قال وزير الخارجية السوري فاروق الشرع ان مخاوف أنقرةودمشق "مشتركة وواحدة" في شأن مصير العراق والمنطقة، واتهم وزير الدفاع الإيرانيواشنطن بممارسة الضغط على إيران. ولفت إلى أن "واشنطن لا تريد مكافحة الإرهاب، وإنما تهديد دول المنطقة". أكد وزير الخارجية السوري فاروق الشرع ان الحرب على العراق تعني الحرب على المنطقة ومستقبلها. جاء ذلك خلال زيارة مهمة قام بها أمس وزير الخارجية السوري الى أنقرة التقى خلالها كلاً من الرئيس أحمد نجدت سيزار ورئيس الوزراء عبدالله غل ووزير الخارجية يشار ياكش. وتضمنت الزيارة أول مفاوضات ثنائية بين وزيري خارجية البلدين، بعد قطيعة دامت عشر سنوات، بحثت في الأمور العالقة بين الجانبين بهدف تجاوز ما تفرزه هذه المسائل من حواجز سياسية ونفسية تقف أمام تطوير التعاون والتنسيق السياسي بين البلدين. وأكد الشرع لدى وصوله الى أنقرة انه يأتي بتوصية من الرئيس السوري بشار الاسد والحكومة السورية "بفتح كل أبواب التعاون مع تركيا"، وعبّر عن أمله في الخروج ب"تفاهمات" ايجابية مشتركة. واضاف انه يحمل رسالة من الرئيس الأسد الى الرئيس التركي أحمد نجدت سيزار. فيما أكد وزير الخارجية التركي يشار ياكش من جانبه عزم الحكومة التركية على تحسين علاقاتها مع دمشق. وأشار الشرع الى ان الزيارة تهدف الى بحث كل الآليات والأفكار الممكنة لمنع وقوع الحرب على العراق. وعاد وزير الدولة التركي للاقتصاد كرشات توزمان الى أنقرة قادماً من بغداد حيث التقى الرئيس العراقي صدام حسين وسلمه رسالة من رئيس الوزراء التركي، رفض الكشف عن مضمونها، وقال: "بإمكان رئيس الوزراء ان يكشف عن فحوى الرسالة والجواب عنها" مشيراً الى أن "اليومين المقبلين سيكشفان أهمية هذه الزيارة لبغداد". طهران : "واشنطن تهدد دول المنطقة" من جهة اخرى اتهمت وزارة الدفاع الإيرانيةواشنطن، التي تعتزم شن الحرب على بغداد، بممارسة الضغط على إيران. ولفتت طهران إلى أن "واشنطن لا تريد مكافحة الإرهاب، وإنما تهديد دول المنطقة". ووصف وزير الدفاع الإيراني علي شمخاني العراق وزعيمي "القاعدة" و"طالبان" أسامة بن لادن والملا عمر، بأنهم "حلفاء واشنطن السابقين الذين تخلت عنهم". وأوضح "أن المجموعات التي تسببت في أحداث الحادي عشر من أيلول سبتمبر 2001 وأوجدت بذلك ذريعة لبدء حرب أميركية جديدة على العالم الإسلامي، كانت حليفة قوية لأميركا في الثمانينات، حيث يمكن القول إن حلفاء أميركا السابقين أصبحوا اليوم أعداء لها بمن فيهم تنظيم القاعدة". وحذر وزير الدفاع الإيراني من "ان ما تقوم به أميركا من حشود عسكرية في المنطقة، يدل على أنها تعد لعمليات عسكرية ضد النظام العراقي". ولفت إلى أن الولاياتالمتحدة بدأت "بممارسة ضغوط سياسية على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فالأميركيون يحاولون ايجاد تنسيق بين المجموعات المناوئة لإيران، والمهم بالنسبة إلى واشنطن الآن ليس مكافحة الإرهاب لكون كل المجموعات الإرهابية يتم توجيهها من جانب أميركا لخدمة أهدافها السياسية". واعتبر أن "الأسلوب الذي تعتمده أميركا بات يمس بمسيرة العلاقات الدولية"، ورأى أن "السيادة العراقية تتعرض اليوم إلى ضغوط سياسية وعسكرية أميركية على رغم المبدأ الدولي الذي ينص على أن سيادة الدول أمر لا يمكن المساس به". وأوضح أن الولاياتالمتحدة تحاول من "خلال استراتيجيتها هذه تهديد دول المنطقة واعتماد القوة لمواجهة الدول والجهات التي تصفها أميركا بالعناصر غير المرغوب فيها، والعمل على تجنيد حلفائها لاضفاء صبغة قانونية على قرارات واشنطن". وحمل على الازدواجية في السياسة الأميركية، موضحاً أن "إسرائيل تمتلك اليوم تلك التجهيزات التي يخضع العراق لتفتيش دولي بسبب ما تتهمه واشنطن بامتلاكها".