حمّلت تركياالعراق "المسؤولية كاملة" وطالبته بتنفيذ القرارات الدولية والتعاون مع المفتشين الدوليين، فيما اعلن نائب رئيس الوزراء العراقي الذي يزور انقرة في محاولة لاثنائها عن السماح للطائرات الاميركية باستخدام قواعدها ان بغداد لن "تعتبر انقرة جارة وصديقة" اذا نفّذت الطلب الاميركي. كما انه عرض على تركيا بيعها نفطاً بنصف اسعار السوق. لكن رئيس الوزراء التركي بولند اجاويد رفض التعهد له بأي شيء وحذّره من ان "الضربة الاميركية حتمية" اذا لم يتعاون العراق مع الاممالمتحدة. الى ذلك اعلن وزير الدفاع الايراني علي شمخاني ان طهران لن تشارك في اي حرب على العراق حتى لو صدر قرار بذلك من الاممالمتحدة. أكد رئيس الوزراء التركي بولند اجاويد ان العراق وحده يستطيع منع اي ضربة عسكرية اميركية من خلال التعاون الكامل مع المفتشين الدوليين. وقال ان على بغداد الا تعطي احداً الفرصة لاقامة الحجة او الدليل عليها، مؤكداً جدية الموقف الاميركي "فالولاياتالمتحدة قد توجه ضربة للعراق في اي وقت". وصدم هذا الموقف نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز الذي جاء محذراً تركيا من عواقب الضربة الاميركية التي تستهدف المنطقة ايضاً، آملاً في ان تتخذ انقرة قراراً بمنع واشنطن من استخدام قواعدها العسكرية. وقال ان بلاده لن "تعتبر تركيا صديقة اذا اتاحت ذلك لاميركا". وحاول طارق عزيز اللعب على الوتر القومي الحساس لدى الأتراك، فذكّر اجاويد بأن ضرب العراق سيخلق فراغاً امنياً في الشمال سيستغله الاكراد لاقامة دولة او فيديرالية كردية. وعرض على انقرة صفقة بترول كبيرة بنصف السعر العالمي، وسط تذمّر تركيا من ارتفاع اسعار البترول المستمر منذ بدء التهديدات الاميركية. وطلب من الحكومة التركية ان تتخذ موقفاً بدعم العراق طالما ان بغداد قبلت بعودة المفتشين. وأكد رئيس الوزراء التركي الذي اثنى على قرار العراق بعودة المفتشين ان المهم هو تنفيذ هذا القرار وتطبيقه وتقديم بغداد المساعدة اللازمة لتنفيذ هذه المهمة من دون اعتراض او تأخير، رافضاً ان يقدم لعزيز اي تعهد. وذكرت مصادر في الخارجية التركية ل"الحياة" ان الخطر الامني الذي يهدد تركيا بقيام دولة كردية في شمال العراق والذي اشار اليه طارق عزيز خلال لقاءاته مع المسؤولين الاتراك، خلقه العراق من خلال غزوه جيرانه واعتدائه على شعبه في الشمال والجنوب، ولذلك فان درء هذا الخطر لا يمكن ان يكون من خلال التعاون مع بغداد التي اثبتت انه لا يمكن الوثوق بها وان على انقرة ان تدبر امورها بنفسها او من خلال مساعدة حلفائها. الى ذلك، اعلن وزير الدفاع الايراني الاميرال علي شمخاني امس ان بلاده لن تواجه عسكرياً أي هجوم محتمل على العراق، لكنها لن تستغل مثل هذا الهجوم على حساب جارها. وأعلن المسؤول الايراني خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الكويتي الشيخ جابر مبارك الصباح "اننا ضد الحرب، لكننا لن نواجهها بالقوة". وكان شمخاني يعرض بوضوح مفهوم "الحياد النشط" الذي اعلنته وزارة الخارجية الايرانية لتحديد السياسة الايرانية في الازمة العراقية. واضاف بعدما دعا بغداد الى الامتثال "لكل قرارات" الاممالمتحدة "لن نستفيد في الوقت نفسه من هذا المفهوم على حساب العراق ولكننا لن نتعاون معه ايضاً". من جهة اخرى، قال شمخاني: "ان ايران لن تشارك في اي عمل عسكري ضد العراق حتى ولو كان هناك قرار من مجلس الامن الدولي". لكنه اعتبر ان تعزيز الحضور الاميركي في الخليج يشكل "عامل زعزعة لاستقرار المنطقة". وأكد شمخاني الذي كان دعا الولاياتالمتحدة الى عدم تجاوز "الخطوط الحمر" بين ايرانوالعراق في حال هجوم عسكري، ان "القوات المسلحة الايرانية على استعداد لمواجهة كل النتائج سواء كان ذلك على الحدود او في داخل البلاد". وكان شمخاني يتحدث في مؤتمر صحافي مع نظيره الكويتي الذي اكد ان وصول اعداد اضافية من الجنود الاميركيين الى الكويت يندرج حصراً في اطار تدريبات مشتركة كويتية - اميركية كانت "مقررة" سابقاً، وانها "ستغادر الكويت بعد ذلك". وقال: "لا نقبل ان يتم استخدام اراضينا" لشن عملية احادية على العراق، داعياً من جديد الى "تفاهم" دولي وبالتالي تفويض من الاممالمتحدة بهذا الشأن.