شرح رئيس السلطة ان الفلسطينيين يريدون الاستقلال وبقوا الشعب الوحيد في العالم دون استقلال. كشفت مصادر إسرائيلية ان «مبعوثي البيت الابيض دنيس روس ودافيد هيل، اللذين التقيا يوم الاربعاء برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن) في رام الله أوضحا له انه قد تكون آثار خطيرة على توجه الفلسطينيين الى الاممالمتحدة بعد نحو اسبوعين. ومع ذلك، في اللقاء الصعب بين الطرفين، أوضح ابو مازن ان الخطوة التي في اطارها سيطلب نيل الاعتراف بدولة فلسطينية في حدود 1967، اجتاز نقطة اللا عودة». وقالت المصادر: «التقى روس وهيل في زيارتهما ايضا برئيس الوزراء نتنياهو ووزير الدفاع باراك، ولكن هدف المهمة جاء لممارسة ضغط اللحظة الاخيرة على ابو مازن. مصدر اسرائيلي اطلع على تفاصيل اللقاء بين المبعوثين الامريكيين ورئيس السلطة اشار الى أن هذه كانت المرة الاولى التي وضع فيها الامريكيون على الطاولة كامل الآثار السلبية للخطوة الفلسطينية في الاممالمتحدة. وقال المصدر الاسرائيلي ان «الامريكيين قالوا لابو مازن كل الحقيقة في وجهه بشكل حاد جداً». وأشار مصدر اسرائيلي آخر الى أن المبعوثين الامريكيين عدّدا الاضرار التي من شأنها أن تلحق بالسلطة الفلسطينية الواحد تلو الآخر، ولكنهما عرضا صورة سوداء للغاية بل وأحياناً بالغا في شدة سيناريوهات الرعب التي رسماها. وقالت مصادر رسمية في السلطة الفلسطينية ان الطلب الذي رفع الى ممثلية الاممالمتحدة في رام الله ليس رسمياً. وافاد مصدر مسؤول في رام الله صحيفة «هآرتس» ان الطلب الرسمي سيرفعه رئيس السلطة في نيويورك، في الاستماع في الكونغرس الامريكي قالت وندي شيرمان، مساعدة وزيرة الخارجية للشؤون السياسية انه اذا طرح القرار للاعتراف بدولة فلسطينية في مجلس الامن فإن الولاياتالمتحدة ستستخدم الفيتو ضده. وشدّد روس وهيل امام ابو مازن على أنه فضلاً عن حقيقة أن الادارة ستستخدم الفيتو على كل توجّه له الى مجلس الامن، فإن التوجه الى الجمعية العمومية للامم المتحدة وحدها من المتوقع أيضاً أن يؤدي الى تقليص المساعدات الامريكية الى السلطة، التي تبلغ نحو 450 مليون دولار في السنة. في مثل هذه الحالة، فان مرسوماً رئاسياً خاصاً فقط يمكنه أن يحرر الاموال. وقال ابو مازن للمبعوثين الامريكيين ان التوجّه الى الاممالمتحدة لا يأتي بديلاً عن المفاوضات مع اسرائيل وأنه مستعد لاستئناف المحادثات بعد ذلك. ولكن المبعوثين الامريكيين أوضحا ان تلقي الاعتراف بدولة فلسطينية في حدود 67 في الاممالمتحدة سيغيّر تماماً الاطار القانوني للعلاقات بين اسرائيل والسلطة ويلغي جزءاً من مرجعيات المسيرة السلمية. «أبو مازن بث في اللقاء مع روس وهيل أزمة شديدة»، قال المصدر الاسرائيلي. «فقد فهم انه صعد الى شجرة عالية ولا يمكنه أن ينزل عنها». رغم التحذيرات قال رئيس السلطة للمبعوثين الامريكيين انه في المرحلة الحالية «ليس لدي خيار آخر غير الاممالمتحدة». واجتمعت في رام الله الخميس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وأعلنت مرة اخرى عن تصميم الفلسطينيين للتوجّه الى الاممالمتحدة في 21 ايلول. بالتوازي، التقى أبو مازن الخميس مع ممثلي الحملة الشعبية ل «فلسطين 194» التي تنظم المظاهرات الجماهيرية التي ستجرى في الضفة الغربية بالتوازي مع التوجّه الى الاممالمتحدة. وصرح أمين سر اللجنة التنفيذية ل «م. ت. ف» ياسر عبد ربه بأن القيادة الفلسطينية مقتنعة بأن عملية الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الاممالمتحدة سيؤدي في نهاية المطاف الى تسريع مسيرة سلمية حقيقية وجدية تقوم على أساس اقامة دولة فلسطينية في حدود 67 وعاصمتها القدس. تجدر الاشارة الى أنه في بيان نشرته اللجنة التنفيذية صدر نداء الى الشعب الفلسطيني لعدم اتباع العنف: «المستوطنون ينكلون بالمواطنين الفلسطينيين ويفسدون الاملاك ويمسون بالمساجد باسناد من حكومة اليمين لإحداث مواجهة مع جيش الاحتلال ولا يجب أن نخدم أهدافهم». وتوجّه نشطاء من كافة التنظيمات الفلسطينية برسالة الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون حثوه فيها على «استخدام كل الوسائل لتحقيق المطالب العادلة للشعب الفلسطيني». في رسالة عرضت في مؤتمر صحفي في رام الله اشير الى ان الحملة ستتضمن سلسلة أحداث هادئة حتى افتتاح الجمعية العمومية في 21 سبتمبر. وقالت مصادر رسمية في السلطة الفلسطينية ان الطلب الذي رفع الى ممثلية الاممالمتحدة في رام الله ليس رسمياً. وافاد مصدر مسؤول في رام الله صحيفة «هآرتس» ان الطلب الرسمي سيرفعه رئيس السلطة في نيويورك، ولكن لم يذكر الموعد بعد. في 23 سبتمبر سيلقي ابو مازن خطاباً امام الجمعية العمومية، بعد يومين من افتتاحها. ويوم الاثنين الماضي التقى ابو مازن بمفكّرين مؤيدين للتوجّه الى الاممالمتحدة ومع صحفيين من اسرائيل ايضاً. وطلب منهم نقل رسالة تهدئة الى مواطني اسرائيل واشار الى أن التنسيق الامني بين الطرفين سيستمر. «لا نريد عزل اسرائيل، نريد العيش الى جانب اسرائيل ونحن نحث ونشجّع الدول العربية على الاعتراف باسرائيل»، قال واضاف: «يمكنني أن اعدكم بأننا جاهزون لإقامة الدولة». وشرح رئيس السلطة بأن الفلسطينيين يريدون الاستقلال وبقوا الشعب الوحيد في العالم دون استقلال، وقال بوضوح ان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي حتى هذه اللحظة لم يرد على جملة الاقتراحات الفلسطينية بالنسبة لمسائل التسوية الدائمة لا يريد السلام ولا يريد حل الدولتين.