اضطر رئيس الوزراء التركي الجديد عبدالله غول الى قبول بعض التعديلات التي اجراها الرئيس أحمد نجدت سيزر على قائمته الوزارية، بعد اعتراض الأخير على تعيين بشير اطالاي الذي كانت له مواقف معلنة وقوية ضد قانون منع الحجاب وزيراً للتعليم، واصراره على تعيين اركان مومجو الذي وفد على حزب "العدالة والتنمية" من حزب "الوطن الأم" مكانه، وذلك تحسباً من ان ينساق اطالاي وراء اهوائه وضغوط الناخبين عليه في مسألة الحجاب. الا ان هذا التعديل البسيط لم يؤثر في الصورة التي تركتها حكومة غول الجديدة في الاذهان، وهي صورة اقرب الى الشرق سياسياً وجغرافياً. فرئيس الحكومة عبدالله غول عمل ثماني سنوات في بنك التنمية الاسلامي في المملكة العربية السعودية، وعمل وزير خارجيته يشار ياكش مستشاراً سياسياً في السفارة التركية في دمشق وسفيراً لبلاده في السعودية ومصر، وحصل على وسام الملك عبدالعزيز اثناء اقامته في السعودية تكريماً لجهوده في تحسين العلاقات بين البلدين اثناء تولي تورغوت أوزال رئاسة الحكومة نهاية الثمانينات. كما كان ياكش مرشح تركيا لمنصب الأمين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي قبل عامين، وهو ادهش بعض الأوساط التركية عندما حاول ان يوضح موقف الحكومة السعودية من نقل قلعة اجياد في مكة الى مكان آخر لتوسيع الحرم الشريف وذلك في خضم حملة اعلامية وسياسية محمومة شنتها الخارجية التركية بقيادة وزير الخارجية السابق اسماعيل جيم ضد المملكة في ذلك الوقت. وتضم الحكومة الجديدة وزير الدولة كرشات توزمان الذي شغل منصب مستشار التجارة الخارجية والذي استطاع رفع مستوى التبادل التجاري بين تركيا وكل من العراق وسورية الى اكثر من بليون دولار، وهو شخصية معروفة في بغدادودمشق، وكان نشاطه في تحسين العلاقات التجارية لتركيا مع جيرانها احد الاسباب في فصله من منصبه في الحكومة السابقة. وفيما حرص غول على تعيين امرأة في حكومته هي جولدال اكشيد وزيرة للسياحة، فإن اكثر الاسماء جذباً للاهتمام في الحكومة هو وزير الدولة للاقتصاد علي باباجان البالغ من العمر 35 عاماً فقط ليكون اصغر وزير في تاريخ تركيا يتسلم اهم حقيبة وزارية حالياً. الا ان باباجان معروف بخبرته في الاقتصاد اثناء فترة اقامته في الولاياتالمتحدة، ويعتقد رئيس الحكومة ان الوزير الشاب هو خير من يستطيع ان يتحدث مع صندوق النقد الدولي باللغة التي يفهمها. وأعلن باباجان انه سيجري تعديلات على ما هو جارٍ من برنامج اصلاح اقتصادي بالاتفاق مع صندوق النقد. وفور اعلان الحكومة تلقت أول رسالتي تهنئة من دمشقوواشنطن، اذ هنأ رئيس الوزراء السوري محمد مصطفى ميرو نظيره التركي ودعاه الى زيارة دمشق، وأعرب عن رغبته في زيارة انقرة قريباً، فيما هاتف الرئيس جورج بوش غول وأبلغه انه يأمل في رؤيته في واشنطن السنة المقبلة. ومن جهة أخرى رويترز، القى الرئيس جورج بوش بثقله وراء مساعي تركيا الرامية للانضمام الى الاتحاد الاوروبي. وقال الناطق باسم البيت الابيض سكوت ماكليلان ان الرئيس الاميركي سلط الضوء على اهمية انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي في اتصال هاتفي مع رئيس وزراء الدنمارك اندرس فو راسموسن الذي ترأس بلاده الاتحاد الاوروبي في الدورة الحالية. وأفادت مصادر في الادارة الاميركية والكونغرس ان ادارة بوش تعد كذلك خطة مساعدات عسكرية اقتصادية لمساعدة تركيا في تفادي اي مشاكل اقتصادية اذا ما اندلعت حرب مع بغداد. أردوغان إلى برلين إلى ذلك، غادر زعيم حزب "العدالة والتنمية" رجب طيب اردوغان انقرة متوجهاً الى برلين في اطار جولة اوروبية يقوم بها. وكان مقرراً ان يلتقي اردوغان مساء أمس المستشار الالماني غيرهارد شرودر قبل التوجه الى لندن لاجراء محادثات صباح اليوم مع رئيس الوزراء توني بلير. وكان اردوغان الذي يقوم بحملة من اجل انضمام بلاده الى الاتحاد الاوروبي، التقى أول من امس رئيس الوزراء اليوناني كوستاس سيميتيس في اثينا، ثم مع رئيس الوزراء الاسباني خوسيه ماريا اثنار في مدريد. ومن المقرر ان يغادر اردوغان لندن الى بروكسيل حيث يلتقي رئيس المفوضية الاوروبية رومانو برودي. ويجتمع الخميس مع رئيس الوزراء الإرلندي برتي اهيرن في دبلن، قبل ان يتوجه الى ستراسبورغ للقاء رئيس البرلمان الاوروبي بات كوكس. وتشمل الجولة أيضاً الدنمارك وفنلندا والسويد، على ان يعود الى فرنسا في نهاية الشهر الجاري. ويرافقه في جولته وزير الخارجية التركي الجديد يشار ياكش.