العالم بدعم عضوية فلسطين للأمم المتحدة الدولة 194. وقد استقي عددٌ من الاعلانات الترويجية لحملة فلسطين الدولة 194 من خطاب الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في خطاب في الجزائر عام 1988 عندما اعلن «وثيقة اعلان الاستقلال». واحتوت الإعلانات مقطعاً من خطاب الرئيس الأميركي أوباما في الأممالمتحدة عام 2010 وتذكير الرئيس الفلسطيني محمود عباس لنظيره الأميركي بخطابه وبحديثه عن ضرورة الاعتراف بفلسطين في الأممالمتحدة. وأكد العريدي أن النصوص السياسية تضمنت مقتطفات من خطاب الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات «على أرض الرسالات السماوية ولد الشعب الفلسطيني»، الذي واصل دفاعه عن وطنه، وأن القرار 181 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1947 نص على إقامة دولة عربية في فلسطين وهي دولة فلسطينية ينتظر أبناؤها قيامها ليعيشوا بأمان وسلام ورخاء. وستنشر إعلانات الحملة التي تأتي بالتعاون مع الحملة الوطنية دولة فلسطين 194 عبر سفارات فلسطين في الخارج بكل اللغات كدعوة لخيار طلب عضوية فلسطين في الأممالمتحدة.