اتهمت الحكومة التركية أمس ايران وسورية بأنهما تدعمان "علناً" حزب العمال الكردستاني بزعامة عبدالله اوجلان، مؤكدة ان عناصر مسلحة من الحزب لجأت الى ايران "تستخدم هذا البلد قاعدة للتسلل الى الأراضي التركية للقيام بهجمات". وجاء هذا الاتهام على لسان نائب رئيس الوزراء بولند أجاويد الذي استقبل امس في أنقرة الزعيم الكردي العراقي زعيم الحزب الديموقراطي الكردستاني مسعود بارزاني. وحذرت انقرةالعراق من عواقب تقديمه "تسهيلات" لمقاتلي أوجلان. يذكر ان بارزاني، الذي التقى ايضاً وزير الخارجية التركي اسماعيل جيم والمسؤولين العسكريين، يزور أنقرة في طريقه الى الولاياتالمتحدة التي سيزورها في الوقت نفسه زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني جلال طالباني. لكن جيم اعلن ان بارزاني لن يلتقي طالباني في العاصمة الاميركية، عكس توقعات بذلك، مضيفاً ان بارزاني يتوجه الى واشنطن "فقط لاجراء محادثات ثنائية" مع الاميركيين. وقال مسؤول في ادارة الرئيس بيل كلينتون في واشنطن ان بارزاني وطالباني سيزوران العاصمة الأميركية في الفترة بين 9 و16 الشهر الجاري، مضيفاً انه لا توجد حتى الآن مشاريع لعقد اجتماع بينهما، لكنه لم يستبعد ذلك. وتابع انهما سيجريان محادثات مع مسؤولين على مستوى رفيع، "وعلى الأقل" مع مساعد وزيرة الخارجية مارتن إنديك وربما مع وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية توماس بيكرينغ "من دون استبعاد لقاء قصير" بينهما والوزيرة مادلين أولبرايت، إضافة الى أنهما سيلتقيان أعضاء في مجلس الأمن القومي. وأوضح أن المحادثات ستشمل العلاقات الثنائية والتعاون والمصالحة بين الطرفين الكرديين في شمال العراق وأوضاع هذا البلد في صورة عامة. وفيما اتهم أجاويد ايران بدعم حزب العمال أفادت صحيفة "حريت" التركية ان مجلس الأمن القومي، وهو اعلى هيئة استشارية تبت شؤون الأمن التركي، تعد "عقوبات سياسية واقتصادية وعسكرية على سورية" ايضاً التي تتهمها انقره بدعم حزب العمال وايواء زعيمه. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في المجلس ان هذه الاجراءات التي تعدها الحكومة والمسؤولون العسكريون ستتم المصادقة عليها خلال اجتماع للمجلس يعقد نهاية الشهر الجاري. لكن هؤلاء المسؤولين لم يوضحوا نوع "العقوبات". ووجه أجاويد اتهاماته لايران في مؤتمر صحافي عقده اثر محادثاته مع بارزاني، وقال ان ايران وسورية "تدعمان علناً" حزب اوجلان، مضيفاً ان عناصر الحزب الذين انتقلوا من شمال العراق الى ايران يعدون لشن هجمات من أراضيها على تركيا. وأثنى على بارزاني قائلاً ان الأخير نجح في تحديد قدرات عناصر حزب العمال على مهاجمة الأراضي التركية. وتابع ان زيارة الزعيم الكردي لأنقرة قبل توجهه الى الولاياتالمتحدة تعكس "درجة الثقة المتبادلة" وقوة العلاقات بينه وبين تركيا. وعلى رغم ان أجاويد شدد مرات على وحدة أراضي العراق، لكنه لاحظ ان بارزاني "أكد" تقارير تفيد ان بغداد تقدم تسهيلات لحزب العمال. وحذر المسؤول التركي العراق من هذا الموقف الذي قال انه "سيضرّ العراق اكثر مما يضرّ تركيا"، كما حذر من ان محادثات الأكراد في واشنطن يجب ألا تؤدي الى تطورات من شأنها أن تضر وحدة العراق. لكنه أعرب عن ثقته بأن حزب بارزاني لا يسعى الى اقامة دولة كردية مستقلة وقال: "هو لا يريد سوى تنفيذ اتفاق الحكم الذاتي الموقع بين والده الراحل مصطفى بارزاني وبغداد في 1970". وشدد على ان "الانتخابات الكردية التي اجريت لملء فراغ السلطة في شمال العراق يجب ألا تؤدي الى اقامة حكومة بديلة" من الحكومة المركزية في بغداد. وختم أجاويد بأن تركيا تريد ان تكون عملية أنقرة للمصالحة بين أكراد العراق دائمة ومثمرة "ولن نسمح بأن يضعفها أحد من الخارج"