اعلنت ايران امس انها لن تسمح للمعارضة العراقية باستخدام اراضيها لشن هجمات "ضد اي من الدول المجاورة لأغراض عسكرية"، نافية اي دور لها في تنسيق اجتماعات عقدها في طهران زعماء فصائل عراقية معارضة، ومؤكدة انها لن تحضر مؤتمر لندن. في الوقت ذاته اكد الزعيم الكردي مسعود بارزاني قبل مغادرته طهران ان لا أطماع لها في العراق، مستبعداً ان تكون المناطق الشمالية لهذا البلد جسراً للهجوم الاميركي المتوقع. نفت وزارة الخارجية الايرانية ان تكون طهران عملت لتنسيق الاجتماعات التي عقدتها ثلاثة فصائل عراقية معارضة، هي الحزب الديموقراطي الكردستاني ممثلاً بزعيمه مسعود بارزاني، و"المؤتمر الوطني العراقي" ممثلاً بعضو قيادته احمد الجلبي، و"المجلس الاعلى للثورة الاسلامية" برئاسة محمد باقر الحكيم، وذلك بحضور ممثل عن الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني. وقال الناطق باسم الوزارة حميد رضا آصفي ان طهران لن تشارك في مؤتمر لندن للمعارضة العراقية ولو بصفة مراقب. وشدد بارزاني على ضرورة عدم فرض واشنطن اي امر على الشعب العراقي واعلن في مؤتمر صحافي قبل مغادرته طهران عدم معرفته ببرنامج محدد للعمل العسكري الاميركي ضد العراق او بزمانه، داعياً واشنطن الى التشاور مع المعارضة. واضاف ان الولاياتالمتحدة لم تطلب منه شيئاً حتى الآن في هذا الاطار، مستبعداً ان يكون شمال العراق جسراً للهجوم الاميركي المتوقع. وعن محادثاته في طهران قال بارزاني انه ناقش مع المسؤولين الايرانيين موضوع مؤتمر لندن واكدوا ضرورة ان تكون نتائجه "في مصلحة الشعب العراقي". وزاد: "ايران لا تنوي التدخل في الشؤون العراقية، وليست لديها اطماع فيه، وطالب مسؤولوها بعدم تحول الحدود العراقية مع ايران الى قاعدة تهدد الامن الايراني، ونحن نشاطرهم هذا الرأي". ونفى الزعيم الكردي ان يكون ناقش مع الحكيم ارسال قوات للمساهمة في اطاحة النظام العراقي. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن بارزاني قوله رداً على سؤال هل يثق الاكراد بالاميركيين بعد ما حصل عام 1991: "من قال اننا نثق بهم. كل فرد في هذا العالم يدافع عن مصالحه، والآن مصالحنا ومصالح الاميركيين متشابهة نوعاً ما". وخاطب السلطات التركية قائلاً: "لن نقوم بأي تحرك سيكون ضد مصالح العراقيين او الاكراد، ونأمل بأن تسمح لنا الحكومة التركية بتسوية عدد كبير من خلافاتنا". الى ذلك أ ف ب اعلن الناطقان باسم الحكومة ووزارة الخارجية الايرانيتين امس ان ايران لن تسمح لمجموعات المعارضة العراقية باستخدام اراضيها لشن هجوم على العراق. وقال الناطق باسم الحكومة عبدالله رمضان زاده في ختام اجتماع لمجلس الوزراء: "لن نسمح لاحد باستخدام الاراضي الايرانية ضد اي من الدول المجاورة لاغراض عسكرية". وكان يجيب عن سؤال في شأن موقف طهران من "فيلق بدر" الجناح المسلح ل"المجلس الاعلى للثورة الاسلامية" الذي يضم نحو 10 - 15 الف مقاتل. يتمركزون في ايران ومستعدون للمشاركة في هجوم اميركي محتمل على العراق.