توقع زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني جلال طالباني ان تبدأ الحرب الأميركية على النظام العراقي أواسط أو أواخر شهر شباط فبراير المقبل، وقال في مقابلة مع "الحياة" انه حمل "تطمينات من بعض المسؤولين الاميركيين الى المسؤولين الايرانيين بأن ايران لن تكون مستهدفة بعد العراق". وأوضح طالباني ان القيادة الكردية لم تقرر بعد المشاركة في دعم العمل العسكري الأميركي، مشيراً الى ان هذه القضية ستبحث حينما يتقدم الاميركيون بطلب بهذا الشأن. وأعرب طالباني، الذي أجرى محادثات مع كبار المسؤولين الايرانيين، عن تفاؤله بنتائج الاجتماع المرتقب للجنة المتابعة المنبثقة عن مؤتمر لندن للمعارضة العراقية الذي سيعقد الاسبوع المقبل في اربيل في شمال العراق. ولفت الى أن هذا الاجتماع "سيؤدي الى تشكيل لجان عدة، منها التنفيذية والأمنية والإعلامية والعلاقات الخارجية، كما سيبحث أيضاً في السيطرة على الأوضاع في العراق أثناء سقوط الديكتاتورية، وذلك منعاً للانتقام والفوضى والفتن"، مضيفاً: "أما هل ستكون هذه اللجان على شكل حكومة موقتة فإن الأمر موكول للاجتماع وقراراته". ولفت الى ان "انقاذ العراق من الضربة العسكرية الاميركية يتطلب تشكيل حكومة ائتلافية وطنية تلغي الأحكام والقوانين الاستثنائية، وتجري انتخابات حرة لمجلس وطني تأسيسي يضع دستوراً جديداً للعراق، وبالتالي تخليص العراق سلمياً وسياسياً من الديكتاتورية، ثم تسليم أسلحة الدمار الشامل الموجودة الى الأممالمتحدة، خصوصاً أن هذه الأسلحة لم تستعمل الا ضد الشعب العراقي والجارة ايران". وعن موعد الضربة الأميركية قال: "ليس لدينا اطلاع وانما لدينا تخمينات، ونعتقد ان أواسط أو أواخر شباط سيكون موعد الضربة وفقاً لما فهمناه من الصحف الاميركية المهمة". ورداً على سؤال عن امكان تعاون الأكراد عسكرياً مع الحملة الاميركية، قال: "لقد أعطى البرلمان الكردي رأيه بوضوح: فرداً على دعوة وزير الخارجية الاميركي كولن باول اليه للاشتراك في محاربة الديكتاتورية والارهاب والاستبداد واقامة عراق ديموقراطي حر، أكد البرلمان الكردي استعداد الأكراد للمشاركة في هذا العمل". ولفت الى ان "القيادة الكردية لم تقرر حتى الآن المشاركة في العمل العسكري مع القوات الاميركية، وسيتم بحث هذه القضية عندما يطلب الاميركيون منا ذلك". وأكد ان "بعض المسؤولين الاميركيين طلبوا منا ابلاغ الايرانيين أن اميركا لن تستهدف ايران ولا تريد الشر لها، وان المسألة محصورة بتغيير النظام في العراق"، مشيراً الى أن "هذا التغيير في مصلحة الشعب الايراني كما هو في مصلحة الشعب العراقي". في غضون ذلك، أ ف ب وصل زعيم الحزب الديموقراطي الكردستاني مسعود بارزاني الى انقرة للبحث مع القادة الأتراك في تطورات الوضع بالنسبة الى الأزمة العراقية. وفي المطار، أعرب بارزاني عن ارتياحه لوجوده في العاصمة التركية، لكنه رفض ان يرد على أسئلة الصحافيين قبل لقاء المسؤولين الأتراك. ومن المقرر أن يجري بارزاني محادثات مع مسؤولين في وزارة الخارجية التركية قبل أن يجتمع الى رئيس الوزراء عبدالله غل. يذكر أن انقرة استقبلت الشهر الماضي كلاً من طالباني والقيادي في المؤتمر الوطني العراقي أحمد الجلبي.