دان مجلس الحكم الانتقالي في العراق امس الاشتباكات التي وقعت قبل ثلاثة ايام في كربلاء بين عناصر من ميليشيا الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر وأنصار آية الله علي السيستاني الذين منعوهم من وضع يدهم على مقامي الحسين والعباس في المدينة، ما أدى الى سقوط قتيل وأكثر من عشرين جريحاً. وقال المجلس في بيان ان "مجلس الحكم يرى في التطورات الجارية في مدينة كربلاء من اطلاق نار وخطف مواطنين واحتلال أبنية حكومية ومساجد افعالا خطيرة تضر بأمن المواطن العراقي والمصالح العليا لشعبنا في هذه الظروف الحرجة". واوضح البيان انه "في الوقت الذي يؤكد مجلس الحكم بأنه لا قوة فوق القانون في عراقنا الجديد، فهو يساند المسؤولين المحليين من محافظ وضباط شرطة ورؤساء دوائر ويدعوهم الى القيام بواجبهم من أجل استتباب الأمن ومعاقبة المخالفين". ودعا مجلس الحكم "جميع المواطنين ومحبي اهل البيت الى التعاون ومساندة الاجهزة الحكومية العراقية في اداء واجبها لبسط الامن والاستقرار واحترام القانون". وكان وفد من مجلس الحكم الانتقالي يضم موفق الربيعي وأحمد البراك وسمير محمود الصميدعي وعبدالكريم محمداوي ويونادم يوسف كنا، اضافة الى وزير الداخلية نوري البدران، زار النجف الاربعاء والتقى ثلاثة من كبار المرجعيات الشيعية هم آية الله السيستاني واسحق الفياض وبشير النجفي اضافة الى الصدر. وقال الصميدعي في تصريح صحافي في النجف "لم نأت هنا للتوصل الى اتفاق حول قضية ولكن لتبادل الآراء وكل اللقاءات كانت موفقة". في غضون ذلك، شن الشيخ محمد خاقاني، احد مساعدي السيستاني، هجوماً عنيفاً على مقتدى الصدر واعتبر كلامه عن تشكيل حكومة موازية في العراق "جهلاً وهراءً". وقال خاقاني: "هل من الديموقراطية بمكان او من الحرية بمكان ان تقوم حكومة على اساس التظاهرات؟" مضيفاً: "لا يمكن للعراقيين ان يقبلوا بأن تفرض حكومة عليهم، هذا جهل وهراء". ووصف خاقاني مقتدى الصدر بأنه "شخص ليست له اي قيمة علمية او اجتماعية ونحن نؤمن بأنه مدفوع من جهات اخرى، والخطوات التي يقوم بها مرسومة من جهات بعيدة" من دون ان يقدم ايضاحات عن الجهة او الجهات التي يقصدها. واضاف في هجوم عنيف: "ان الذين يتحلقون حوله خليط من اللصوص وقطّاع طرق وبعثيين اضافة الى رجال استخبارات يلبسون العمائم". وحذر من فتنة قائلاً: "يراد للشيعة ان يتنازعوا في ما بينهم ويتناحروا مع السنة ومع المسيحيين والعرب والاكراد … بينما نحن ندعو الى عراق موحد بكل طوائفه". الى ذلك، اكدت صحيفة "الصباح" الناطقة باسم "شبكة الاعلام العراقي" التي تشرف عليها قوات التحالف ان "ادارة مجلس محافظة كربلاء قررت فرض منع التجول في المدينة من التاسعة ليلاً حتى السادسة صباحاً بالتوقيت المحلي حتى اشعار آخر، بسبب الظروف الاسثنائية التي تمر بها المحافظة وحفاظاً على أرواح الناس من التعرض للخطر". واوضحت الصحيفة ان "هذا الحظر اعلن عنه عبر مكبرات الصوت بحيث نعمت مدينة كربلاء اعتباراً من ليلة امس الاول بالهدوء بعد فك الاشتباكات وتوقف احداث العنف". وتظاهر مساء الاربعاء نحو 500 شخص من انصار الصدر في مدينة النجف إعراباً عن دعمهم للحكومة الموازية التي اعلن عزمه على تشكيلها. وانطلق المتظاهرون من مدخل المدينة وتوجهوا الى مكتب الصدر الواقع قرب مرقد الإمام علي في وسط المدينة. وشوهد عناصر مسلحون من ميليشيا "جيش المهدي" التابعة للصدر يتمركزون على سطح المكتب، بينما انتشر عناصر من الشرطة العراقية في المكان ايضاً على بعد امتار منه. وشاركت نساء محجبات في التظاهرة. واطلق المتظاهرون هتافات تأييد لمقتدى الصدر وحملوا لافتات تقول "ندعم حكومة مقتدى".